هاشتاغ_ لمى دياب
قبل أكثر من شهرين جمعَت السيدة أسماء الأسد عدداً من الجمعيات الخيرية والمؤسسات الإنسانية وغرف الصناعة والتجارة من كل المحافظات السورية وكان الهدف حينها الوصول إلى أكبر عدد ممكن من الأسر المحتاجة وتقديم المساعدة الخيرية لهم.
وحينها بحثت مع الموجودين كيفية تنظيم الموارد والجهود والمبادرات الخيرية للوصول إلى أعلى درجات العدالة الممكنة في عملية الدعم والمساعدة للمحتاجين، وللوصول إلى أكثر الأسر المحتاجة.
وكان التطلع نحو كل جزء من الجغرافية السورية. وكان الهدف كل أسرة ضعيفة أو محتاجة..
اليوم تحدثُنا الأرقام عن إنجاز غير مسبوق وعن نجاح تنظيمي يُبنى عليه للمرحلة المقبلة. تقول لنا الأرقام إن عدد المستفيدين من المساعدات الخيرية بعد هذا الاجتماع وصل إلى ثلاثة ملايين مستفيد في كل المدن السورية، بحيث وصل الدعم والمساعدة إلى الرقة وإدلب ودرعا، دير الزور والحسكة واللاذقية وطرطوس وحماه وحلب وحمص ودرعا والسويداء والقنيطرة.
وزير الإدارة المحلية حسين مخلوف قال أمس في مؤتمر صحفي إنه تم الوصول إلى أكثر من 3 ملايين مستفيد في سورية، بقيمة إجمالية للتبرعات تجاوزت 35 مليار ليرة سورية.
وفي اجتماع مع ممثلي الجمعيات الخيرية والمؤسسات الإنسانية وغرف الصناعة والتجارة، أكد مخلوف أن المساعدات تنوعت بين “سلل غذائية، ومساعدات مادية نقدية، ودعم طبي، وألبسة وخدمات أخرى لجرحى الجيش السوري والمرضى والطلاب وذوي الإعاقة في كل المحافظات” منوهاً إلى أن هذه المساعدات رافقتها أسواق خيرية انتشرت في مناطق عدة وقدمت خدماتها إلى آلاف الأسر.
وبيّن مخلوف أن توزيع المساعدات رافقته تسهيلات لوجستية من قبل الجهات الحكومية لإنجاز عمليات المساعدة بأفضل شكل ممكن.
التبرعات في أرقام..
بحسب الأرقام، وصلت القيمة الإجمالية للتبرعات الموزعة في دمشق إلى 13 مليار ليرة استفاد منها 700 ألف فرد وأسرة وعمل على توزيعها وتقديمها 95 جمعية ومبادرة وجهة داعمة، كما أقيم سوق خيري في أرض مدينة المعارض استمر طوال أيام الشهر الفضيل.
أما في ريف دمشق فقد تجاوزت القيمة الإجمالية للتبرعات 2 مليار ليرة ووصلت الخدمات والمساعدات إلى 350 ألف فرد وأسرة، وعمل على تقديم الخدمات والمساعدات 45 جمعية خيرية ومؤسسة إنسانية وجهة داعمة كما أقيمت الأسواق الخيرية للبيع بسعر التكلفة في عدة مناطق بالمحافظة منها “دوما وزملكا “.
وبلغت قيمة المساعدات في محافظة درعا نحو 800 مليون ليرة استفاد منها 80 ألف فرد وأسرة، وقُدمت من قبل 9 جمعيات خيرية ومؤسسات إنسانية وجهات داعمة.
وفي القنيطرة بلغت القيمة الإجمالية للتبرعات الموزعة نحو نصف مليار ليرة استفاد منها 78 ألف شخص، وتولت 19 جمعية خيرية ومؤسسة إنسانية وجهة داعمة تقديم الخدمات والمساعدات الإنسانية فيها، وقدمت بعض الخدمات النوعية الخاصة بتقديم جلسات علاج فيزيائي لـ 43 من الجرحى وجلسات دعم نفسي لـ 230 أسرة.
ووصلت القيمة الإجمالية للتبرعات في محافظة السويداء إلى نحو 282 مليون ليرة ووصلت الخدمات والمساعدات لـ 24 ألف مستفيد تولى توزيعها وتقديمها 28 جمعية ومؤسسة إنسانية وجهة داعمة، حيث وزعت الألبسة على 950 يتيماً في المحافظة وأيضاً مستلزمات خاصة بذوي الإعاقة لمصلحة 25 مستفيداً وأقيمت سوق خيرية بمعدل زوار يومي تراوح بين 70 و80 ألف زائر.
بينما تجاوزت القيمة الإجمالية للتبرعات الموزعة في محافظة طرطوس المليار ونصف المليار ليرة استفاد منها 144 ألف شخص كما تضمنت المساعدات الصحية المقدمة إجراء عمليات جراحية وتأمين لوازم طبية لـ 50 مريضاً، كما أقيم سوقان خيريان في المحافظة بعدد زوار يومي تراوح بين 4 ألاف و7 ألاف زائر.
و بلغت قيمة التبرعات في محافظة اللاذقية نحو 625 مليون ليرة ووصلت الخدمات والمساعدات لـ 124 ألف مستفيد، وتولى توزيعها وتقديمها 21 جمعية خيرية ومؤسسة إنسانية وجهة داعمة، حيث تضمنت المساعدات الطبية المقدمة إجراء عملية جراحية لطفلة بمبلغ نصف مليون ليرة سورية وتوزيع لوازم طبية على 8 جرحى.
كما تجاوزت قيمة التبرعات الموزعة في محافظة حمص 5 مليارات ليرة، ووصلت الخدمات والمساعدات إلى 330 ألف مستفيد تولى توزيعها وتقديمها 18 جمعية خيرية ومؤسسة إنسانية وجهة داعمة ،فيما وصلت في محافظة حماة إلى 4 مليارات ليرة شملت 302 ألف مستفيد تشارك العمل الإنساني فيها 16 جمعية ومؤسسة خيرية وجهة داعمة، وأقيمت في المحافظة 4 أسواق خيرية زارها الآلاف يومياً.
أما في حلب فبلغت القيمة الإجمالية للتبرعات الموزعة في المحافظة نحو 8 مليارات ليرة حيث وصلت الخدمات والمساعدات إلى أكثر من 675 ألف مستفيد، وتولت 35 جمعية خيرية ومؤسسة إنسانية وجهة داعمة عمليات التوزيع وتقديم الخدمات.
وتضمنت المساعدات الطبية المقدمة توزيع لوازم طبية لاثنين من ذوي الاعاقة وأيضاً إجراء معاينات طبية مجانية لـ 107 من المرضى.
بينما بلغت القيمة الإجمالية في محافظة الحسكة نحو 600 مليون ليرة سورية، ووصلت الخدمات والمساعدات لـ 90 ألف مستفيد في حين تشارك العمل الإنساني 25 جمعية ومؤسسة خيرية وجهة داعمة.
وفي دير الزور بلغت قيمتها نحو نصف مليار ليرة سورية، ووصلت الخدمات والمساعدات لأكثر من 95 ألف مستفيد في حين تشارك العمل الإنساني 17 جمعية ومؤسسة خيرية وجهة داعمة، كما حصل 20 من ذوي الإعاقة في المحافظة على كرسي مدولب ووزعت المتممات الغذائية والأدوية على الآلاف من الأطفال والمرضعات والحوامل.
وفي إدلب بلغت القيمة الإجمالية للتبرعات الموزعة نحو 44 مليون ليرة سورية، ووصلت المساعدات والخدمات لأكثر من 13 ألف مستفيد تولى تقديمها وتنفيذها 3 جمعيات خيرية وجهة داعمة بينما وصلت في الرقة إلى نحو نصف مليار ليرة شملت أكثر من 56 ألف مستفيد تولى توزيعها وتقديمها 11جمعية خيرية ومؤسسة إنسانية وجهة داعمة.
التطوع أساس الخير
رئيس اتحاد الغرف السورية محمد أبو الهدى اللحام قال ل”هاشتاغ” إن هذه المبادرة خلال شهر رمضان كانت تطوعية من قبل الناس ومن دون أي طلب، وكان هناك توزيع بالإضافة للتبرعات المقدمة للجمعيات ولم يتم الإعلان عنها، مشيراً إلى وجود تجاوب كبير من قبل رجال الأعمال، منهم من كان يبيع بسعر التكلفة أو بهامش ربح بسيط يغطي نفقاتهم.
وأضاف: “في بالمستقبل سيكون هناك العديد من أوجه التعاون، ويوجد صناعات وشركات جديدة كلها ستشارك وستدعم المواطن وتسهم بعملية تخفيف النفقات”.
بدوره، قال ياسين محمد حسن رئيس جمعية البر والخدمات الاجتماعية في الحسكة إن المحافظة لديها واقع وظروف خاصة تختلف عن بقية المحافظات، لأن ثمة جهات أخرى
تتدخل بها ولذلك “واجهنا صعوبة بضبط الأسعار، أما بالنسبة للأعمال الخيرية فقد أسهم تنظيم العمل على قاعدة البيانات بالقضاء على الفئوية التي كانت تسود أكثر الجمعيات الخيرية”.
من جهته، أوضح مازن حماد رئيس غرف التجارة والصناعة في محافظة طرطوس أنه “تمت مناقشة كل الأفكار بما فيها الأسعار وانخفاضها، وستكون المرحلة المقبلة حالة أمان وسلام وهذا سينعكس إيجابا على الحالة الاقتصادية بكافة القطاعات، ونحن نؤكد على دعم تلك المبادرات، ونبين أنه لن تقتصر على الأسواق الخيرية وتقديم السلل الغذائية وسيكون هناك أشياء جديدة في المستقبل، و هذه المبادرات ستستمر طيلة الأيام ولن تكون مقتصرة على شهر رمضان فقط”.
بينما أكد نبيل القصير رئيس الجمعية الخيرية الإسلامية في حمص أن “المبادرات حثت التجار على خفض الأسعار خلال شهر رمضان المبارك ، وتلك المبادرات استهدفت جميع المواطنين ، وكانت مبادرة السيدة الأولى ناجحة بالشكل المطلوب وحفزت الصناعيين والتجار لتأدية رسالتهم وخلقت حالة منافسة بينهم”.
ويضيف القصير “أُطلق اسم “خبز وملح” على المبادرة التي أقامتها غرفة صناعة حمص، وأخذت الجمعيات الأهلية على عاتقها توزيع السلل بكوادرها، وهذه آلية لدعم الأسر وبالإمكان تعليم تلك الأسر مهن للاستمرراية، ويجب أن يكون هناك تنوع بالمبادرات ويجب تكريم الصناعيين” حسب قوله.
الجهود الطيبة والكثيفة التي أعقبت هذا الاجتماع من قبل المتبرعين وأصحاب الخير والجمعيات الخيرية والإنسانية وغرف الصناعة والتجارة ومؤسسات الدولة كالأوقاف والإدارة المحلية والشؤون الاجتماعية، تؤكد أن الخير يكبر في شهر رمضان المبارك ويجب أن يبقى هذا الخير في كل شهر.