هاشتاغ _ نور قاسم
يعاني السوريون هذا الشتاء، ككل شتاء، من ندرة وسائل التدفئة، وارتفاع أسعارها بما يفوث قدرة معظم العائلات إن وجدت أصلا.
ووفقا لتقدير أمين سر جمعية حماية المستهلك في دمشق وريفها عبد الرزاق حبزة فإن كل أسرة تحتاج وسطيا إلى حوالي خمسمائة ألف ليرة كمصروف على مواد التدفئة.
“أيام الدفا .. راحت”
أم محمود الستينية قالت لـ”هاشتاغ”: “أيام العز والدفا راحت” متحدثةً بنبرة حزن عما آلت إليه أحوال البلاد والعباد، من انحدار للمقدرة المعيشية لغالبية الأُسر السورية.
وتروي أم محمود إلى أنها وعائلتها يعتمدون على “المازوت” للتدفئة، وأنهم بانتظار حصتهم من الخمسين لترا لشرائها عبر البطاقة الذكية بفارغ الصبر، مع انعدام قدرتهم على شراء المادة بالسعر الحر الذي وصل إلى حوالي سبعة آلاف وخمسمائة ليرة لليتر الواحد، أي أن الـ50 لترا في السوق السوداء ستكلف أسرتها حوالي 375 ألف ليرة.
مليون ونصف المليون
أمين سر جمعية حماية المستهلك بدمشق وريفها عبد الرزاق حبزة قال في تصريح لـ”هاشتاغ” إن أكثرية العائلات لم تحصل على حصتها من المازوت بعد، وإن حاجة عائلة مؤلفة من خمسة أفراد للتدفئة طيلة فترة فصل الشتاء أي خلال الأشهر الثلاثة القادمة لا يقل عن مئتي لتر، أي حوالي مليون ونصف المليون ليرة بالسعر الحر، في ظل التقنين الجائر للكهرباء الذي ازداد بشكل كبير قبل أن يبدأ فصل الشتاء بعد بشكل فعلي.
طن الحطب بـ1,6 مليون
أما البديل بالنسبة للسوريين فهو الحطب، بحسب حبزة باعتباره الأكثر توفراً ، رغم أن الحطب سجل هو الآخر ارتفاعاً في سعر الطن منه، بحيث وصل إلى مليون وستمائة ألف ليرة بعد أن كان مليون ومئتي ألف ليرة.
ازدياد الطلب على الحطب مع حلول فصل الشتاء أدى إلى رفع سعره كالعادة. ويبين حبزة أن حاجة أسرة مؤلفة من خمسة أفراد لا تقل عن طن من الحطب طيلة فترة فصل الشتاء .
وأوضح حبزة أن الكميات التي يقدّرها لحاجة العائلات للاستهلاك، سواء لمادة المازوت أو الحطب هي وسطية، وفي المدن بحال لم يكن الطقس قارساً، أما الأرياف والأماكن الباردة فهي تحتاج إلى ضعف هذه الكمية.
لا تناسب
وأشار حبزة إلى أن “الرواتب التي يتقاضاها السوريون تصل إلى مئة وخمس وعشرين ألف ليرة كحد أعلى، وهي لا تكفي لتأمين الاحتياجات الأساسية من التدفئة وإنما تؤمن 20 بالمئة فقط للتدفئة، هذا في حال استغنى رب الأُسرة عن الطعام والشراب واللباس”، لافتا إلى أن التناسب معدوم والفارق كبير بين الدخل والمقدرة على تأمين مواد التدفئة، وفقا لحبزة.
وحسب تقديرات المسؤول عن جمعية حماية المستهلك فإنه في ظل الانقطاعات الكهربائية المتواصلة والتقنين الجائر حتى قبل حلول الشتاء، فإن استفادة الناس من التدفئة عبر الكهرباء لن تتعدى الخمسة بالمئة حسب تعبيره، متوقعاً زيادة أكبر بالتقنين في الفترات القادمة.
بدائل خطيرة
ولفت حبزة إلى أن بعض السوريين يضطرون إلى بدائل أُخرى مثل حرق الأحذية والملابس المهترئة والكوتشوك وأكياس النايلون لتأمين التدفئة لأطفالهم خلال فترات البرد القارسة بالرغم من مخاطرها وتسببها بالاختناقات والكوارث.
أما عن المدافئ التي تعتمد على الكحول أو “السبيرتو” فلم ينصح بها أمين سر جمعية حماية المستهلك “نظراً لاحتمال مخاطرها الجمّة ونتائجها الوخيمة، مشيراً إلى عدد من الحوادث التي حصلت سابقاً بسبب استخدامها بما أدى إلى احتراق بعض المنازل وحصول إصابات ووفيات.
وبيّن حبزة أن هذا النوع من المدافئ لا يتوفر فيها الأمان الصناعي، وغير حاصلة على الترخيص الصناعي، وغير صالحة للتدفئة أو حتى للطهي، كما أنها تستخدم فقط لتدفئة غرفة صغيرة ولا تعطي أي تدفئة للغرف ذات المساحات الكبيرة، محذراً من استخدامها لأمان المنزل وسكانه.