الخميس, مارس 6, 2025
- إعلان -spot_img

الأكثر قراءة

الرئيسيةالواجهة الرئيسيةروبرت فورد: الانسحاب الأميركي أفضل مساعدة تقدمها الولايات المتحدة لسوريا

روبرت فورد: الانسحاب الأميركي أفضل مساعدة تقدمها الولايات المتحدة لسوريا

هاشتاغ: ترجمة

عملت القوات الأميركية بشكل وثيق مع قوات سوريا الديمقراطية في مطاردة “داعش” من آخر معاقلها في سوريا، حيث  تحتفظ الولايات المتحدة بحوالي 2000 جندي.

وبحسب مقال للسفير الأميركي السابق في سوريا، روبرت فورد، بالرغم من هذا الدعم، لا يزال تنظيم “داعش” نشطا بعناد في سوريا.

ولكن “مع زوال نظام الأسد، تستطيع الولايات المتحدة أن تختار العمل مع شريك أكثر نفوذا وفعالية في المعركة ضد بقايا داعش: الحكومة السورية الجديدة في دمشق. ومن الممكن أن يعزز التعاون الأكبر، سواء المباشر أو غير المباشر، مع هذه الحكومة الناشئة الأمن الإقليمي، ويساعد في إنهاء القتال الدائر في شرق سوريا، ويسمح للولايات المتحدة بتخصيص موارد أقل للبلاد”.

وأشار فورد في مقاله، الذي نشرته مجلة “فورين أفيرز” الأميركية، إلى أن الشراكة مع الحكومة الانتقالية الجديدة في دمشق من شأنها أن تسمح للولايات المتحدة بمغادرة سوريا بشروطها الخاصة.

الأداة الخاطئة

وبحسب فورد، أثارت تصرفات قوات سوريا الديمقراطية استياء المجتمعات العربية المحلية، وقد دفعت بعض السكان المحليين إلى أحضان “داعش”، الذي لا يزال  مقاتلوه يعملون في وسط وشرق سوريا.

كما أن قوات سوريا الديمقراطية تعاني من العداء المستمر بين تركيا ووحدات حماية الشعب، التي تشن هجمات ضد المواقع التركية في سوريا وتركيا.

وفي المقابل، تضايق القوات العسكرية التركية والميليشيات السورية المدعومة من تركيا وحدات حماية الشعب بشكل متواصل في شمال سوريا. ويحوّل هذا الصراع انتباه قوات سوريا الديمقراطية ومواردها بعيدا عن القتال ضد “داعش”.

وأوضح فورد، أنه بسبب هويتها وطريقة عملها، تزعج قوات سوريا الديمقراطية المجتمعات المحلية والحكومة التركية.

وتابع: “في هذا المستنقع من الأعمال العدائية الكردية والتركية، من السهل أن ننسى السبب وراء تورط الولايات المتحدة في هذا الجزء من سوريا في المقام الأول: هزيمة داعش، مشيرا: “لم يكن الهدف الأميركي قط نشر قوات في شرق سوريا للدفاع عن جيب كردي سوري ناشئ. إن تبني هذا الهدف الآن من شأنه أن يمثل توسعا كبيرا في المهمة”.

وأضاف: “في الحرب التقليدية ضد داعش، كانت قوات سوريا الديمقراطية أداة مفيدة للمساعدة في استعادة الأراضي التي استولى عليها ما يسمى بالخلافة المزعومة. وفي الحرب ضمن المجتمعات العربية في شرق سوريا ــ التي لا يزال داعش يجند منها المقاتلين ــ فإن قوات سوريا الديمقراطية هي الأداة الخطأ بكل تأكيد”.

الطريق عبر دمشق

ووفقا لـ فورد، بدلا من الاعتماد على قوات سوريا الديمقراطية، تستطيع الولايات المتحدة أن تلجأ إلى الحكومة الجديدة في دمشق للمساعدة في القضاء على “داعش”.

وأوضح فورد “أن الشرع هزم القاعدة وداعش في شمال سوريا. وكانت الأراضي التي سيطر عليها في العقد الماضي خالية من نشاط داعش”، مشيرا إلى أنه “في حين أن قوات سوريا الديمقراطية محاصرة من قبل تركيا، فإن الحكومة التي تقودها هيئة تحرير الشام تتمتع بدعم إقليمي متزايد، بما في ذلك من تركيا. ولعل الأمر الأكثر أهمية هو أن الشرع قد يكتسب بسهولة أكبر الدعم بين المجتمعات العربية في شرق وشمال شرق سوريا التي يستمد منها تنظيم داعش المجندين”.

وأشار إلى أن إدارة ترامب بحاجة إلى فتح قناة مع الحكومة التي تقودها “هيئة تحرير الشام” لمناقشة الجهود المستقبلية ضد “داعش”.

ولمساعدة حكومة دمشق على استقرار سوريا ومحاربة “داعش” بنجاح، قال فورد: سيتعين على واشنطن تخفيف العقوبات المفروضة على سوريا، فوفقا لتقديرات البنك الدولي لعام 2021، فإن إعادة بناء سوريا بعد الدمار الهائل الذي خلفته الحرب الطويلة قد تكلف أكثر من 200 مليار دولار. وسوف يحتاج السوريون إلى المساعدة الدولية والاستثمار الخاص، وسوف تعيق العقوبات الأميركية ضد الأجانب الذين يديرون أعمالا تجارية في سوريا تدفقات رأس المال والسلع التي تحتاجها البلاد بشدة.

وتابع: “إذا كانت إدارة ترامب مترددة في تخفيف جميع العقوبات العديدة ضد سوريا، فيمكنها على الأقل أن تبدأ بإقرار إعفاء قابل للتجديد لمدة عام واحد على العقوبات التي تؤثر على القطاعات المالية والبناء والهندسة والصحة والتعليم والنقل والزراعة. ولا ينبغي لمثل هذه التدابير أن تكلف وزارة الخزانة الأمريكية، حيث ستقدم الدول في المنطقة والجهات المانحة الأخرى المساعدة لسوريا. ولكن العقوبات الثانوية الأمريكية لا ينبغي أن تمنع هؤلاء المانحين والمستثمرين من القطاع الخاص من التقدم. وبدون مثل هذا الاستثمار، ستبقى سوريا غير قادرة على هزيمة داعش، تماما كما فشلت حكومة الأسد الضعيفة في القيام بذلك بين عامي 2017 و 2024,”.

التحول إلى الحكومة الجديدة

ووفقا لـ فورد، “إن التحول بعيدا عن قوات سوريا الديمقراطية إلى الحكومة الجديدة في دمشق لا يحكم على الأكراد السوريين بمستقبل مظلم. إن سلامة وازدهار المجتمعات الكردية لا يعتمدان على القوى الأجنبية بل على احترام الحكومة السورية لحقوقهم وحقوق جميع المواطنين السوريين”.

وأشار إلى أنه “يتعين على الولايات المتحدة أن تكون على استعداد لترك قوات سوريا الديمقراطية وتشجيعها على الاندماج في هياكل سوريا الجديدة”، مضيفا: “ويتعين على واشنطن أن تصر على أن القوات الأميركية لن تبقى في سوريا أكثر من عامين آخرين مع تقدم عملية الانتقال في شمال شرق سوريا”.

وبحسب فورد، “يتعين على واشنطن أن تضغط على دمشق وقوات سوريا الديمقراطية والإدارة الذاتية للتفاوض على ترتيب انتقالي يغطي القضايا الأمنية، والمستقبل القريب للهياكل الإدارية التي أنشئت في منطقة الإدارة الذاتية، وإعادة تقديم خدمات الحكومة المركزية”.

المصدر: مجلة “فورين أفيرز”

مقالات ذات صلة