أكدت مصادر في البيت الأبيض نية الرئيس الأمريكي “جو بايدن” إلغاء قرار الرئيس السابق “دونالد ترامب” المتضمن إنهاء الرسوم الجمركية على واردات الألمنيوم من الإمارات، والإبقاء على المعاملة الجمركية كما هي.
وقال بيان صادر عن “بايدن” أرى أنه من الضروري والملائم في ضوء مصالح أمننا القومي أن نحافظ على المعاملة الجمركية والتي تخص واردات الألمنيوم من الإمارات”.
ووفقاً لوكالة رويترز فإن تطبيق القرار سيدخل حيز التنفيذ غداً الأربعاء، ذلك أنَّ “ترامب” أعفى الإمارات من الرسوم الجمركية بنسبة 10%، طبقاً لاتفاق توصل إليه البلدان من شأنه تقييد واردات الألمنيوم.
يعتبر قرار “بايدن” هو الثاني باتجاه الإمارات، بعد أن أصدر قراراً في نهاية الشهر المنصرم يقضي تجميد مبيعات الأسلحة لكل من السعودية والإمارات في إجراء وصفته وزارة الخارجية الأمريكية آنذاك بالإجراء المؤقت.
وترى وسائل إعلامية عدة أن وصول “بايدن” إلى سدة الرئاسة الأمريكية يشكل تهديداً حقيقياً على النظام الإماراتي، على الرغم من إشهار التطبيع مع إسرائيل قبل أشهر عدة، وهي خطوة رحب بها “بايدن” واعتبرها خطوة تاريخية، من شأنها تخفيف التوتر في المنطقة.
في سياق متصل مصادر أخرى ارتأت أنَّ ترحيب “بايدن” جاء لدوافع انتخابية، وسعيه إلى عدم إغضاب اللوبي الإسرائيلي، والكتل المؤيدة لتل أبيب، علماً أنه أشار في خطابه الانتخابي إلى الصدفة كونها السبب الرئيس لتوقيع اتفاقيات التطبيع، وليست جهود “ترامب” متجاهلاً اتفاقات التطبيع البحرينية والسودانية.
في المقابل تستبعد أوساط أمريكية أن يلتزم “بايدن” بما تعهد به “ترامب” من صفقات عسكرية إلى دولة الإمارات، كمكافأة على توقيع أبو ظبي على اتفاق إشهار التطبيع.
بدوره وزير الخارجية الأمريكي” توني بلينكن” أكد في حوار سابق مع صحيفة “تايمز أوف إسرائيل” أنَّ بيع طائرات “إف-35” للإمارات يترك الانطباع بأن اتفاق التطبيع بين أبو ظبي وتل أبيب كان عبارة عن نوع من “المقايضة
وشكَّلت هذه التصريحات بحسب مصادر مقربة من أبو ظبي خيبة أمل كبيرة، فهي لم تحقق أهدافها من اتفاق التطبيع، الأمر الذي سيؤثر على طريقة تعاطيها مع تل أبيب.
ورأى خبراء ومحللين أنَّ الإمارات لم توقع اتفاق التطبيع إرضاء للرئيس المنتهية ولايته “ترامب” فقط، بل لأنها تود كسب حليف إقليمي قوي يشاركها العداء ضد إيران.
وقال محللون:” هذه السياسات ستضع الإمارات في موقف معقد، ذلك أنها لن تستطيع التماهي مع الإدارة الأمريكية، خوفاً من تل أبيب، في حال جاءت المبادرات على غير هوى تل أبيب”. .
وصرح مسؤولون إماراتيون أنهم متخوفون من عودة رجال الرئيس الأمريكي الأسبق باراك أوباما إلى البيت الأبيض مع فوز نائبه الديمقراطي “جو بايدن”، مؤكدين أنَّ حالة من عدم اليقين تشوب سياسة “بايدن” المرتقبة تجاه المنطقة. .