في أعقاب انهيار ما يعرف بـ “دوري السوبر الأوروبي”، وانسحاب الأندية الإنكليزية الستة عقب موجة غاضبة من أطياف المجتمع الإنجليزي كافة، قال رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون “أرحب بما أعلن الليلة الماضية، هذه هي النتيجة الصحيحة لكرة القدم والجماهير والأندية والمجتمعات في أنحاء البلاد، علينا مواصلة حماية رياضتنا الوطنية العزيزة”.
لكن الانسحاب لم يكن كافياً لدى جماهير الأندية التي وقعت في خطيئة التمرد على البطولة الأوروبية العريقة، إذ أطلقت الجموع التي احتشدت أمام بوابات نادي مانشستر يونايتد صرخات الاستهجان ضد إدارة النادي وملاكه من “أسرة غلايزر”.
الحشود أمام مركز كارينغتون في ترافورد اعتبرتها صحف إنكليزية سبباً قد يدفع “آل غليزر” إلى بيع حصة من أسهم النادي إلى ملاك آخرين للهرب من الغضب الذي أسقط رؤساء أندية في إيطاليا.
الغضب المتجدد
وقاد التجمع الجماهير إلى اقتحام النادي بعد أن تجمهروا أمام بواباته، وقال النادي في بيان حول الحادثة “في نحو الساعة التاسعة من صباح اليوم، نجحت مجموعة من المشجعين في دخول مركز تدريب النادي، المدرب وآخرون تحدثوا إليهم، وتم تأمين المباني وغادرت المجموعة الموقع”.
ونقلت صحيفة “مانشستر إيفنينغ نيوز”، أن المحتجين أغلقوا مداخل مركز تدريب كارينغتون قبل تدريبات الفريق صباح اليوم، ورفعوا لافتات تطالب برحيل أسرة غلايزر.
وفي أول تعليق من مالك النادي جويل غلايزر، قال في رسالة وجهها إلى أنصار الفريق “لقد كنتم واضحين في معارضتكم لدوري السوبر الأوروبي، وقد استمعنا إليكم، لقد أخطأنا ونريد أن نؤكد لكم قدرتنا على تصحيح الأمور”.
وفي سعي النادي لامتصاص غضب الجماهير وتلافي ما وراء الغضب، اعتذر رئيس مجلس إدارة النادي المشارك جويل غلايزر للجمهور عن المشاركة في الدوري الأوروبي المثير للجدل.
هذا الغضب المتصاعد ضد الأسرة الأميركية الثرية ليس وليد اللحظة، بل يأتي ضمن سلسلة غضب تعتري عشاق النادي الأحمر بعد تراجع ناديهم في سباق المنافسة منذ سنوات، لتعود مطالب الرحيل للواجهة من جديد، الأمر الذي رآه مراقبون فرصة لإعادة النظر في عروض أثرياء عرب وخليجيين كانوا ينوون الاستثمار في الدوري الأقوى عالمياً.
فرصة للسعوديين لمعاودة مفاوضاتهم
وعلى الرغم من أن السعودية نفت تقارير صحافية كشفت نية صندوقها السيادي شراء نادي “الشياطين الحمر”، بصفقة باهظة تفوق الـ 3.8 مليار جنيه استرليني (4.9 مليار دولار أمريكي) كما أوردتها صحف بريطانية في تشرين الثاني/ أكتوبر 2019، إلا أنها لم تخف رغبتها الاستثمار في أكبر الدوريات العالمية وأكثرها شهرة، وذلك في إطار سعي الصندوق لتنويع استثماراته.
وهو ما حدث في تموز/ يوليو 2020 حين قطع الصندوق السيادي شوطاً كبيراً في مفاوضات جادة لامتلاك نيوكاسل يونايتد، لكنها لم تتم بسبب ما وصفها الصندوق أخيراً بـ “المماطلة من قبل النادي” ليعلن في بيان انسحابه من الصفقة، مما أثار رابطة مشجعي الفريق ورئيس الوزراء البريطاني جونسون، الذي طالب النادي بإيضاح سبب التأخير في عملية اتخاذ القرار في الصفقة التي قدرت بـ 300 مليون جنيه استرليني (390 مليون دولار).
وفي هذا التوقيت، وعقب “انهيار الدوري الحلم” وتصاعد موجة الجماهير الحانقة، قد تكون الفرصة مواتية للسعوديين لمعاودة مفاوضاتهم، وقد تكون هذه المناسبة فرصة لتأسيس مفاوضات تجمعهم في شمال غربي إنجلترا مع عائلة غلايزر التي اشترت النادي عام 2005، وتملك حتى الآن حصة الأغلبية في أسهم الفريق الذي لا يمر بأفضل أيامه. واشترت العائلة النادي الإنجليزي العريق بمبلغ 790 مليون جنيه استرليني (مليار دولار) قبل 14 عاماً.
يذكر أن 12 نادياً اتفقوا على تأسيس دوري السوبر الأحد الماضي، قبل تراجع معظم الأندية المؤسسة يومي الثلاثاء والأربعاء، وسط عاصفة من الاعتراضات من المشجعين واللاعبين والمدربين والحكومات، إلى جانب تهديدات بفرض عقوبات من الاتحاد الأوروبي (يويفا) والاتحاد الدولي (فيفا).