مشاكل الكهرباء لم تتوقف على التقنين وآثاره السلبية المباشرة على جميع مظاهر الحياة، فالأسلاك الكهربائية العارية تعد من إحدى المشكلات التي يعاني منها المواطنين، وخاصة في القرى والمناطق الشعبية.
ومع حلول فصل الشتاء باتت هذه الأسلاك تشكل خطراً حقيقياً على أمن وسلامة المواطنين كباراً كانوا أم صغاراً.
في محافظة طرطوس تحديداً، استفاق أهالي كفرسيتا، بريف المحافظة، على فاجعة مؤلمة بحق طفل لم يتجاوز العشرة أعوام من عمره كان يسوق أغنام والده في تلك المنطقة دون علم منه بوجود سلك توتر عالي يربط بين القرى ممدد على أسفل الطريق.
هذه الحالة ليست الأولى من نوعها، بل نسمع بها بين الحين والآخر، فيقول أهالي المنطقة: “منذ أربع سنوات ونحن نوجه شكوى لمركز الكهرباء في الروضة، لإزالة السلك أو رفعة أو حمايته لكن دون جدوى”.
وفي تفاصل الحادثة، يقول والد الطفل محمد حسن محمود: “صدمت من الأضرار الجسدية والنفسية التي لحقت بولدي عندما كان يسوق الأغنام، وأحمل المسؤولية الماملة لمديرية كهرباء طرطوس”.
وأضاف: “بعد هذا الحادث الأليم جاء عدد من موظفي الكهرباء في قسم الطوارئ ليلاً وقاموا بإزالة الكبل لإخفاء معالم الجريمة ومسؤوليتهم عما جرى”.
إدارة مشفى الباسل بطرطوس شكلت لجنة طبية خماسية لتقرير وضع الطفل يزن محمد محمود، وفيما إذا كان لابد من بتر أطرافه الثلاثة التي تعرضت لحروق شديدة نتيجة صعق كهربائي أم لا.
وذكرت مصادر مطلعة، ل”الوطن”، أن اللجنة اجتمعت، اليوم الاثنين، ورأت أنه لابد من البتر لكنها أجلت الأمر إلى حين القيام ببعض المعالجات في مشفى تشرين، الذي تم التواصل معه لتحسين الأنسجة وعدم وصول البتر لمنطقة مرتفعة من الرجل أو اليد مع ضرورة التدخل بسرعة في حال الضرورة علماً أن أي بتر يحتاج لموافقة أهله التي هي الأساس قبل إجراء أي عملية.
بعد وضع الصور وشكوى والد الطفل أمام مدير عام شركة كهرباء طرطوس عبد الحميد منصور، قال: “بالتدقيق تبين أنه تم التعدي على حرم التوتر المتوسط والصعود للبرج والعبث بالأسلاك، والأسلاك المشاهدة بالصورة لا تحمل أي توتر، لأنه ضمن المنظومة الكهربائية لدينا أي سلك توتر متوسط عند حدوث تماس له مع الأرض يتم فصله تلقائياً من المحطة”.
المعالجات للأسلاك الكهربائية المتدلية فنية فقط لاتراعي المخاطر التي قد تحدث إذا تلامست هذه الأسلاك بأجساد المواطنين وخاصة الأطفال.
والطفل يزن إحدى ضحايا الأسلاك المتدلية؛ والتي تعد من أخطر القنابل الموقوتة، التي تهدد حياة الأطفال والشبان وكبار السن، فكان الثمن فقدان أطرافه الثلاثة وحرمانه من طفولته دون أن يحاسب المقصرين.