الخميس, ديسمبر 12, 2024
- إعلان -spot_img

الأكثر قراءة

الرئيسيةخطوط حمرالأول من أيار.. يوم للحقوق لا للشعارات

الأول من أيار.. يوم للحقوق لا للشعارات

هاشتاغ _ أيهم أسد

يعد الأول من أيار تاريخياً يوماً لانتصار العمال على ظروف العمل ونيل حقوقهم، ذلك الانتصار الذي حققت فيه الطبقة العاملة في القرن التاسع عشر أهم مطلب من مطالبها والذي تمثل بتخفيض عدد ساعات العمل إلى ( 8 ساعات يومياً بعد أن كان يصل في بعض الدول إلى (16) ساعة عمل.

في يوم 1 أيار من عام 1886 نظم العمال في ولاية شيكاغو ومن ثم في تورنتو إضراباً عن العمل شارك فيه حوالي (400) ألف عامل، يطالبون فيه بتحديد ساعات العمل تحت شعار “ثماني ساعات عمل، ثماني ساعات نوم، ثماني ساعات فراغ للراحة والاستمتاع”.

يوم العمال إذاً هو يوم للحقوق، تلك الحقوق التي استمرت بعدها بالتطور وصولاً إلى إنشاء نظم الحماية المختلفة للعمال، وتطوير تشريعات العمل، وتحسين ظروف العمل، وإنشاء منظمة العمل الدولية عام 1919 كأول منظمة دولية تابعة لعصبة الأمم المتحدة في حينها.

تطورت حقوق العمل تاريخياً حتى بات العالم اليوم يتحدث عن “العمل اللائق”، ذلك العمل الذي لا يراعي الظروف المادية فقط للعامل، بل يراعي كرامته الإنسانية وحقوقه كإنسان من حيث التكافؤ في الفرص والمساواة في المعاملة والسلامة الجسدية والمساهمة في اتخاذ القرار، والحريات النقابية، فالعمل كرامة إنسانية قبل أن يكون مصدراً للمال.

مع مرور الأول من أيار في الاقتصاد السوري فإن هناك طيف واسع من الأسئلة التي تنتظر إجابات حقيقية تتعلق بحقوق العمال السوريين وما يتصل بها من ظروف عمل والتي يمكن تكثيفها بالأسئلة التالية:

هل يتم تطبيق كل مواد قانون العمل في القطاع الخاص رقم (17) لعام 2010 وقانون العمل في القطاع الزراعي رقم (56) لعام 2004؟

هل تتحقق للعمال في القطاعين العام والخاص بكل أنواعه ظروف العمل اللائق؟

هل يحصل العمال، وفي القطاعات كافة، على الحد الأدنى من الرواتب والأجور الذي يوازي على الأقل الحد الأدنى لتكاليف المعيشة ويوفر الكرامة الإنسانية؟

هل يقوم أصحاب العمل في القطاع الخاص بكل أنواعه بتسجيل عمالهم في التأمينات الاجتماعية بأجورهم الحقيقية؟

من يحمي عمال القطاع الخاص غير المنظم في حالة عجزهم أو إصابتهم أو مرضهم؟ ومن يحمي أسرهم في حالة وفاتهم؟

ما هي شبكات الحماية الاجتماعية التي طورتها الحكومة من أجل توسيع نطاق حماية العمال؟

لماذا لا يوجد نظام للتأمين ضد البطالة في الاقتصاد؟

إن ما يجعل الأول من أيار في الاقتصاد السوري يوماً حقيقياً للعمال هو نتائج الإجابات عن تلك الأسئلة، أما دون ذلك فسيبقى الأول من أيار يوماً للشعارات على حساب الحقوق.

http://لتصلك أحدث الأخبار يمكنك متابعة قناتنا على التلغرام

  • كلمات مفتاحية
مقالات ذات صلة