انتشرت في السنوات الأخير منتجات “الدوغما” في الأسواق السورية، وهي عبارة عن أي منتج غير معلب، منها المنظفات بشكل كبير، إضافة إلى بعض المواد الغذائية، والتي لاقى فيها المواطن راحة لجيبه المثقوب، أولاً من حيث السعر وثانياً من حيث الكمية، مقابل المنتجات المعلبة التي أصبحت من الكماليات له.
ولا شك في أن تلك المنتوجات لا تملك مواصفات المعلبة منها من حيث الجودة والشكل الأنيق، وهذا الأمر بات لا يسبب هاجساً للسوريين، فراحة البال ولا القضاء على 99.9% من الجراثيم.
اعتاد السوريون أن يكون المنتج “الفلش” للفقراء وأصحاب الدخل المحدود، في حين صار المعلب منها للأغنياء وبينهما حكاية حساسية للأيدي وعدم رضا عن النتيجة.
بعض المحال في الأسواق تشتري المواد الخام من المعامل المرخصة التي لديها سجل صناعي وفي بعض الأحيان سجل تجاري، وفي أحيان قليلة من مصادر غير شرعية، وتخلط المقادير في المحال، وتبيعها في الأسواق السورية، من دون ضمان الجودة، فإما بأكياس نايلون وإما بعبوات بلاستيكية، أو عبوات مياه فارغة، وعلى ما يبدو أن اختلاف المقادير هو سبب الحساسية، لأنه بالأساس ومن المفترض أن المعمل يستوفي الشروط الصحية والرقابية من إتمام عملية الكشف عن المواد وتحليلها للبدء في مجال صناعة تلك المواد.
وأجرى “هاشتاغ” جولة ضمن الأسواق في أحد الأحياء الشعبية لمعرفة أسعار تلك المواد مقارنة بالمعلب منها، فتبين أن سعر كيلو سائل الجلي “الدوغما” بين الـ 6000 و8000 ليرة، بينما عبوة المياه صغيرة الحجم بـ 5000 ليرة. بالمقابل يتراوح سعرها معلباً بين 9000 وحتى 13000 ليرة.
أما عن سعر المناديل الورقية “المحارم” فكان الكيلو للدوغما 45 ألف ليرة، بينما بلغت العلبة والتي تزن نصف كليو لإحدى الماركات المشهورة 16 ألف ليرة.
أما سائل الاستحمام “الشامبو” فتوجد له اعتبارات عدة للدوغما، فإذا كان خاليا؟ من مسبل للشعر والبلسم للتنعيم فسعر الكيلو 5000 ليرة، وإذا كان الشامبو تركيب صاحب المحل “شغل إيد” فيصل سعر الكيلو إلى 20 ألف ليرة، بينما تركيب الشركة يصل إلى 28 ألف ليرة، وكل ذلك يختلف بحسب المواد الداخلة، بينما تراوح سعر الشامبو المعلب للشركات المعروفة بين 26 و35 ألف ليرة، طبعاً توجد ماركات أغلى من ذلك بكثير.
أما سعر مسحوق الغسيل، فتبين أن كيلو الدوغما منه للغسالات العادية بأفضل حالاته يصل إلى 15 ألف ليرة، بينما للغسالات الأوتوماتيك 17 ألف ليرة، بحسب الجودة والمواد الداخلة في التركيبة، أما الشركات المعروفة في السوق فيتراوح سعرها بين 27 ألفا وحتى 45 ألف ليرة.
بدوره أكد مدير الاستثمار الصناعي في وزارة الصناعة بسمان محمد، أن عدد المصانع الخاصة بتصنيع المواد المنظفة بلغ 129 منشأة، مشيراً إلى أن ضمن الرخص لا يتم تحديد إذا كان دوغما أو من الشركات التي تقوم على ماركة معينة.
في وقت، أكد مصدر في وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك، أن أي معمل سيقدم أي منتج كان، يجب عليه تقديم بيان كلفة بالمنتج في الوزارة أو بالمحافظة، منوهاً بأن أي معمل يكون لديه سجل صناعي وآخر تجاري لبيع المواد في السوق.
وأكد المصدر أنه تتم مراقبة جميع المواد في السوق بدءاً من قرص الفلافل، مشيراً إلى سحب مئات العينات يومياً للتحليل لمتابعة مدى مطابقتها المواصفات القياسية السورية.
وشدد المصدر أنه يجب أن يكون هنالك تعاون من المواطنين للكشف عن حالات الغش الموجودة في السوق للتعامل معها بالشكل القانوني، لافتاً إلى أن الورشات المخالفة أو المحال وغيرها يتم إغلاقها وتشميعها وإحالتها للقضاء، بحسب المخالفة.
وأما فيما يتعلق بتسعير المنتج، فأوضح المصدر أنه يتم من قبل لجنة التسعير بالوزارة وتكون مؤلفة من عضو مديرية الأسعار بوزارة التجارة، عضو من اتحاد غرف التجارة، عضو من اتحاد غرف الزراعة، عضو من اتحاد غرف الصناعة، عضو من البنك المركزي بشأن سعر الصرف، عضو من وزارة المالية لشؤون الضرائب، وعضو من الجمارك كمواد مستوردة داخلية للإنتاج، جميع هؤلاء يقومون بتسعير أي مادة معينة مع هامش للربح بحسب ما جاء ضمن القانون، ويتم إصدار الصك السعري، وأي زيادة على هذا الصك فهو مخالف حتماً.
