قال المحلل السياسي حسني محلي، المتخصص في الشؤون التركية، إن اتفاق ابن زايد مع أردوغان حول ما سيقترحه عليه الأول قد يقود المنطقة إلى الكثير من المفاجآت في الأيام القليلة القادمة .
وأوضح محلي في مقال على موقع “الميادين” أن الزيارة التي يقوم بها بن زايد إلى تركيا، والتي تتزامن مع الأزمة الماليّة الخطرة التي تعيشها تركيا، من المتوقع أن تساعد بن زايد على إقناع إردوغان بضرورة العمل المشترك بعد وعود إماراتية بمساعدات ماليّة ضخمة تساعد أنقرة على تجاوز أزمتها الحالية، وهو ما توقّعه وزير التجارة التركي محمد موش اليوم، إذ قال “إن تعميق العلاقات الاقتصادية والتجارية بين تركيا والإمارات في جميع المجالات سيكون لمصلحة البلدين”. وأضاف: “أعتقد أنَّ تطوير التعاون القائم بين تركيا والإمارات مهم جداً من حيث تشكيله نموذجاً لباقي دول المنطقة ومحفزاً للاستقرار الإقليمي”.
وأشار محلي إلى أن “الدعم المالي القطري وتمويل الدوحة لكلِّ المشاريع الإقليمية التركية ومساعدة إردوغان خلال أزمته المالية 2018، لم يكن كافياً لإنهاء هذه الأزمة، التي يرجع “سببها إلى سياسات إردوغان الداخلية والخارجية ومغامراته الخطرة التي أوصلت البلاد إلى حافة الدمار الشامل”، بحسب رأي المعارضة.
وأضاف “في جميع الحالات، لن تكون زيارة ابن زايد عابرة، شرط أن يقنع الرئيس إردوغان بمشروعه الإقليمي الجديد، مهما كانت التسمية التي لن تحقّق أهدافها إلا بضم سورية إلى هذا المشروع، وهو ما يتطلب مصالحة إردوغان مع الرئيس بشار الأسد، الأمر الذي سيشجعه الرئيس فلاديمير بوتين، بعد أن بات واضحاً أن موسكو لا تريد المزيد من المشاكل مع أنقرة في سورية والقوقاز وآسيا الوسطى وأوكرانيا، التي اعترف لافروف بقلق بلاده من التعاون العسكري التركي فيها” حسب الكاتب.
ووفقاً للكاتب “يبقى الرهان على الجانب النفسيّ للرئيس إردوغان، لأن ذلك سيعني تخليه عن مشاريعه ومخططاته العقائدية والتاريخية التي سعى لتطبيقها خلال السنوات العشر الماضية. وبتخلّيه عنها وعن عناصرها الخارجيّة، وهم الإسلاميون بمختلف أطيافهم السياسية والمسلّحة، فقد يحالف الخط إردوغان لحل مجمل مشاكله الخارجية، وبالتالي الداخلية، وهو ما سيضمن له البقاء في السلطة لفترات أطول”.
ويشدد الكاتب على أن “القرار هنا للرئيس إردوغان؛ ففي حال اتّفق مع ابن زايد حول ما سيقترحه عليه، فالأيام القليلة القادمة قد تحمل معها الكثير من المفاجآت التي ستحقق العديد من الانفراجات الإقليمية، وستحتاج في نهاية المطاف إلى الرضا “الإسرائيلي” أيضاً، وهو ما يسعى إليه الرئيس بوتين الَّذي لا يريد أي مشاكل في علاقاته مع “تل أبيب”، بسبب قوّة رجال الأعمال اليهود وتأثيرهم في روسيا، وبالتالي عدد اليهود من أصول روسيّة في “إسرائيل”، والذي لا يقلّ عن مليون”.
ويختم محلي مقاله بالقول “في انتظار هذه الانفراجات، يبقى الرهان الأخير على مصير الاتفاق النووي ومستقبله، والذي تريد له واشنطن أن يساعدها على الحدّ من الدور الإيراني في سورية والعراق واليمن ولبنان (لعلاقتها بـ”إسرائيل”)، وهي جميعاً في سلة واحدة ستقرر مصير كل التحركات التي سيأتي من أجلها ابن زايد إلى أنقرة قبل دمشق، وربما لاحقاً طهران، وإلا!” حسبما كتب الكاتب حسني محلي.