مع بدء تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار بين “حزب الله” و”إسرائيل”، تتوجه الأنظار نحو مدى قدرة الأطراف على احترام الالتزامات الواردة فيه.
وتلعب الولايات المتحدة دوراً رئيسياً في مراقبة التنفيذ وضمان استمرار وقف إطلاق النار، فيما تتوقع الأطراف المعنية فترة من الهدوء النسبي مع ترقب للمستقبل في منطقة ما زالت تعصف بها الصراعات.
وفي هذا السياق، كشفت القناة 12 الإسرائيلية عن وجود بنود وصفتها بالسرية ضمن الوثيقة الأميركية التي مهدت الطريق لاتفاق وقف إطلاق النار بين “إسرائيل” وحزب الله اللبناني، والذي دخل حيز التنفيذ فجر أمس الأربعاء، منهياً مواجهة عسكرية استمرت لأكثر من عام وشهرين.
بنود سرية وتعاون أميركي-إسرائيلي حول إيران
ذكرت القناة أن الوثيقة التي قدمتها الولايات المتحدة خلال المفاوضات تضمنت بنداً مهماً حول التعاون بين واشنطن و”تل أبيب” بشأن إيران.
ونقلت عن وزير إسرائيلي، اطلع على تفاصيل الوثيقة، قوله إن “إسرائيل” نجحت في ضمان دخول الولايات المتحدة كلاعب رئيسي في الملف اللبناني، واصفاً ذلك بأنه “إنجاز كبير”.
كما أشارت القناة إلى وثيقة أخرى تتعلق بمسؤولية الولايات المتحدة كرئيسة لآلية الرقابة التي ستشرف على تنفيذ الاتفاق.
وأوضحت أن واشنطن ستتولى توجيه القوات المسلحة اللبنانية لمنع الانتهاكات والرد عليها بشكل فعال.
تفاصيل الاتفاق المعلن
بدأ تنفيذ الاتفاق بوساطة أميركية تحت إشراف المبعوث الخاص إلى لبنان، آموس هوكشتاين، بعد شهور من العمليات العسكرية المتبادلة بين “إسرائيل” وحزب الله، والتي تصاعدت بعد إعلان حزب الله عن دعمه لجبهة غزة إثر عملية “طوفان الأقصى”.
وقد حمل الاتفاق مسميات مختلفة، حيث أطلق حزب الله عليه اسم “معركة أولي البأس”، بينما سمته “إسرائيل” “عملية السهام الشمالية”.
وأعلن الرئيس الأميركي جو بايدن الاتفاق رسمياً، مؤكداً أنه يهدف إلى وقف العمليات القتالية بشكل دائم.
وحصل الاتفاق على موافقة مجلس الوزراء الأمني الإسرائيلي وقيادة حزب الله، بالإضافة إلى ترحيب حكومة تصريف الأعمال اللبنانية برئاسة نجيب ميقاتي.
البنود الرئيسية المعلنة للاتفاق
وفقاً لما نقلته وكالة رويترز عن مصدر سياسي لبناني مطلع على المفاوضات، فإن الاتفاق يتألف من 5 صفحات تشمل 13 قسماً.
فيما يلي أبرز البنود المعلنة:
يبدأ وقف إطلاق النار فجر الأربعاء 27 تشرين الثاني/ نوفمبر 2024.
توقف “إسرائيل” جميع العمليات العسكرية ضد الأراضي اللبنانية، بما يشمل المواقع المدنية والعسكرية ومؤسسات الدولة اللبنانية، برا وبحرا وجوا.
توقف جميع الجماعات المسلحة في لبنان (بما في ذلك حزب الله وحلفاؤه) عملياتها ضد “إسرائيل”.
انسحاب تدريجي للجيش الإسرائيلي من جنوب لبنان، على أن يكتمل خلال 60 يوماً.
عودة المدنيين النازحين من الجانبين إلى ديارهم.
احتفاظ كل من لبنان و”إسرائيل” بحق الدفاع عن النفس وفق القانون الدولي.
انسحاب حزب الله إلى شمال نهر الليطاني، الذي يبعد نحو 30 كيلومتراً شمال الحدود مع “إسرائيل”.
نشر الجيش اللبناني 5 آلاف جندي في جنوب الليطاني، تشمل 33 موقعاً على الحدود مع “إسرائيل”.
الخسائر البشرية والمادية
شهدت المواجهة التي بدأت في تشرين الأول/ أكتوبر 2023 تصعيداً واسعاً مع توسيع “إسرائيل” عملياتها العسكرية إلى مختلف المناطق اللبنانية في أيلول/ سبتمبر الماضي، لتشمل العاصمة بيروت.
وأسفرت الحرب عن استشهاد نحو 3800 لبناني وأكثر من 15 ألف جريح، غالبيتهم من المدنيين، بينهم عدد كبير من النساء والأطفال.
كما تسببت المواجهات بنزوح ما يقارب 1.4 مليون لبناني، وفق بيانات رسمية.
من جهة أخرى، تعرضت “إسرائيل” لقصف يومي مكثف بصواريخ وطائرات مسيّرة وقذائف مدفعية من قبل حزب الله، استهدفت مواقع عسكرية ومستوطنات، بالإضافة إلى ضربات طالت مناطق وسط “إسرائيل”.
مواقف الأطراف
أشاد المسؤولون الأميركيون والإسرائيليون بالاتفاق كخطوة نحو تهدئة الأوضاع.
وأكد الرئيس بايدن في تصريحاته أن الاتفاق يعكس التزام الولايات المتحدة بإيجاد حلول دبلوماسية للنزاعات الإقليمية.
في المقابل، أبدت قيادات حزب الله استعدادها للالتزام بالاتفاق، مع تأكيدهم على حقهم في الرد على أي خروقات إسرائيلية.