هاشتاغ _ زينا صقر
بدأت قوافل النازحين السوريين بالوصول الى الأراضي السورية منذ الصباح الباكر، قادمة من مخيمات اللجوء في لبنان عبر المعابر الحدودية مع لبنان.
وأكدت وكالة الأنباء السورية “سانا” أن “عشرات الأسر المهجرة القاطنة في مخيمات اللجوء في لبنان، عادت اليوم، عبر معبري الدبوسية بريف حمص والزمراني بريف دمشق، إلى قراهم وبلداتهم، وذلك في إطار الجهود التي تبذلها الدولة السورية لإعادة المهجرين إلى أرض الوطن”.
وكان قد بحث وزير المهجرين في حكومة تصريف الأعمال في لبنان عصام شرف الدين مع وزير الإدارة المحلية والبيئة السوري حسين مخلوف، في آب/أغسطس الخطّة الموضوعة من قبل لبنان لعودة اللاجئين السوريين إلى ديارهم بصورة آمنة وكريمة وطوعية.”
وأكد الوزير السوري حينها على أن من أولويات الدولة السورية تهيئة الظروف لعودة جميع السوريين إلى ديارهم وإعادة تأهيل البنى التحتية.
وأشار إلى أن اجراءات دمشق أتاحت العودة لخمسة ملايين لاجئ سوري بينهم مليون من الخارج وأربعة ملايين من الداخل.
وقالت حكومة تصريف الأعمال اللبنانية، في مناسبات عدة، إنها “انتظرت طويلا تعاون المجتمع الدولي معها لتأمين عودة أكثر من مليون وخمسمائة ألف لاجئ سوري في لبنان يشكلون حوالي ثلث سكان البلاد”، في ظل أسوأ أزمة اقتصادية يعيشها لبنان في تاريخه، حيث باتت الدولة عاجزة عن تأمين الخدمات الأساسية لمواطنيها، بما في ذلك الكهرباء والوقود.
عملية العودة
المحامية رنا رمضان، المنسقة القانونية لوزارة المهجرين اللبنانية، قالت إن القافلة سوف تنطلق من معبر الزمراني ونقطة الانطلاق هي وادي حميد في بلدة عرسال، وتضم 480 عائلة سورية.
وأضافت رمضان في تصريحات لـ”هاشتاغ” أن هناك لاجئين أتت الموافقات بأسمائهم وآخرين لم تصلهم الموافقات، ولهذا قسموا العائدين الى دفعتين؛ دفعة ستصل اليوم الأربعاء، ودفعة ستصل الإثنين المقبل 31 من الشهر الحالي، وقد بدأوا بتبليغ العائلات عنها.
وعن التنسيق مع الأمم المتحدة، أكدت رمضان أنه كان هناك محاولة للتنسيق مع الأمم المتحدة قائلة “في البداية كان هناك تجاوب، ولكنها فيما بعد تراجعت من دون معرفة الأسباب، لذلك سيكون لها مشاركة خجولة حيث سيكون هناك مواكبة من مفوضية الأمم للقافلة حتى نقطة الوصول عند قرية جريجير على الحدود اللبنانية السورية.
العودة على حساب النازحين
وبيّنت المنسقة القانونية أن النازحين العائدين من عرسال لديهم سياراتهم الخاصة التي أتوا بها من سوريا، أما النازحين الذين لا يملكون سيارات فسوف يستأجرون سيارات لنقلهم. وهنا تشير رنا الى أن سائقي السيارات يعملون على استغلال وضع النازحين بطلب أجرة عالية منهم.
وأضافت رمضان بأنهم حاولوا التواصل مع بعض الجمعيات لتأمين وسائل نقل للبعض من العوائل العائدة “لكن لم نتلقَ رداً ايجابياً ولا من أية جهة، لذلك لجأ الناس لبيع أشياء من ممتلكاتهم لتأمين أجاروسيلة النقل”.
في هذا الصدد، ندد المدير العام للأمن العام اللبناني اللواء عباس إبراهيم، بمواقف المنظمات الإنسانية، من دون أن يسمها. وقال إن ” لبنان يرفض طريقة التعاطي القائمة، مؤكدا ” لن نجبر أي نازح على العودة”.
ضمان من الأمن اللبناني
وعن سبب تقسيم عودة النازحين إلى دفعتين توضح المنسقة القانونية لوزارة المهجرين اللبنانية، أن الكثير من الأسماء حصلت على موافقات الدخول الى سوريا، إنما البعض لديهم مشاكل أمنية و قانونية، والبعض الآخر مطلوب لخدمة العلم إما “إلزامية” أو”احتياطية”.
وتبيّن رمضان أن هؤلاء لم يحصلوا على الموافقات بعد، وتم تأجيل عودتهم الى الدفعة المقبلة ريثما يتم تسوية أوضاعهم؛ وطبعا تحت ضمانة الأمن العام اللبناني، حيث “قمنا بتوجيه رسالة الى الأمن العام اللبناني ووزارة المهجرين للسؤال عن أوضاعهم في حال وصولهم الأراضي السورية، لأنهم شعروا بالخوف عندما تبلغوا بأنه يوجد لديهم مشكلات أمنية أو قانونية، وتمت الإجابة بمبادرة من اللواء عباس ابراهيم بأنهم سيدخلون آمنين الى سوريا بضمانة الأمن العام اللبناني”.
المستقر في ريف دمشق
من جهتها، قالت عضو المكتب التنفيذي في محافظة ريف دمشق آلاء الشيخ أن العدد الإجمالي للسوريين العائدين من لبنان هو 800 شخص تقريبا موزعة على المعابر كالتالي:
726 من معبر الزمراني
12 من معبر جديدة يابوس
13 من معبر العريضة
وأكدت الشيخ في تصريحات لـ “هاشتاغ” أن خمس حافلات سورية دخلت إلى الجانب اللبناني لنقل العائدين الى سورية عبر معبر الزمراني بريف دمشق.
ولفتت الشيخ الى أن محافظة ريف دمشق اتخذت كافة الإجراءات والتسهيلات اللازمة لوصول جميع الأهالي إلى مناطقهم ومنازلهم.
وفيما يتعلق بمكان إقامة العائدين بيّنت الشيخ أنه تم تجهيز مركز التنمية الريفية لاستقبال الوافدين بالتنسيق مع كافة الجهات المعنية والمنظمات والجمعيات والمجتمع الأهلي في المنطقة، وذل من أجل من لا يملك منزل حاليا.
في حين أن من يملك منزلا يتم تسوية وضعة و يغادر مباشرة. على حد قولها.
ولفتت عضو المكتب التنفيذي في محافظة ريف دمشق، إلى أنه حتى الساعة الخامسة لم تصل سوى 43 عائلة فقط من العدد الإجمالي، فيما لا تزال باقي القوافل في طريق العودة.
إجراءات الصحة العامة
بدوره، قال مدير صحة حمص مسلم الأتاسي في حديثه لـ”هاشتاغ” إن عيادة متنقلة استقبلت العائدين عند الحدود اللبنانية السورية، وهذه العيادة مجهزة بكادر طبي وتمريضي وفني، بالإضافة إلى سيارة إسعاف مزودة بالمعدات والتجهيزات الطبية اللازمة.
كما أكد الأتاسي، على عدم وجود أي حالة كوليرا بين العائدين، حيث “تم فحص الجميع بشكل كامل والتأكد من صحتهم العامة وخلوهم من أية أمراض معدية” وفقا لقوله.
ولفت الأتاسي إلى وجود كادر متخصص بإعطاء اللقاحات، وذلك لتمنيع العائدين ضد فيروس كورونا، إضافة الى تطعيم الأطفال ضد شلل الأطفال والحصبة.
وأشار مدير صحة حمص الى أنه تم إملاء استمارات بأرقام العائدين في حال الضرورة للتواصل مع وزارة الصحة.
تجدر الإشارة إلى أن “هاشتاغ” حاول التواصل مع وزارتي التربية والصحة للسؤال عن أحوال الصحة العامة للعائدين من لبنان، وفيما إذا تم تجهيز المدارس لاستقبال أطفالهم، إلا أنهما رفضتا التعليق على الموضوع .