تواجه “إسرائيل” تحديات استراتيجية مع اقتراب عودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض، حيث يتطلب الوضع الراهن مقاربة جديدة للتعامل مع الملف الإيراني، سواء عبر استئناف التعاون مع الولايات المتحدة في فرض عقوبات إضافية، أو النظر في خيارات عسكرية محتملة.
وقد ذكرت صحيفة “جيروزاليم بوست” العبرية أن مسؤولين دفاعيين في “إسرائيل” أعربوا عن مخاوفهم من احتمالية قيام إيران باتخاذ إجراءات عدائية ضد “إسرائيل” قبل عودة الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب إلى البيت الأبيض في كانون الثاني/ يناير المقبل.
ووفقاً للتقارير، يشدد هؤلاء المسؤولون على ضرورة أن تتفهم القيادة السياسية في “إسرائيل” سياسات ترامب المقترحة تجاه إيران، لتمكينها من صياغة استراتيجيات عسكرية ودبلوماسية متوازنة تلائم هذه المرحلة.
استنفاد الجهود الدبلوماسية
يعتقد العديد من المسؤولين داخل المؤسسات الدفاعية الإسرائيلية أن الجهود الدبلوماسية الرامية للحد من طموحات إيران النووية قد وصلت إلى مرحلة “استنفاد الطاقة”، وسط تصاعد التوترات في المنطقة.
ويأتي ذلك في وقت تتزايد فيه المخاوف الإسرائيلية من الخطوات الإيرانية المحتملة، خاصة مع تلميحات طهران حول تعزيز قدراتها النووية، مما يدفع “إسرائيل” إلى البحث عن خيارات بديلة تتجاوز الطرق الدبلوماسية التقليدية.
تصريحات ترامب وموقفه من إيران
يتذكر بعض مسؤولي الدفاع الإسرائيليين تصريحاً أدلى به ترامب في مؤتمر عُقد مؤخراً، حيث أكد أن “إيران لن تمتلك أسلحة نووية”.
ورغم هذا التصريح الصارم، أضاف ترامب أنه إذا أعيد انتخابه، فسوف يسعى إلى إنهاء الحروب بدلاً من بدء حروب جديدة، مما أثار تساؤلات حول الأساليب التي قد يلجأ إليها للتعامل مع الملف النووي الإيراني دون التورط في صراعات مباشرة.
سياسة “الضغط الأقصى”
خلال فترة ولايته الأولى، اعتمد ترامب سياسة “الضغط الأقصى” تجاه إيران، حيث فرض عقوبات اقتصادية شديدة، في محاولة لإضعاف النظام الإيراني والحد من طموحاته النووية.
وبحسب الصحيفة، فإن مصادر مطلعة أوضحت أن ترامب أعرب لمساعديه عن اعتقاده بأنه لو حصل على بضعة أشهر إضافية في ولايته الأولى، لكان بإمكانه فرض عقوبات إضافية لزعزعة استقرار الاقتصاد الإيراني بشكل أكبر.
السؤال الأبرز
تشير الصحيفة إلى أن السؤال المطروح الآن في الأوساط الإسرائيلية هو ما إذا كانت حكومة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ستتخذ خطوات تتوافق مع سياسة ترامب، التي تتضمن جولة جديدة من العقوبات المشددة على طهران، أو ستضغط من أجل مبادرة عسكرية أوسع تستهدف المنشآت النووية الإيرانية.
وبينما تترقب “إسرائيل” الخطوات الأميركية المقبلة، يتزايد الجدل حول مدى ملاءمة الظروف الحالية لاستئناف سياسة “الضغط الأقصى”، خاصة وأن المنطقة تشهد تغيرات معقدة مقارنة بالفترة التي اعتمدت فيها هذه السياسة للمرة الأولى.