زار وفد من الفصائل المسلحة السورية التي أطاحت بحكم بشار الأسد، منطقة القرداحة الواقعة في جبال محافظة اللاذقية شمال غرب سوريا.
والتقى الوفد بعشرات من رجال الدين والشيوخ وغيرهم، قبل أن يوقع وجهاء المنطقة على بيان دعم، وفقاً لوكالة “رويترز”.
اختبار حقيقي
حصلت الفصائل على دعم العشائر في منطقة القرداحة، مسقط رأس بشار، فيما قال سكان، إن هذه الخطوة بمثابة علامة مشجعة على التسامح من جانب حكام البلاد الجدد.
وتعتبر الطريقة التي تتعامل بها قوات المعارضة بمثابة اختبار حقيقي لما إذا كانت السيطرة على دمشق، ستؤدي إلى انتقام عنيف ضد الموالين السابقين لنظام مكروه استمر 5 عقود من الزمان.
وقال السكان، إن الوفد ضم أعضاء من هيئة تحرير الشام والجيش السوري الحر، وهما جماعتان قادتا قوات المعارضة.
وكان الأسد يقول دوماً إن هاتين المنظمتين إرهابيتان، وسترتكبان مجازر بحق مؤيديه إذا سقط.
تنوع ديني
إلى ذلك، شدد البيان على التنوع الديني والثقافي في سوريا.
كما دعا إلى استعادة الشرطة والخدمات الحكومية في أسرع وقت ممكن تحت إدارة الحكام الجدد، ووافق على تسليم أي أسلحة بحوزة سكان القرداحة.
ويعد قبول الشيوخ للوضع الجديد، علامة مهمة على تغيير النظام، في بلدة استضافت لسنوات عديدة جنازات متواصلة بسبب أعداد المقاتلين الموالين الذين ماتوا للدفاع عن الأسد، في الحرب الأهلية التي تشهدها البلاد منذ 13 عاماً.
وجاء في البيان الذي وقعه نحو 30 من وجهاء البلدة: “نؤكد على وحدة أراضي الجمهورية العربية السورية والتعددية الدينية والفكرية والثقافية”
ولم تتضمن النسخة التي ظهرت للإعلام، توقيعات من وفد قوات المعارضة.
وقال أحد السكان، إن الحوار ساهم في تهدئة مخاوف السكان المحليين، استناداً إلى تصريحات قادة قوات المعارضة بأنهم سيحترمون الأقليات.
وأكد البيان: “نؤكد على تأييدنا للنهج الجديد وسوريا الوطنية الحرة وتعاوننا الكامل مع هيئة تحرير الشام والجيش السوري الحر، لنساهم معاً في بناء سوريا الجديدة القائمة على الألفة والمحبة”.
رسالة اعتدال
يبدو أن طبيعة الاجتماع الودية تتماشى مع رسالة الاعتدال التي نشرتها المعارضة بقيادة هيئة تحرير الشام، في مدن مثل حلب أثناء تقدمها نحو دمشق الأسبوع الماضي.
يذكر، أن هيئة تحرير الشام تسيطر على مدينة إدلب السورية والمناطق المحيطة بها منذ عدة سنوات، وتحاول أن تنأى بنفسها عن الحركات الأكثر تطرفاً.
ويخشى العديد من أعضاء الأقليات الدينية الكبيرة في سوريا، أن يصبحوا مواطنين من الدرجة الثانية أو يواجهوا الاضطهاد تحت حكم هيئة تحرير الشام، التي تصنفها الولايات المتحدة وقوى عالمية أخرى جماعة إرهابية.
وقال سكان من القرداحة، إن سكان المنطقة قاموا بإزالة تمثال لحافظ الأسد، والد بشار، قبل وصول وفد قوات المعارضة.
وأضافوا، أن بعض الأشخاص من المنطقة، التي تعد من بين أفقر مناطق سوريا، قاموا في وقت لاحق بنهب ضريح حافظ الأسد في القرداحة.
كما أخذوا كل شيء من الطاولات والكراسي، بالإضافة إلى وحدات تكييف الهواء.