أفادت وكالة “بلومبرغ” أن دولة الإمارات أصبحت جذابة لأصحاب الملايين الروس، الذين “يتدفقون إلى دبي والمنطقة ويشترون العقارات، ويؤسسون شركات أو فروع جديدة لعملياتهم في موسكو”.
ويرصد تقرير بلومبرغ، الذي نُشر الجمعة، موجة تدفق رؤوس الأموال التي بدأت تكبر منذ الحرب الروسية – الأوكرانية في 24 فبراير/شباط الماضي، وإعلان الرئيس، فلاديمير بوتين، التعبئة الجزئية في سبتمبر/أيلول الماضي.
وأشار التقرير إلى “التدفق المستمر للوافدين من روسيا نحو الأعمال التجارية، وازدهار الحياة المالية والثقافية لهم في الإمارات، حيث يؤسس بعض الروس شركات جديدة، بينما يشتري البعض الآخر عقارات، أو ينشئون فروعا لعملياتهم في موسكو”.
وتوفر استثماراتهم دفعة مالية للإمارات، وعلى عكس الولايات المتحدة والمملكة المتحدة والاتحاد الأوروبي، لم تفرض الإمارات عقوبات على روسيا بعد بدء الحرب.
وخلال اجتماع في أكتوبر/تشرين الأول مع بوتين في سانت بطرسبرغ، قال الرئيس الإماراتي، الشيخ محمد بن زايد، إن التجارة بين البلدين تضاعفت إلى 5 مليارات دولار على مدى السنوات الثلاث الماضية، وهناك حوالي 4 آلاف شركة من أصول روسية تعمل في الدولة.
وتشير “بلومبرغ” في تقريرها إلى أنّ “النفوذ الروسي يمتد إلى ما وراء الأعمال، حيث تم افتتاح فرع لمدرسة بريماكوف، المشهورة بين النخبة في موسكو، في أغسطس/آب في أبوظبي”.
وسجل سوق العقارات في إمارة دبي رقماً قياسياً جديداً بعد بيع فيلا فخمة بجزيرة النخلة الاصطناعية مقابل 163 مليون دولار، بحسب ما ذكرت وكالة بلومبرغ، الأربعاء.
وفي أكتوبر/تشرين الأول، أعلنت دائرة الأراضي والأملاك بدبي عن الصفقة العقارية القياسية الجديدة بقيمة 163 مليون دولار في نخلة جميرا، دون الكشف عن هوية المشتري، مسجلةً أعلى مستوى على الإطلاق.
وذكرت “بلومبيرغ” أن الكثير من مشتري العقارات في دبي هم من الروس الأغنياء الذين يبحثون عن ملاذ آمن لأموالهم عقب الحرب الدائرة في أوكرانيا.
وارتفعت أسعار العقارات الرئيسية في الإمارة بنسبة 70.3 بالمئة خلال الاثني عشر شهراً ، مما يجعلها أكبر الرابحين على مؤشر “Knight Frank” العالمي، الذي يركز على أكثر المنازل المرغوبة والمكلفة في المدينة.
ولكن الوكالة الأميركية ترى أنّ “الصعود المستمر” لسوق العقارات في الإمارة الخليجية خلال العام الماضي، لن يجعل هذا الرقم القياسي يستمر طويلا.
بالإضافة إلى ذلك، يعقد رواد الأعمال من موسكو اجتماعات بانتظام في مقهى DRVN الشهير، في جزيرة “بلو ووترز” (Bluewaters).
وفي مقهى Angel Cakes المجاور، يحضر الناس محاضرات باللغة الروسية حول فن عصر النهضة على الإفطار، حيث يمكن لأي شخص يشعر بالحنين إلى الوطن أن يجد بسهولة مكاناً للحصول على حمام بخار روسي تقليدي (بانيا).