تظاهر آلاف الإسرائيليين مساء أمس السبت في عدة مدن إسرائيلية، من بينها تل أبيب، حيفا، والقدس المحتلة، وذلك بمناسبة مرور 400 يوم على بدء الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة.
وارتفعت أصوات المحتجين مطالبين بإنهاء الحرب وإبرام اتفاق لتبادل الأسرى المحتجزين في غزة، في خطوة تعكس تزايد الضغط الشعبي لإنهاء الصراع المستمر وتأمين عودة الأسرى.
إغلاق الشوارع واحتجاجات قرب منزل وزير الخارجية
في تل أبيب، قام المتظاهرون بإغلاق شارع رئيسي بالقرب من منزل وزير الخارجية غدعون ساعر، احتجاجاً على استمرار الحرب وعدم التوصل لاتفاق تبادل للأسرى حتى الآن.
يأتي هذا التصعيد الشعبي نتيجة لتصاعد التوترات والانتقادات الموجهة للحكومة، حيث يطالب المتظاهرون باتخاذ خطوات فعالة لإنهاء الأزمة الإنسانية والسياسية التي أفرزتها الحرب.
اعتقالات في القدس واتهامات بإثارة الشغب
في القدس الغربية، اعتقلت الشرطة الإسرائيلية ثلاثة أشخاص خلال مظاهرة شارك فيها المئات من المواطنين.
وقد وجهت للمعتقلين تهمة “إثارة الشغب”، في إشارة إلى الاحتجاجات المتزايدة ضد استمرار الحرب وسياسات الحكومة تجاه قطاع غزة.
مؤتمر صحفي لعائلات الأسرى
قبيل المظاهرات، عقدت عائلات الأسرى الإسرائيليين مؤتمراً صحفياً أمام مقر وزارة الدفاع في تل أبيب، حيث طالبوا بوقف الحرب والتوصل إلى اتفاق تبادل الأسرى.
وصرّح ممثلون عن العائلات أن الحرب “حققت أهدافها”، متهمين رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بأنه يسعى لاستمرارها “لأجل مصالحه السياسية”، وأكدوا أن الجميع يدرك بأن الطريقة الوحيدة لإعادة الأسرى هي من خلال وقف الحرب في غزة.
كما شددوا على أن جميع الأهداف العسكرية في غزة “أُنجزت”، ولم يبق ما يمكن تحقيقه في الميدان، على حد تعبيرهم، وذلك بحسب ما ورد من المؤسسة العسكرية والأمنية.
اتهامات لنتنياهو بتعطيل المفاوضات وتجنب المحاسبة
تتهم عائلات الأسرى ومعارضون سياسيون نتنياهو بأنه يعرقل جهود التفاوض التي تستهدف التوصل لاتفاق يوقف الحرب ويعيد الأسرى من أجل الحفاظ على بقائه في السلطة وتجنب المساءلة القانونية.
ووفقاً لمصادر قريبة من المفاوضات، فإن نتنياهو وضع شروطًا إضافية مؤخراً، كان من أبرزها اشتراط استمرار سيطرة الجيش الإسرائيلي على محور فيلادلفيا على الحدود الفلسطينية المصرية، وهو ما أدى إلى تعثر جهود الوساطة وإفشال محاولات التوصل إلى اتفاق.
الوضع الحالي للأسرى.. تقديرات وأوضاع غامضة
تقدر “إسرائيل” عدد الأسرى المتبقين في غزة بنحو 100 شخص، إلا أن الجيش الإسرائيلي يشير إلى أن بعض هؤلاء قد يكونوا لقوا حتفهم خلال العمليات العسكرية.
ويعكس هذا الغموض المحيط بمصير الأسرى حالة من القلق بين عائلاتهم، فيما يواصل الجيش الإسرائيلي والمخابرات مراقبة الوضع في غزة والتعاون مع الجهات الوسيطة لإيجاد حل، في ظل استمرار المطالب الشعبية بوضع حد للصراع وإعادة الأسرى.