في ظل التوترات المتزايدة بين “إسرائيل” و”حزب الله”، تشير تقارير إلى أن “إسرائيل” تعزز دفاعاتها على الحدود مع سوريا، من خلال إزالة الألغام وبناء تحصينات جديدة.
هذه التحركات قد تكون تمهيداً لتوسيع العمليات العسكرية في المنطقة، بحسب التقارير، وسط تكهنات بتصاعد الصراع الإقليمي.
وكشفت مصادر أمنية، أمس الثلاثاء، أن “إسرائيل” أزالت ألغام أرضية وأقامت حواجز جديدة على الحدود بين هضبة الجولان والمنطقة المنزوعة السلاح على الحدود مع سوريا، في خطوة تشير إلى استعدادات لتوسيع عملياتها البرية ضد حزب الله وتعزيز دفاعاتها في المنطقة.
تعزيز الدفاعات وإزالة الألغام
نقلت وكالة “رويترز” عن تلك المصادر قولها إن القوات الإسرائيلية بدأت إزالة الألغام وإقامة حواجز جديدة على الحدود السورية، في إشارة واضحة إلى أن “إسرائيل” ربما تسعى لتوسيع عملياتها باتجاه الشرق وضرب أهداف تابعة لحزب الله.
وذكرت المصادر أن “هذه الخطوة تشير إلى أن إسرائيل ربما تستعد لاستهداف مواقع لحزب الله من مسافات أبعد، مع إنشاء منطقة آمنة تساعدها في عمليات المراقبة ومنع التسلل”.
وأفادت المصادر بأن السياج الفاصل بين الجولان والمنطقة المنزوعة السلاح قد تم تحريكه نحو الجانب السوري، حيث تعمل القوات الإسرائيلية على إقامة المزيد من التحصينات في المنطقة.
توسيع الصراع المحتمل
تشير التقارير إلى أن هذه الأعمال العسكرية قد تؤدي إلى توسيع الصراع بين “إسرائيل” وحزب الله وحركة “حماس”، خاصة مع اقتراب إيران من الانخراط المباشر في الصراع، الأمر الذي قد يؤدي ذلك إلى استدراج الولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها إلى المشاركة فيه.
وذكرت التقارير أن التحركات الإسرائيلية في الجولان تبدو وكأنها تمهيد لهجوم أوسع على لبنان، مع التركيز على قطع طرق الإمداد والمستودعات التابعة لحزب الله.
وأضافت: “كل ما يحدث في سوريا يهدف إلى خدمة استراتيجية إسرائيل في لبنان، من خلال ضرب الإمدادات المرتبطة بحزب الله”.
تصعيد الأعمال الهندسية والعسكرية
أكدت مصادر عسكرية في جنوب سوريا وأخرى أمنية في لبنان أن وتيرة إزالة الألغام والأعمال الهندسية الإسرائيلية تسارعت خلال الأسابيع الماضية، حيث بدأت “إسرائيل” توغلها البري في المناطق الجبلية الواقعة شمال الأراضي الفلسطينية المحتلة وجنوب لبنان، على بعد نحو 20 كيلومتراً من الحدود.
إلى جانب ذلك، كثفت “إسرائيل” ضرباتها الجوية على سوريا، بما في ذلك العاصمة دمشق والمناطق الحدودية مع لبنان.
كما أشارت التقارير إلى انسحاب وحدات عسكرية روسية كانت متمركزة في جنوب سوريا لدعم القوات السورية، مما أتاح لـ “إسرائيل” مزيداً من الحرية في تحصين المناطق الحدودية.
إقامة منطقة عازلة
أفادت المصادر أن القوات الإسرائيلية تعمل على إنشاء “منطقة عازلة” في المنطقة المنزوعة السلاح على الحدود السورية، حيث تقوم بتحريك السياج الفاصل باتجاه سوريا وإقامة خنادق جديدة لمنع أي تسلل محتمل في حال تصاعد التوترات.
وقال مصدر أمني لبناني إن عمليات إزالة الألغام الإسرائيلية قد تسمح للقوات “بتطويق” حزب الله من الشرق، مما يعزز قبضتها على المنطقة.
وأكد مسؤول في قوات حفظ السلام الدولية التابعة للأمم المتحدة، أن قوة الأمم المتحدة لمراقبة فض الاشتباك لاحظت “أنشطة بناء” قامت بها القوات الإسرائيلية في محيط منطقة الفصل، إلا أنه لم يقدم تفاصيل إضافية حول هذه الأنشطة.
انسحاب القوات الروسية
في السياق نفسه، كشفت مصادر سورية ولبنانية أن القوات الروسية قد انسحبت من موقع تل الحارة، وهو أعلى نقطة استراتيجية في محافظة درعا جنوب سوريا.
وكان هذا الموقع يعتبر نقطة مراقبة استراتيجية، وقد غادرت القوات الروسية بموجب تفاهمات مع الإسرائيليين لتجنب أي صدام عسكري في المنطقة.