يرغب الكثير من الناس بأن يكونوا محل إعجاب الآخرين، ولكن في بعض الأحيان، يمكن أن تتحول هذه الرغبة في إرضاء الآخرين إلى انتقاص من احترام الشخص لذاته.
ويكمن الفرق بين الفوز بإعجاب الآخر والاحترام للذات في الأصالة.
إن الانصياع المستمر لاستيعاب الآخرين ربما يطغى على الذات الحقيقية والنوايا.
كما أن رفض السلوكيات، التي تُرضي الآخرين، ربما يعني اختيار تقدير النفس واحتياجات المرء، حتى لو كان ذلك يمكن أن يخيب آمال الآخرين.
وبحسب ما جاء في تقرير نشره موقع “Small Business Bonfire”، إن هناك سلوكيات معينة يجب أن يتخلى عنها الشخص إذا كان يريد أن يأخذه الآخرون على محمل الجد، كما يلي:
1. قول “نعم” دائمًا
إن أحد أكثر السلوكيات شيوعًا لإرضاء الآخرين هو عدم القدرة على قول لا.
ويمكن أن يجد الشخص نفسه مضطرًا لأداء مهام لا يرغب في القيام بها، لمجرد تجنب خيبة أمل الآخرين.
ولكن عندما يفعل ذلك، ينتهي به الأمر إلى إهمال احتياجاته ورغباته.
يجب تذكر أن الاحترام يبدأ من الداخل. إذا لم يتمكن الشخص من احترام حدوده الخاصة، فعليه أن يتوقع ألا يضعها الآخرون في اعتبارهم.
إن قول “لا” لا يعني أن الشخص وقح أو غير لطيف. بل يتعلق الأمر بالعناية بالذات وتقدير وقته وطاقته.
2. الاعتذار المستمر
إن الاعتذار باستمرار مثل الاستجابة التلقائية، والمقصود هو الاعتذار عن أشياء لم يقترفها الشخص نفسه.
إنها إحدى عادات إرضاء الناس التي تقوض في الواقع احترام الشخص لذات.
فكما أن الاعتذار عندما يفعل المرء شيئًا خاطئًا هو علامة على النضج، فإن الاعتذار دون داعٍ، ربما يعطي عن غير قصد انطباعًا بأن الشخص يتحمل المسؤولية عن أشياء ليست خطأه أو تحت سيطرته.
3. قمع الآراء والأفكار
إن الأشخاص الأكثر احترامًا في أي سياق هم غالبًا أولئك الذين لا يخشون التعبير عن أفكارهم وآرائهم.
إن كبح الأفكار من أجل إرضاء الآخرين يمكن أن يخلق صورة زائفة عن كون الشخص لطيفًا.
في حين أنه يمكن أن يجعل الشخص يبدو سهل الانقياد في الأمد القريب، إلا أنه يمكن أن يؤدي أيضًا إلى إدراك الآخرين أنه كشخص ليس لديه قناعات أو أفكار قوية.
4. الإفراط في الالتزام
إن كون الشخص جدير بالثقة صفة رائعة، ولكن الإفراط في الالتزام قصة مختلفة.
من السهل الوقوع في فخ تحمل الكثير من المهام أو المسؤوليات في محاولة لإرضاء الآخرين.
وبالتالي، فإن يفرط في إرهاق نفسه، مما يعرض جودة عمله ووقته للخطر. ويمكن أن يؤدي هذا إلى التوتر والإرهاق وحتى الاستياء تجاه أولئك الذين يحاول إرضائهم.
إن التوازن هو المفتاح بين فهم الأولويات وبين عدم والخوف من تفويض أو رفض المهام التي تتجاوز قدرات الشخص.
من الأفضل الالتزام بعدد أقل من المهام وإكمالها بفعالية بدلاً من الإفراط في الالتزام والتقصير.
5. إهمال رعاية الذات
إن رعاية الآخرين صفة رائعة، ولكن ليس على حساب رفاهية الشخص نفسه.
عندما يضع الشخص احتياجات الآخرين قبل احتياجاته باستمرار، فإنه يبعث رسالة – لنفسه ولهم – مفادها أن احتياجاتهم أكثر أهمية من احتياجاته.
لكن صحة وسعادة وأحلام المرء مهمة، لذا لا ينبغي أن تؤدي الرغبة في إرضاء الآخرين إلى إهدار الوقت والطاقة الثمينين اللذين يحتاجهما الشخص للعناية بنفسه.
6. البحث عن المصادقة المستمرة
يمكن أن يعتمد البعض بشكل كبير على موافقة الآخرين ليشعروا بالرضا عن أنفسهم.
إن كل قرار وكل إنجاز يبدو أقل أهمية ما لم يصادق عليه شخص آخر. لكن بمرور الوقت، يمكن أن يؤدي البحث المستمر عن التحقق من الآخرين إلى فقد الشخص القدرة على رؤية قيمته وإنجازاته.
7. تجنب المواجهة
إن تجنب المواجهة هو سلوك شائع بين الأشخاص الذين يسعون إلى إرضاء الآخرين.
يكون من الأسهل غالبًا التزام الصمت أو الموافقة بدلاً من التعبير عن الخلاف والمجازفة بإزعاج شخص ما.
لكن يجب الانتباه إلى أن تجنب المواجهة لا يحل المشكلات؛ بل يكبتها فقط. وبمرور الوقت، يمكن للقضايا غير المعالجة أن تؤدي إلى بناء الاستياء وتقويض العلاقات.
8. التضحية بالأحلام
إن أحلام الشخص وتطلعاته هي جوهر شخصيته. فهي تمنحه الغرض والتوجيه والسعادة.
إن التضحية بأحلامه لإرضاء الآخرين ربما يكون السلوك الأكثر ضررًا على الإطلاق. إنه مثل إنكار الشخص لوجوده وقيمته.
إن الحياة أقصر من أن يعيش الشخص حلم إنسان آخر. يجب أن يصر على أحلامه، لأن أعظم احترام يمكن اكتسابه في الحياة هو احترام الذات.