الأحد, ديسمبر 22, 2024
- إعلان -spot_img

الأكثر قراءة

الرئيسيةالواجهة الرئيسية نتيجةً لإهمال علاج الانفلونزا وغياب التدفئة.. مخاوف من تزايد الإصابات بـ"ذات الرئة"...

 نتيجةً لإهمال علاج الانفلونزا وغياب التدفئة.. مخاوف من تزايد الإصابات بـ”ذات الرئة” في سوريا

 هاشتاغ_ فلك القوتلي

عانت “أم عبد الله” من ألم في صدرها وصعوبة في التنفس، وتم تشخيص حالتها من قبل أحد الأطباء على أنها زُكام.

نُقلت السيدة عقبها إلى أحد مستشفيات حماه. ووضعت على جهاز الرزاز مدة ثلاثة أيام ثم توفيت، بعد أن أهملت صحتها، ما سبّب بتأزم وضعها وانتقال الفيروس إلى الرئتين نتيجة التدخين الزائد، ومن بعدها تبيّن إصابتها بذات الرئة.

يروي أحد أبنائها لـ”هاشتاغ” أنهم لم يكونوا على اطلاع بالسبب الرئيسي لمرضها. اعتقدوا أنها تعاني من أعراض انفلونزا موسمية زاد من حدتها أن والدتهم لم تترك التدخين.

ويعد “ذات الرئة” من الأمراض التنفسية الخطيرة. وتختلط أحياناً أعراضه مع أعراض الزكام والنزلات الصدرية الحادة خاصة في فصل الشتاء وغياب وسائل التدفئة.

“عادي لا وبائي”

يقول مدير صحة حماه، الدكتور جهاد عابورة لـ”هاشتاغ” إنّ ذات الرئة ليست مرض وبائي، وإنما عبارة عن رشح يضرب الطرق التنفسية وفي حال وجود تأخّر في العلاج يسبّب إنتانا في الرئة، ويؤكد:” يعد ذات الرئة مرض عادي في الشتاء وليس وبائي”.

وانتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي خلال الأيام القليلة الماضية أخباراً عن وجود إصابات بذات الرئة في محافظة حماه وسط سوريا، وهو ما نفاه مدير الصحة.

ويؤكد أن حالات الإصابة في المحافظة ضمن الحدود الطبيعية وعددها محدود جداً. ويقول عابوره: “نقوم بأخذ مسحات خوفاً من أن يكون كوفيد_ 19 في وحال نفي الإصابة يتم التشخيص على أنه انفلونزا موسمية أو ذات رئة تبعاً لباقي الأعراض”.

ويلفت إلى أن التعامل مع مريض الكوفيد_ 19 يكون بالعزل على عكس مريض الإنفلونزا أو الأمراض الجرثومية التي تصيب الرئة، بمعنى أن كل حالة يتم التعامل معها حسب المسبب.

ويقول أحد الأطباء في مستشفى المجتهد فضل عدم ذكر اسمه، وجود حالات قبول كثيرة للإصابات بذات رئة في العاصمة دمشق.

ويؤكد لـ”هاشتاغ” أنه من الطبيعي في هذه الفترة من كل عام أن يكون هذا المرض موجودا، خاصةً مع انعدام وسائل التدفئة لأغلب العائلات السورية، واختلاط الأعراض بين الأمراض في مثل هذه الأوقات من العام.

ويشير الطبيب إلى أنّ علاج ذات الرئة العرضي عبارة عن مسكنات وخافضات حرارة. لكن المريض الذي لديه أمراض أخرى مزمنة يصبح لديه ذات رئة انتهازية على أرضية الكريب أو الانفلونزا، وهنا تتحول ذات الرئة إلى مرض قاتل ومميت.

ماذا عن “ذات الرئة” في المدارس؟

تنتشر في مثل هذه الأوقات من كل عام أمراض يطلق عليها “أمراض الشتاء” ومنها الرشح والزكام والالتهابات الصدرية. وتكبر المخاوف من انتشارها خاصةً بين طلاب المدارس.

ومع الحديث عن انتشار ذات الرئة، أكدت مديرة الصحة المدرسية في وزارة التربية الدكتورة هتون الطواشي وفاة معلمة بذات الرئة في منطقة الكسوة بمحافظة ريف دمشق.

ونفت الطواشي لـ”هاشتاغ” وجود إصابات أو حالات وفاة أخرى حتى الآن. وتقول مديرة الصحة المدرسية، إنّ الإنتان التنفسي عند الأطفال يكون مشابه للكريب، ولا يشكل خطرا عليهم إلا إذا تم الإهمال من قبل الطفل الذي يعاني من الربو أو مشاكل قلبية؛ إذ يدخل على أثرها المستشفى لتتم المعالجة سواء بالرزاز أو بالعناية. لكنه لا يسبب الوفاة.

الرأي نفسه، يوافق عليه عضو الفريق الاستشاري الحكومي لمواجهة كورونا، الدكتور نبوغ العوا. ويقول إنّ ذات الرئة عبارة عن إصابة فيروسية تنتقل عن طريق الأنف والسعال.

ويؤكد العوا لـ”هاشتاغ” أنّ ذات الرئة عبارة عن إصابة من أحد أنواع الانفلونزا القوية يرافقها سعال جاف، وفي حال عدم معالجته يتحوّل إلى ذات الرئة.

 مرض محّير في الرقة

خلال الشهر الحالي، ازدادت نسب إصابات الأطفال في الرقة السورية بإنتانات تنفسية لم يُحدّد نوعها، حتى الآن، وأدت إلى وفاة عدد من الأطفال.

ونقلت مصادر خاصة لـ”هاشتاغ” من المحافظة الواقعة شمال سوريا أنّ العوامل الجوية في تلك المناطق، وغياب وسائل التدفئة، يُعدّان أهم أسباب زيادة الإصابة بالإنتانات التنفسية. يضاف لها غياب الوعي اللازم للتعامل مع الفيروسيات المنتشرة في مثل هذه الأوقات من العام مثل “الانفلونزا” ووسائل الكشف عن أنواعها.

وتوقّعت الأمم المتحدة الشهر الماضي أن تشهد سوريا واحداً من أقسى فصول الشتاء هذا العام، بسبب نقص الوقود والطاقة وتدهور الوضع الاجتماعي والاقتصادي.

وبدأ المرض (لم يتم تحديد اسمه حتى الآن) ينتشر الأسبوع الماضي على نطاق واسع بين الأطفال في مدينتي الطبقة والرقة، ولا سيما بين طلبة المدارس التي علقت دوامها.

وتداول أطباء في تلك المناطق تحليلات عن نوعية الفيروس المنتشر عبر مواقع التواصل الاجتماعي.

وتفيد المعلومات المتقاطعة التي حصل عليها “هاشتاغ” أنّ الأسماء المتداولة للفيروس المنتشر هي أحد نوعي الإنفلونزا A سواء كان إنفلونزا الطيور H1N1 أو إنفلونزا الخنازير H1N5.

في حين توجّه أطباء آخرين إلى اعتبار المرض المنتشر الجديد إصابات مؤكدة بذات الرئة. وتشمل الأعراض للأطفال المصابين “حرارة وسعال وضيق في التنفس وتدميع بالعينين”.

ودعا الأطباء لتحديد الفيروس المسبّب للمرض بسرعة قصوى وبشكل سريع والعمل على إيقاف العدوى، خاصةً مع عودة الإصابات بكورونا في العالم.

 ما هو ذات الرئة؟ 

يسبّب الفيروس المخلوي التنفسي “ذات الرئة” التهابات في الرئتين والمجرى التنفسي. وهو شائعٌ للغاية إلى حدِّ أن معظم الأطفال يصابون به قبل بلوغهم العامين.

ويمكن أن يصيب البالغين أيضاً. بالنسبة للبالغين والأطفال الأصحاء الأكبر سناً، فإن أعراض ذات الرئة تكون خفيفة، وعادة تشبه أعراض الزكام.

وعادةً ما تكون تدابير الرعاية الذاتية هي كل ما يلزم لتخفيف الشعور بالمرض.

ويشكو المصابون بذات الرئة من سعال رطب، وحمى تصاحبها قشعريرة، وتعب وألم صدري وضيق في التنفس، وبعض الحالات قد تترافق بأعراض هضمية مثل الألم البطني، أو الإسهال وكذلك خروج دم من الطرق التنفسية، وحدوث ضخامة عقد لمفاوية بالرقبة، وألم مفصلي والتهاب أذن وسطى، وازدياد سرعة التنفس.

وتكون الحرارة غائبة لدى الأشخاص المصابين، وفي حال عدم الكشف المبكر عن المرض يصاب المريض بالاختناق وتحدث الوفاة.

لتصلك أحدث الأخبار يمكنك متابعة قناتنا على التلغرام
مقالات ذات صلة