هاشتاغ – يوسف الصايغ (بيروت)
دخل لبنان رسميا مع بداية شهر تشرين الثاني/نوفمبر الجاري في الفراغ الرئاسي والحكومي، بعد فشل كل مساعي تأليف حكومة جديدة في الساعات الأخيرة من عمر عهد الرئيس ميشال عون.
وكان الرئيس عون وقع قبل لحظات من مغادرته قصر بعبدا قرارا باعتبار حكومة الرئيس نجيب ميقاتي مستقيلة، في خطوة تعكس حجم أزمة الحكم القائمة، والتعثر الحاصل على صعيد إدارة الدولة التي تعاني أصلا من سلسلة أزمات اقتصادية واجتماعية وادارية.
واستكمل مشهد الفراغ بفشل رئيس مجلس النواب نبيه بري في عقد طاولة حوار تجمع مختلف القوى اللبنانية، من أجل البحث في كيفية الخروج من الأزمة القائمة، ومحاولة التوافق على انتخاب رئيس جديد للجمهورية بعد موقف التيار الوطني الحر والقوات اللبنانية اللذان يشكلان أكبر كتلتين مسيحيتين في البرلمان.
ويرى مراقبون لمجريات الأحداث، توجه الأزمة الحالية إلى المزيد من التصعيد، وخاصةً مع الحديث عن امكانية لجوء التيار الوطني الحر للتحرك في الشارع.
واليوم؛ ترتسم أكثر من علامة استفهام حول المشهد المقبل في لبنان، وكيفية الخروج من نفق التعطيل والفراغ.
لا بديل عن الحوار والتواصل
على ضفة التيار الوطني الحر، يشير عضو تكتل لبنان القوي النائب اسعد درغام في تصريح خاص لهاشتاغ إلى أنه لا يملك المعطيات التي دفعت بالرئيس بري لإلغاء الحوار.
وشدّد على أنه لا بديل عن الحوار والتواصل المباشر بين الكتل النيابية من أجل التوصل لانتخاب رئيس للجمهورية.
وحول موقف التيار الوطني الرافض للحوار، يشير درغام إلى أن التيار لم يعترض على مبدأ الحوار، لافتا إلى أنهم لم يتبلغوا الدعوة للحوار كي يعلنوا موقفا رافضا منه، نافيا امتلاكه أي معطيات عن خلفية موقف الرئيس بري، الذي أعلن وقف مساعي عقد طاولة الحوار.
إعادة حسابات
ويسأل درغام: “ما هو الحل أو البديل عن الحوار في ظل الوضع القائم في مجلس النواب حيث لا توجد جهة تملك أكثرية 65 نائبا تمكنها من تأمين انتخاب رئيس للجمهورية”.
وحول الرهان على موقف رئيس التيار النائب جبران باسيل وإمكانية الموافقة عل انتخاب رئيس تيار المردة سليمان فرنجية رئيسا للجمهورية، يلفت النائب درغام إلى أن الوزير باسيل أعلن موقفه بخصوص ترشيح فرنجية، وبالتالي كل فريق عليه أن يعيد حساباته.
ولفت إلى أن “لا أحد يملك الأكثرية والكل يملك حق التعطيل، والحكومة هي حكومة تصريف أعمال، وبناءً عليه يصبح من الضروري إيجاد حل أو مخرج للأزمة”.
لن نبقى أسرى الورقة البيضاء
وحول الرهان على مبادرة خارجية عربية أو أوروبية من أجل إحداث خرق جدي في جدار الأزمة، يرى عضو تكتل لبنان القوي أن الفرقاء المحليين يجب أن يقتنعوا بأن لا أحد يمكنه إيصال مشروعه إلى خواتيمه، ما يحتم على الجميع البحث عن خيارات أو بدائل أخرى، وبالتالي على الكتل النيابية التوصل إلى تسوية تقود إلى انتخاب رئيس للجمهورية.
ويؤكد درغام “نحن كتيار لن نبقى أسرى الورقة البيضاء وسيكون لنا مرشحنا في الوقت المناسب”.
مبادرة “صنع في لبنان”
بالمقابل، يشير عضو كتلة التنمية والتحرير النائب فادي علامة في تصريح لهاشتاغ إلى أن “الرئيس بري شرح الأسباب التي دفعته إلى إعلان وقف مساعيه من أجل عقد طاولة الحوار، بعد عدم تجاوب كتلتين وازنتين معنيتين بالاستحقاق الرئاسي (التيار الوطني والقوات اللبنانية).
ويشير علامة إلى أن الرئيس ربما يعمل على مبادرة تكون “صنع في لبنان” لأول مرة على مستوى استحقاق رئاسة الجمهورية”.
الداخل هو الأساس
وإذ يؤكد النائب علامة على مدى صعوبة الأمور على المستوى الداخلي، يلفت إلى أن الداخل يجب أن يكون هو الأساس في مسألة انتخاب الرئيس وليس العامل الخارجي “من الخطأ النظر إلى الخارج في الاستحقاق الرئاسي أو في أي استحقاق دستوري معين”.
ويضيف النائب علامة: “لا أعرف متى سينتبه اللبنانيون إلى هذه المسألة ويعتمدوا على أنفسهم، معربا عن أسفه لموقف الكتل الرافضة لدعوة الرئيس بري الحوارية، ومؤكدا أن البعض فهم بشكل خاطىء أن الدعوة هي للحوار بشكل مطلق، بينما كان هدف رئيس المجلس من الحوار واضحا في أن يكون محصورا بمسألة التوافق على انتخاب رئيس للجمهورية”.
مرشح توافقي
وعن تحميل فريق ثنائي حزب الله وحركة أمل وحلفائهما المسؤولية عن الفراغ الحاصل، ووضع الكرة الرئاسية في ملعبهما لجهة توافق باسيل – فرنجية، يشير النائب علامة إلى أن هناك معايير لشخص الرئيس التوافقي الذي يمكن أن يجمع اللبنانيين ولا يفرقهم بعيدا عن الدخول في لعبة التسميات، فالبحث الأساسي هو حول المرشح الرئاسي التوافقي، الذي يملك الصفات التي تجمع ولا تفرق”.