هاشتاغ _ حسن عيسى
لم تشفع عديد التغييرات التي طرأت على مجلس مدينة اللاذقية، للسكان المحليين، لألّا يقارعوا سوء بعض الخدمات الأساسية التي تتطلبها المدينة، وخصوصاً في فصل الشتاء.
المدينة التي كانت وما تزال إحدى أهم مقاصد المشاريع السياحية الحكومية خلال الفترة الأخيرة، بدت في أول هطولٍ مطري غزير وكأنها تعوم فوق بركةٍ من المياه.
مشاهد صادمة!
وشهدت شوارع اللاذقية بعد الهطول الأخير، فيضانات تسببت باختناقاتٍ حادة وشللٍ في حركة المرور.
فضلاً عن غرق عشرات المركبات، في مشهدٍ أشبه بواقع حال مدينة “البندقية”.
البعض ترك سيارته التي لم يستطع تحريكها وعاد لمنزله، والبعض الآخر جرّب إصلاح ما عجز عنه المعنيون بمحاولة فتح المطريات ومسالك المياه، وتعزيلها من الأوساخ المتراكمة.
وعلى النقيض مما حصل في دمشق قبل عدة أيام، لم يخرج أيّ مسؤولٍ معني بالمدينة ليتابع المشكلة “عن كثب”، أو يلتقط صورةً مع ركام السيارات المتجمعة، وسط صمتٍ لم تكسره أية تبريرات.
سخرية اجتماعية!
مشاهد الفيضانات كانت مادةً دسمةً لصفحات التواصل الاجتماعي، التي عبّر بعضها عن سخريته إزاء سوء خدمات التصريف الصحي، السبب الرئيس في تلك “الكارثة”، على حد تعبيرهم.
وتناولت بعض الصفحات صوراً تُظهر عدداً من الناس العالقين وسط المياه، في مشهدٍ أعاد إلى الأذهان ما عانت منهم معظم المدن السورية خلال السنوات الماضية.
الكاتب السوري عصام حسن نشر صوراً عديدة عبر صفحته على “فيسبوك”، تبرز حجم الواقعة التي عاشتها اللاذقيةً.
وعلّق عليها ساخراً: “ما أجمل أن تصبح المدينة مسبحاً”.
وبين سيل تلك الصور، أظهرت صورةٌ تداولها الكثيرون لأحد عناصر شرطة المرور بالمدينة، وهو يحمل طفلةً لينقلها إلى “الضفّة” الأخرى من الشارع، بعنوانٍ عريض: “الشرطة عندما تكون في خدمة الشعب”.
قصص “ناجين”
يقول ثائر أحد “الناجين” من تلك الفيضانات، وفق تشبيهه لـ “هاشتاغ”: “نعيش المشهد نفسه منذ أعوام، في كل مرة يقولون إنهم أصلحوا المشكلة، لكنها تتكرر باستمرار”.
“إعادة التجربة الفاشلة نفسها للحصول على نتيجةٍ مختلفة هو نوع من الحماقة”، بهذه العبارة انتقد فواز أداء المعنيين بالشأن الخدمي في اللاذقية لدى حديثه لـ “هاشتاغ”.
كما اعتبر فواز أن الأمطار الغزيرة لطالما فاجأت مجلس المدينة طوال نحو عشر سنوات>
متسائلاً عمّا كان يفعله أعضاء ذلك المجلس طيلة فترة العام قبل حلول الشتاء.
بدورها، عبّرت ميس التي تقطن في المدينة الجامعية باللاذقية لـ “هاشتاغ”، عن صدمتها مما عاشته هي وأصدقاؤها من صعوبات، لدى عودتهم لسكنهم.
وقالت: “ربما كنا بحاجة إلى قارب حتى نصل، شعرت وكأنني في مدينة البندقية، الشوارع عبارة عن أنهار والناس تتنقل بالقوارب، الوضع كان كارثي”.