الإثنين, ديسمبر 23, 2024
- إعلان -spot_img

الأكثر قراءة

الرئيسيةخطوط حمرالإدارة بالـ"العشائرية"

الإدارة بالـ”العشائرية”

في الحديث عن العشائر اليوم، ليس المقصود هو الحديث عن دور العشائر، سواء كان إيجابياً أو سلبياً، ولا حتى مناقشة مدى تأثيرها على الأرض، أو ترابطها، أو حتى موقفها مما يجري في بلادنا.

هاشتاغ-رأي-محمد محمود هرشو

لعل من الأفضل الوقوف – كما درجتُ في الزوايا السابقة – على آفات تفتك بمجتمعنا، وقد تفاقمت بفعل “العشائرية” أو”الطائفية”، فكلاهما ينأى بالفرد عن مصطلح جوهري جامع لكل أفراد المجتمعات وهو “الوطنية”.

عهدنا الكثير من المواقف سواء الإيجابية أوالسلبية خلال العقود الأخيرة التي ارتكزت على مواقف رجولية لأشخاص أوقفوا حروباً مع بلدان مجاورة، وآخرين كانوا سبباً في نزع فتيل فتنة أو أزمة كادت أن تؤدي إلى بحور من الدماء في مناطقهم، والسبب أنهم كانوا شيوخ “عشائر” حقيقيين وضعوا نصب أعينهم الانتماء الحقيقي للوطن بعيداً حتى عن مصالح العشيرة.

على النقيض؛ بتنا نشهد مؤخراً – وتفاقم ذلك خلال سنوات الحرب – اعتلاء بعض الصغار وأولادهم قيادة بعض العشائر، حتى بات هؤلاء التافهين يضربون بسيف العشيرة، وحين شهدوا حرباً ضروساً تقودها الدولة ظنوا أن عشيرتهم أكبر من الدولة نفسها، وأن الانتماء لـ”العشيرة” أهم من الانتماء للوطن، وأن سيف “العشيرة” أقوى من سيف الحق أو العدل أو حتى الوطنية .

بالإضافة الى بعض المارقين الذين ظنوا وأوحوا أنهم بالعشيرة سيوهموا أصحاب القرار بأنهم حماة للوطن، فباتوا يتوهمون أن ثقلهم العشائري – وإن كان وهمياً – هو حصانة من المحاسبة أو القصاص لكل ما يضر بلادنا.

إلى هنا قد يبدو الأمر مرضاً اجتماعياً قابلاً للعلاج، وإن كان هذا المرض عضال وهدام للوطن، لكن ما هو كارثي ويوحي بـ”الا أمل” أن يتباهى مسؤولٌ رفيع المستوى بثقله العشائري، ويعتمد أسلوب البلطجة في أي موقف غير قانوني أو غير مؤسساتي، أو أي أمر لا يستطيع تمريره عبر سلطته، ليدعو إلى تنحية “الدولة” جانباً، ويتلطى بثوب العشائرية، فيهدد من يعلو صوته في وجهه، أو يستفسر عن تجاوزاته أو أخطائه التي باتت واضحة للقاصي والداني !

إلا أن الأنكى من كل ذلك أنه يتحالف مع من يشبهونه فيرشحهم لمناصب، مدعياً ثقلهم العشائري، وكأن الدولة تُحكم بـ”العشائرية” التي وإن حصلت فعلاً ستلقى معارضة واستهجان “العشائر” المضادة الموجودة على الأرض الواحدة، و لا يمكن أن تتفق على أمر بعدما اتفقت على دم رسول الله محمد، فحتى هذا الاتفاق الذي مر عليه آلاف السنوات كان فاشلاً، لأنهم لم يكونوا صفاً واحداً، ولنا من التاريخ العبر !

قد يتساءل البعض عن مغزى الاعتماد على كل الانتماءات ما قبل الوطنية كـ”العشائر” أو “الطوائف” إن كنا فعلا نعتقد بأننا نسعى لبناء دولة المواطنة التي يتساوى فيها الجميع تحت سقف القانون.

ولعله من المفيد التذكير هنا أن البلدان التي سبقتنا على سلم الحضارة لم تعتمد على “عشائر” أو “طوائف” أو أي انتماء تحت وطني في بناء رفعتها.

هل سمعتم يوماً عن طائفة آينشتاين وأديسون أو عشيرة باستور وبيل غيتس؟

زجل
مو بالعشائرية تكبر..
إحنا نعرف الله والوطن أكبر

جدل
ثمة من كتب لبلداننا أن تدار بالتفاهة، ومن هذه التفاهة تكبير أمر الصغير حتى يشعر بنفسه أنه بات مهماً ويستطيع اجتثاث الكبار

غزل
أما المرأة فلا تؤمن بالعشائرية لأنها لا تحب “السوالف” فهي تراقب الأفعال، وهي الأجدر على الشعور بصدق النوايا والأقوال حتى لو لم تُلفظ، لذلك يختارها الرجل “قلت الرجل وليس الذكر” يختارها وطناً.

لتصلك أحدث الأخبار يمكنك متابعة قناتنا على التلغرام

مقالات ذات صلة