هاشتاغ – خاص
أثارت تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بالأمس حول المناطق الجنوبية في سوريا وبالخصوص ادعائه “بحماية أبناء الطائفة الدرزية” من أي تهديد، ردود أفعال غاضبة على امتداد الساحة السورية لأنها تأتي من شخصية تقود كيان يعتاش على القتل والدماء وسرقة الأراضي ومنها السورية.
“هاشتاغ” تواصل مع الدبلوماسي والسفير السابق منذر منذر المنحدر من الجولان السوري المحتل لاستجلاء موقف أبناء الجنوب السوري وخصوصاً طائفة الموحدين الدروز من هذه التصريحات الجديدة المستفزة، الذي أكد “رفض” أبناء السويداء والجولان هذه التصريحات التي “تهدف إلى إثارة الفتنة بين السوريين”.
وقال الدبلوماسي السابق الذي دافع عن قضية الجولان من على منبر الأمم المتحدة لسنوات عدة رداً على سؤال يتعلق بأهداف نتنياهو من هذه التصريحات في هذا التوقيت بالذات: “اعتقد أن هناك عدة أهداف من إطلاق هذه التصريحات من قبل نتنياهو، الهدف الأول هو التحريض وإثارة الفتنة ضد أبناء محافظة السويداء بادعاء الحرص على حمايتهم وبث روح الكراهية بينهم وبين باقي مكونات الشعب السوري.”
وكان نتنياهو قال في كلمة خلال تخريج فوج من ضباط جيش الاحتلال أنه لن يسمح للجيش السوري الجديد بالانتشار في جنوب دمشق وأنه لن يقبل بأي تهديد لأبناء الطائفة الدرزية في جنوب سوريا..
نتنياهو يهدف إلى تبرير اجتياح المنطقة الجنوبية
ويرى منذر أن نتنياهو “يراهن على وقوع مواجهات بين مكونات الشعب السوري في الجنوب يدخل من خلالها لتحقيق هدفه الثاني بالتوغل داخل الأراضي السورية في المنطقة الجنوبية بذريعة حماية أبناء طائفة الموحدين الدروز.”
أمّا الهدف الثالث بحسب الدبلوماسي السابق فهو “إعلامي موجه للمجتمع الدولي لتبرير احتمال اجتياحه للمنطقة الجنوبية في حالتين يراهن على إحداهما أو على كلتيهما، حدوث صدامات ذات بعد طائفي في السويداء أو انتشار للقوات السورية في الجنوب .. وكلتا الحالتين هما ذرائع ومبررات يهدف للاعتماد عليها لتبرير أي عدوان على سوريا أمام الرأي العام العالمي.”
السويداء لن تكون إلاّ مع وحدة التراب السوري
وحول موقف أبناء السويداء والجنوب بشكل عام من تصريحات نتنياهو أوضح السفير السابق أن “جميع الفعاليات المجتمعية في المحافظات الجنوبية الثلاث السويداء ودرعا والقنيطرة سارعت بعد تصريحات نتنياهو بإصدار دعوات لمظاهرات ووقفات شعبية رفضا لتلك التصريحات.”
وأكد ابن الجولان السوري المحتل أن “موقف السويداء تاريخياً لم يكن إلاّ مع وحدة التراب السوري ورفض الانفصال ومقاومة ورفض كل أشكال الاحتلال ويجب أن نتذكر جيداً أن قائد الثورة السورية الكبرى المغفور له سلطان باشا الأطرش أطلق في بيان الثورة عام ١٩٢٥ شعار “الدين لله والوطن للجميع” وكان أول مطلب من مطالب البيان هو وحدة البلاد السورية ساحلها وداخلها، والاعتراف بدولة سوريا عربية واحدة، مستقلة استقلالا تاما.”
أبناء السويداء أفشلوا مخططات إسرائيل
وأضاف أنه “يجب ألاّ يغيب عن أذهاننا أن أبناء السويداء في الجنوب السوري هم الذين افشلوا مخططات فرنسا أثناء الانتداب لإقامة دولة درزية في السويداء. وأنّ أبناء طائفة الموحدين الدروز هم من أفشلوا وأسقطوا حلم ومخططات ومشروع “إسرائيل” الخبيث والخطير بإقامة دولة درزية تمتد من البحر المتوسط في لبنان إلى جبل العرب بعد نكسة ١٩٦٧.. وان أبناء الطائفة في قرى جبل الشيخ وحضر في الجولان هم من أفشلوا ذات الحلم بإقامة شريط شبيه بدولة سعد حداد في جنوب لبنان على امتداد خط الفصل في الجولان.”
وأشار إلى أنه “لابد من التذكير بان أبناء الجولان السوري المحتل الموحدين الدروز سبق أن أكدوا في وثيقتهم الوطنية عام ١٩٨١ ومازالوا يؤكدون على مايلي:
“الجنسية العربية السورية صفة حقيقية ملازمة لنا لا تزول. وهي تنتقل من الآباء إلى الأبناء ولا نعترف بأي قرار تصدره “إسرائيل” من أجل ضمّنا للكيان الإسرائيلي ونرفض رفضاً قاطعاً قرارات الحكومة الإسرائيلية الهادفة إلى سلبنا شخصيتنا. وكان قرارنا قراراً لا رجعة فيه وهو: كل من يتجنس بالجنسية الإسرائيلية، أو يخرج عن مضمون الوثيقة الوطنية يكون منبوذاً ومطروداً من ديننا ومن نسيجنا الاجتماعي ويحرَّم التعامل معه، أو مشاركته أفراحه وأتراحه أو التزاوج معه.”
وختم أن “هذه الأمثلة عن مواقف السويداء ومواقف أبناء الجولان السوري المحتل فيها الجواب الكافي الشافي على موقف السويداء اليوم من تصريحات نتنياهو.”
