هاشتاغ – حسن عيسى
لم تمنع التخبطات السياسية والاقتصادية والاجتماعية التي يعيشها لبنان، مؤخراً، من استكمال ملف تأمين حدوده البحرية مع العدو قبل الصديق.
لبنان الذي ما لبث أن أنهى مفاوضات ترسيم الحدود البحرية الجنوبية مع “إسرائيل”، سارع للانتقال إلى الجهة الشمالية مخاطباً سوريا لبدء التفاوض معها بشكلٍ فوري.
وعلى الرغم من الجدل الذي أحدثه تأجيل موعد زيارة الوفد اللبناني إلى دمشق لبدء المفاوضات، إلا أن ذلك أبقى على الحماس اللبناني قائماً لإنهاء ذلك الملف.
وجهة النظر السورية
مسؤول العلاقات الخارجية بمجلس الشعب السوري بطرس مرجانة، أشار لـ “هاشتاغ” إلى أهمية استكمال اتفاق الترسيم بين سوريا ولبنان، “كونه سيعطي كل ذي حق حقه”.
ولم يستبعد مرجانة وجود وسيط روسي في تلك المفاوضات، وذلك نتيجة الحاجة إلى الخبرة المتقدمة في المحاكمة، والتي يمكن الاستفادة منها من خلال روسيا.
وفيما يتعلق بموضوع تأجيل زيارة الوفد اللبناني إلى دمشق، اعتبر مرجانة أن الإعلام اللبناني بالغ في التعاطي مع تلك القضية، وأعطاها أكبر من حجمها.
وذكر البرلماني السوري أن الزيارة من المفترض أن تتم بالطرق الدبلوماسية، خاصةً وأنها زيارة رسمية وذات طابع خاص باعتبارها تمس قضية مشتركة بين البلدين.
استفاقة متأخرة
من جهته، اعتبر المحلل السياسي اللبناني ميخائيل عوض في حديثه لـ “هاشتاغ”، أن لبنان استفاق متأخراً على ملف ترسيم الحدود مع سوريا، في ظل الأزمات المتعددة التي يعاني منها.
ورأى عوض أن الرئيس اللبناني ميشال عون أراد أن ينهي ولايته بتحقيق إنجاز، وأنه استعجل بعد استكمال مفاوضات الترسيم مع “إسرائيل”، لإعلان تشكيل وفد للتفاوض مع سوريا.
ولفت عوض إلى أن الفائدة المتبادلة بين البلدين تكمن في سحب فتيل نزاع تسعى بعض الأطراف للمتاجرة فيه، مبيناً أن الاتفاق من شأنه أن يحفز شركات التنقيب للبدء باستثماراتها في البحر الشمالي للبنان.
واعتبر عوض أنه ليس بالضرورة أن يقدّم أي طرف تنازلات في هذا الشأن، نظراً لوجود قواعد وقوانين ضابطة، مرجحاً أن تلعب روسيا دوراً “إيجابياً” وسيطاً في ذلك.
البرود اللبناني
وأشار عوض إلى أن المفاوضات التي حصلت العام الفائت لم يتم استكمالها، نظراً إلى أن لبنان يتعامل مع القضية وكأنها ليست مهمة وغير واجبة الإنجاز، على حد تعبيره.
وذكر المحلل السياسي اللبناني أن الخطير في الأمر التزام لبنان بقانون “قيصر”، واتخاذه مواقف لمقاطعة سوريا ومحاصرتها، معتبراً أن السلطات اللبنانية تأتمر بأوامر السفيرة الأمريكية، التي إن أعطتهم الأمر يذهبون لمفاوضة سوريا، أو سيبقى الملف في مجال المزايدات الإعلامية.
عودة إلى الواجهة
وكلف الرئيس اللبناني ميشال عون، مؤخراً، نائب رئيس مجلس النواب الياس بو صعب، ترؤس الوفد اللبناني إلى دمشق لإجراء لقاءات مع كبار المسؤولين في سوريا، بهدف مناقشة مسألة ترسيم الحدود البحرية الشمالية بين الجانبين.
جاء ذلك بعد مكالمة أجراها عون مع الرئيس السوري بشار الأسد، تناولت ملف الحدود البحرية بين البلدين، والذي تمت مناقشته العام الفائت دون التوصل لنتائج، آنذاك.
وكشفت مصادر إعلامية، الاثنين الماضي، أنّ دمشق ألغت زيارة الوفد اللبناني التي كانت مقرّرة، الأربعاء، لبحث ملف ترسيم الحدود البحرية بين البلدين، دون تحديد موعد آخر.
وصرّح السفير السوري في لبنان علي عبد الكريم، لاحقاً، بأن هناك “لبساً” حدث في موضوع زيارة الوفد اللبناني إلى سوريا.
وأوضح عبد الكريم أنه تبلّغ من نائب رئيس مجلس النواب اللبناني بأنّ هناك تفكيراً بتشكيل وفد برئاسته لزيارة دمشق، مشيراً إلى أنّه تبلّغ الكتاب الرسمي منه في وقت متأخر.