الثلاثاء, مارس 11, 2025
- إعلان -spot_img

الأكثر قراءة

الرئيسيةفنعبد المنعم عمايري ... صاحب «فوضى» يحتفل بخمسين عاماً من العبثية!

عبد المنعم عمايري … صاحب «فوضى» يحتفل بخمسين عاماً من العبثية!

هاشتاغ سورية- وسام كنعان
لا يمكن أن يجاري أحد من نجوم الدراما السورية عبثية عبد المنعم عمايري! يبدو الرجل كأنه يريد الاحتيال على حياته بجرعات مفرطة من التخلي التام عن المنطق التقليدي. لا يمكن له أن يهدأ مهم بلغت الحياة من إرباك. حتى في لقاءاته التلفزيونية ، لا تتوقف يداه عن الحركة وتستكين عيناه عن مراقبة المكان. يكاد يقرأ أسئلة المحاور من ملامحه، ويستعد للإجابة بشكل مسبق. يتوه أحياناً عن مضمون السؤال، وينحرف عن مسار الحوار، لكن سرعان ما يعود للفكرة التي سئل عنها ويستطرد في أفكاره. على الشاشة، يظهر عمايري كما هو في الحياة وفي علاقته مع أصدقائه وعائلته. النجم السوري لا يشبه إلا نفسه! ولا يمكن أن يخطط لبعد بضعة دقائق من حياته. يتركها توغل في المسار الذي تسلكه دون تخطيط، ولو كان ذلك بإيحاء يشي بعدم المسؤولية ربما، لكنه يفاجئ كلّ من حوله بالتزامه المهني المطلق، وبراعته الأدائية التي يشار إليها كمثال نموذجي صارخ في العمق، والبناء المثقّف والرصين للشخصيات التي يؤديها!
قبل يومين كان يفترض أن يحتفل الرجل بعيد ميلاده الخمسين! خمسون عاماً من الإنجاز والتمرّد على الحياة، وأرشفة التاريخ وتعميره بصيغة مختلفة خارجة عن السياق السائد، لكنّها لم تخلّصه من فوضويته المحببة، وعبثيته المطلقة. عزمه أحد أصدقائه على سهرة فحضر لدقائق ومضى! فما كان من رفيقه سوى أن كتب تعليقاً على الفيسبوك قال فيه: «وداعاً عبد المنعم عمايري رحلت باكراً» لا يحتاج التعليق إلى تفسير. كلّ ما يشير إليه أن الرجل فارق الحياة باكراً من عمره. انقضّ المتابعون على التعليق وبدأت الأسئلة عن صحة النجم السوري. الغالبية كانوا يدركون بأنها مجرّد مزحة سمجة، أو لعلّه أسلوب للترويج الرخيص باتفاق مبطن ربما مع صاحب العلاقة، أو لعّلها غيرة من الراحلين الذين يحظون بوداع لائق، والتفاف حزن وفير! الوقت كان متأخراً بينما لم يكن صاحب مسرحية «صدى» يرد على هاتفه. هكذا، ظلّت الأمور مشوشة حتى ساعات الصباح الأولى، عندما وضّح صاحب التعليق قصده بأن صديقه حضر سهرة عيد ميلاده ومضى مبكراً، وهو ما كان يقصده، بينما راح النجم المعروف يعيد الاتصال بمئات الأرقام التي كانت تحاول الاطمئنان عنه. على أيّة حال وإن كان الموت أقرب من حبل الوريد، ولا يمكن لجملة عابرة مثل تلك أن تمرّ بسلام، إلا أن من يعرف الممثل المخضرم يدرك بأن لا شيئاً غريباً عنه، ولا يمكن أن يتعاطى معه أحد، إلا كما هو بكامل دفقات جنونه، و تكثيفه لمنطق الحياة الأهوج!
على المستوى المهني باشر عبد المنعم عمايري تصوير دوره في مسلسل «في وضح النهار» (كتابة علي وجيه ويامن الحجلي وإخراج سيف الدين السبيعي وإنتاج غولدن لاين) بينما يلعب في لبنان بطولة مسلسل «داون تاون» (سيناريو محمود إدريس وإخراج زهير قنوع وإنتاج فالكون فيلمز) كذلك لعب مع باسل خيّاط بطولة ثمانية بعنوان «قيد مجهول» (كتابة لواء يازجي ومحمد أبو اللبن وإخراج السدير مسعود وإنتاج محمد مشيش)

مقالات ذات صلة