تحولت جدران العاصمة السورية دمشق إلى لوحات لملصقات تحمل أسماء وصور المفقودين والمعتقلين في عهد النظام السابق، في مشهد يُلخص معاناة السوريين على مدى أكثر من عقد من الزمن.
فبعد سقوط نظام بشار الأسد وفرار الرئيس المخلوع، بدأ أهالي المعتقلين رحلة البحث عن ذويهم في السجون والمعتقلات.
ومع خروج بعض المعتقلين وفقدان آخرين تمامًا، لجأ الأهالي إلى نشر صور أبنائهم وأقاربهم على جدران المدينة في محاولة يائسة للعثور على أي أثر لهم.
من “مدينة الياسمين” إلى “مدينة المفقودين”
قبل اندلاع الثورة السورية عام 2011، اشتهرت دمشق بلقب مدينة الياسمين، حيث كانت أزهار الياسمين تتدلى من جدران بيوتها القديمة، تفوح برائحة تملأ المكان بالحياة.
لكن اليوم، احتلت ملصقات المفقودين مكان هذه الأزهار، في مشهد يعكس حجم المأساة التي عاشها السوريون تحت حكم النظام السابق.
أبرز مواقع الملصقات
ساحة المرجة: تُعد من أبرز المواقع التي لجأ إليها الأهالي، حيث حوّلوا النصب المعروف بعمود المرجة إلى ملتقى لتعليق صور المفقودين، حيثتحمل هذه الصور أسماء المعتقلين الثلاثية، تواريخ ميلادهم واعتقالهم، وأرقام للتواصل.
مدخل سوق الحميدية: يحتوي هذا الموقع التاريخي أيضاً على مئات الملصقات التي تحمل صوراً لأشخاص فقدوا ذاكرتهم بعد خروجهم من المعتقلات أو ما زالوا مفقودين تماماً.
جسر الحرية (الرئيس سابقاً): أحد أكثر الأماكن ازدحاماً في دمشق، بات أيضاً مسرحاً لملصقات المفقودين، حيث يربط بين مناطق حيوية في العاصمة.
قصص مأساوية
تتحدث بعض الملصقات عن معتقلين خرجوا فاقدين للذاكرة، ما صعّب على عائلاتهم التعرف عليهم أو الوصول إليهم في الوقت المناسب.
ويعود السبب أحياناً إلى أن المعتقلين من محافظات بعيدة عن دمشق أو لأن الأهالي فقدوا الأمل في العثور على أحبائهم أحياءً بسبب انقطاع أخبارهم منذ اللحظات الأولى لاعتقالهم.
أرقام مخيفة
وفقاً لرئيس الشبكة السورية لحقوق الإنسان، فضل عبد الغني، فإن عدد المعتقلين والمختفين قسراً في سوريا بعد إفراغ السجون والمعتقلات يبلغ أكثر من 112 ألف شخص، ما يجعل البحث عن المفقودين مهمة شاقة لا نهاية واضحة لها.