الخميس, ديسمبر 12, 2024
- إعلان -spot_img

الأكثر قراءة

الرئيسيةأخبارالحرب الروسية- الأوكرانية بعيون السوريين: دعم "الحليف" مشفوعاً بـ"نبذ الحرب وأهوالها"

الحرب الروسية- الأوكرانية بعيون السوريين: دعم “الحليف” مشفوعاً بـ”نبذ الحرب وأهوالها”

هاشتاغ_ زينا صقر

تحتل الحرب الروسية-الأوكرانية ومستجداتها، اهتمام نسبة كبيرة من الشعب السوري، بمختلف أطيافه ومكوناته، منهم المؤيد للعملية العسكرية الروسية في أوكرانيا، ومنهم المعارض للحرب بكل أشكالها، ومنهم غير المهتم بالأحداث و مجرياتها، بل ولا تعنيه منها سوى منعكساتها على وضعه المعيشي.

حرب “ضرورية”

من وجهة نظر الصحفي فراس القاضي، لا يوجد حرب نظيفة “كل الحروب نتيجتها كارثية، فهناك الدماء، والدمار، والمنعكسات السلبية على كل مجالات الحياة، ولكن، برأيي الشخصي هناك حروب تُفرض على جانب ما، فيصبح عدم خوض هذه الحرب مكلف أكثر من خوضها، وهذا ما حدث في الحرب الروسية الأوكرانية”.

ويضيف القاضي، بأنه منذ تسلم السلطة الحالية الحكم في أوكرانيا، دأبت روسيا على التحذير من انخراط الجانب الأوكراني في الناتو، فلم تأبه الطبقة الحاكمة الأوكرانية؛ والتي تدعوها روسيا بـ”النازية الجديدة”، للتحذيرات الروسية، و كانت مصرة على استفزازها.

ويلفت القاضي، الى أن البعض يقول بأن أوكرانيا لم تنشر أسلحة، ولم تنضم للناتو، ولكنها ما انبرت تطلب الانضمام للناتو، ولم تقبل بإعطاء ضمانات للجانب الروسي، “لذلك باعتقادي أن الحرب فُرضت على روسيا للحفاظ على أمنها القومي، و هذا حق مشروع لأي دولة تشعر بالخطر.”

ويشير القاضي، الى أن من يتشدق علينا بالإنسانية، عليه أن يتذكر اجتياح الولايات المتحدة للعراق، وتشريد وتجويع شعبه، وحرق ثقافته و تهديم البنى التحتية، والتي ما زال الشعب العراقي يعاني منه حتى اليوم، و كانت واشنطن تتذرع بحماية أمنها القومي.

مضيفاً أن أوروبا لم تكن بمنأى عما حدث للعراق، فبعض الدول الأوروبية شاركت بالحرب عليه، فلا تنفعه هذه الحجج التي لا تقنع طفل.

ويختم القاضي حديثه لـ “هاشتاغ” بالقول: “لا أستطيع القول بأنني مع الحرب، مهما كانت، و لكني أتفهم أنه حين يتعلق الأمر بحماية الأمن القومي لدولة ما، على الدولة المتضررة أن تقوم بما عليها القيام به لحماية مصالحها وشعبها. وبالمطلق أنا كسوري الى الجانب الروسي ضد أمريكا و حليفتها أوروبا”.

العالم “مجنون”

من جهته، يقول رائد حيدر، (مدير الشحن في الخطوط الجوية الكويتية- محطة دمشق) إن الحرب الوحيدة التي يمكن أن أهلل لها هي الحرب على الشيطان الأكبر على ظهر هذا الكوكب “الولايات المتحدة”، أو على ذراعها الشائنة المزروعة على حدودنا “إسرائيل”، الولايات المتحدة التي كانت كل حروبها خارج أرضها, بحيث لم تطلق فيها صفارة إنذار واحدة على مدى عقود، في الوقت الذي كانت تدمر فيه بلداناً بأكملها، اللهم باستثناء مهزلة أحداث أيلول/سبتمبر 2001 التي وفرت لها الغطاء اللازم لاستباحة العالم كله، وفرض رأيها وقرارها في كل شاردة وواردة فيه.

ويتابع حيدر”أما ما يجري بين روسيا وأوكرانيا، فلا شأن لي بذلك، لا تهليلاً ولا استهجاناً، لقد علمتني أحد عشر سنة من الحرب على بلدي بأن العالم مجنون بما فيه الكفاية كي يسير نحو دماره الشامل، أما الحديث عن الطغمة الحاكمة في كييف، التي جوّعت الشعب الأوكراني وهدّت اقتصاد البلاد وما إلى ذلك, فهو لا يدخل في رأسي لا من قريب ولا من بعيد.

ويشير حيدر، في حديثه لـ”هاشتاغ”، الى أنه مجرد مجموعة من الحجج الاستهلاكية التي تخفي وراءها الأسباب الحقيقية لتلك المواجهة, ومنها لجم روسيا لراعي البقر الأمريكي وإثبات أنه ليس مسموحاً بعد الآن أن يتفرد قطب واحد في التحكم بمصائر شعوب العالم, مع اعترافي بأن الكفة الأخلاقية ترجح حتماً لصالح روسيا، والتاريخ شاهد.

ويكمل حيدر “في رأيي الشخصي, أن ما جعل أوكرانيا ساحة لتلك المواجهة، هو عدم تقديرها الصحيح للأمور، وأخطاؤها في الحسابات الجيوسياسية حين استقوت بالأميركي وهي تعلم أن لا عهد له ولا ميثاق، على حساب الخصومة مع الجار الروسي اللصيق، ولمزيد من الدقة الشقيق الأكبر، والمعروف عنه أنه ما خذل حليفاً. وهذا يذكرني تماماً بالحالة السورية-اللبنانية، مجرد تذكير وحسب من دون أيّ تعليق آخر.

ويقول :”أنا لا أريد أن اتنبأ بشيء، أو أتوقع شيء، أو أراهن على شيء من كل ما يجري هناك، لكن تعقيبي الوحيد هو حول تلك الصفاقة السياسية الدولية، التي تمارسها الدول الغربية عموما، ولو أن ذلك ليس جديدا عليه على الإطلاق، وليس الحدث الراهن هو ما أثبته، لكنه اليوم عرّاه تماما”.

ويؤكد حيدر على أن ما يفعله الغرب بأكاذيبه الفجة، ومصطلحاته الخبيثة، وثقافاته المشينة؛ حول الديمقراطيات والحريات والحقوق والمواثيق والقوانين، كلها مشبعة بالعنصرية والفوقية والازدواجية والكراهية والاستهزاء بعقول البشر، بل وبكلمة أدق استغبائهم، بطريقة سرطانية قاتلة لدرجة ان البشر أنفسهم صاروا غير قادرين على مقاومتها. لافتاً إلى “أننا نحن -وأقصد هذه الشعوب المسلوبة الإرادة- فمما لا شك فيه، أنها دائما ضحية نفسها، ضحية جهلها وتخلفها وجشعها ولاأخلاقيتها ونهش بعضها البعض، قبل أن تكون ضحية لكل ما ذكر أعلاه”.

لهذه الأسباب.. السوريون مع روسيا

يرى الباحث السياسي سركيس قصارجيان، أن أغلبية الشارع السوري يرى في روسيا دولة حليفة، ويؤطر الموضوع بصورة تتجاوز الحرب الروسية- الأوكرانية؛ لدرجة أن بعض الأشخاص يرون في هذه الحرب، حرباً سوريّة، لأن ما حدث بين الروس و الأوكرانيين؛ ودفع روسيا لخوض هذه الحرب، حدث شيئ مشابه له في سورية، من ناحية التجييش، وفتح الأبواب أمام المقاتلين الأجانب للقتال على أرض ليست أرضهم.

ويضيف، بأن هناك فئة من الشارع السوري، تعتبر أن سورية مَدينة لروسيا، لأنها دخلت الحرب الى جانب الجيش السوري، وحمت سورية من توسع النفوذ الراديكالي والجهادي، و بالتالي هو موقف متوقع. مشيراً الى أن الشعب السوري هو شعب ميال للمعسكر الشرقي منذ القدم، وهو أقرب للنموذج الروسي والصيني والهندي، أكثر من النموذج الغربي.

ويكمل قصارجيان، بأن هناك فئة من الشارع السوري “وكما لاحظت على مواقع التواصل اللاجتماعي، هم قلة قليلة، وهؤلاء ينقسمون إلى قسمين؛ القسم الأول ينطلق من ميله للمعارضة السورية؛ و بالتالي هم ضد الحليف الروسي بأي شيئ، والقسم الثاني ينطلق من كونه لديه صلات مع الجانب الأوكراني، إما طلاب يدرسون في أوكرانيا، أوأشخاص متزوجين من أوكرانيات، وبالتالي يرفضون الحرب عاطفياً وإنسانياً”.

ويشير قصارجيان، إلى فئة رافضة للحرب كيفما كانت؛ والتي تشترك مع الفئة السابقة بنبذ الحرب، وهذه الفئة تنطلق مما عاشه الشعب في الحرب السورية من أهوال الموت و الدماء والنتائج الكارثية التي انعكست على البنى التحتية والواقع المعيشي للمواطن، والتي ما زال يعاني منها حتى اليوم. هم ينظرون بأن روسيا هي التي بدأت بشن العملية العسكرية على أوكرانيا، بغض النظر عن الدوافع و الأسباب، وهي النظرة الأبسط للحرب الدائرة حالياً.

http://لتصلك أحدث الأخبار يمكنك متابعة قناتنا على التلغرام

مقالات ذات صلة