نقلت مصادر دبلوماسية من واشنطن أن الموفد الرئاسي عاموس هوكشتين والمستشار الرئاسي برت ماكغرك يدعمان بقوة إلى إبلاغ الجهات السياسية اللبنانية بأنه حان الوقت لانتخاب رئيس للجمهورية يقدر على التعامل مع الأحداث الجارية ويحظى بثقة المجتمع الدولي.
وتضيف المصادر أن هذا الفريق “يعتبر أنه لا يوجد الآن مرشح آخر غير قائد الجيش العماد جوزيف عون لتولي هذه المهمة، فهو يحظى بدعم كل الخارج، وقسم كبير من الداخل، ومن يعارضه قوى تدور في فلك حزب الله، والأخير يخسر كل أوراقه سريعاً وليس لديه القدرة على فرض أيّ شرط، بينما سيعتبر اللبنانيون أن عرقلته انتخاب سريع للعماد عون سبب في استمرار الأزمة”.
ومع أن الدبلوماسيين يتحدثون عن أن “أهداف إسرائيل لا تتعلق بهوية الرئيس الجديد، وأن القدرة على وقف الحرب مستحيلة الآن”، إلا أنهم ينقلون عن المسؤولين الأميركيين أن “مسارعة اللبنانيين الى انتخاب عون وتشكيل حكومة، لا يملك فيها حزب الله وحلفاؤه الثلث المعطل، سيساعد في إقناع إسرائيل بوقف الحرب وإيجاد تسوية سياسية عامة، تشمل ترتيبات جديدة في الجنوب ومن دون الحاجة الى إصدار قرار غير القرار 1701”.
وتتصرف قوى لبنانية قريبة من فلك الأميركيين على أساس أن “هذا التغيير حاصل حتماً”، انطلاقاً من “اقتناعها بأن حزب الله يواجه أزمة كبيرة، وأن الأميركيين قالوا لهم إن الحزب خسر أكثر من 70 في المئة من موارده القيادية والعسكرية والمادية، ولن تحتاج إسرائيل الى وقت طويل حتى تجهز على مجموعاته العسكرية في الجنوب”.
ولفت في هذا السياق، الحديث عن اتصال هاتفي جرى بين النائبة ستريدا جعجع والنائب السابق وليد جنبلاط، دعته الى السير في تسوية “تحفظ ما تبقى من الحزب”، فيما رد جنبلاط عليها بأن من يفكر بهذه العقلية “يعتقد أننا أمام تكرار لتجربة عام 1982، وهو أمر يخالف الوقائع”.
ونصح جنبلاط جعجع بالتركيز على سبل وقف الحرب قبل أيّ شيء آخر، محذّراً من “مغامرة التفكير في عزل أيّ فريق آخر، والتقليل من حجم حزب الله وقوته”.
وفي لسياق، نقل موقع “إكسيوس” عن مسؤولين أميركيين أن البيت الأبيض يُريد استغلال ما أسماه ضعف حزب الله لانتخاب رئيس جديد، وأن إدارة جو بايدن تعتقد أن بالإمكان فعل ذلك.