اعتبر علي أرغين دميرهان رئيس تحرير موقع “سينديكا” التركي الإخباري، أنه من المستحيل بالنسبة لتركيا سحب قواتها من الأراضي السورية حالياً.
ورأى دميرهان أن هذا الأمر لا يتعلق فقط بما وصفها “أحلام” الرئيس التركي رجب طيب أردوغان “التوسعية”، فهو على صلة أيضاً بالسياسة الخارجية التركية.
وقال دميرهان لموقع “العربية نت”: “لدينا أمثلة من الماضي حول صنع الاستخبارات التركية والجيش التركي، لواقعٍ جديد في الأراضي التي يحتلّانها”.
وأضاف: “مثلما حصل في قبرص وكذلك في شمال العراق وتحديداً في إقليم كردستان، وهو ما تكرر لاحقاً في سوريا”.
أعداء جدد
وذكر دميرهان أن أنقرة دعمت ما تطلق عليها “المعارضة المعتدلة” التي تتلقى رواتبها من الجانب التركي، والتي تعيش تحت حماية القوات المسلّحة التركية داخل سوريا.
وأضاف: “عندما تنسحب القوات المسلحة التركية من سوريا، الجهاديين سيعارضونها وكحلفاءٍ سابقين سيصبحون أعداء جدد لاسيما وأنهم متواجدون على الأراضي التركية والسورية على حدّ سواءٍ”.
وبحسب دميرهان، كان هجوم 13 تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي الذي استهدف شارع الاستقلال باسطنبول، علامة على ما يمكن أن تواجهه تركيا إذا انسحبت من سوريا.
تدفّق المجاهدين
واعتبر أنه على الرغم من اتهام تركيا للقوات الكردية بتنفيذ الهجوم، إلا أن الجميع يعرف أن الشبكة التي نفذت الهجوم كانت جهادية من سوريا.
وأوضح أن ذلك يعني أن المتشددين أرادوا توجيه رسالة للحكومة التركية، حول العواقب الأمنية التي يمكن أن تواجهها حال انسحاب الجيش التركي من الأراضي السورية.
وأشار دميرهان لوجود آلاف الجهاديين الأجانب على الأراضي السورية، الذين ليس لديهم مكان يمكنهم الذهاب إليه عند الانسحاب التركي من الأراضي السورية.
ورأى أن ذلك يعني أن تركيا ستكون أمام تدفقٍ هائل ليس فقط للاجئين إلى أراضيها، ولكن للجهاديين أيضاً عند انسحابها من سوريا.
أردوغان براغماتي!
ووفقاً لدميرهان، فإن الأزمة الاقتصادية وتحدّيات الحرب وضغوط الحليف الروسي، هي التي أرغمت دمشق على التفاوض مع أنقرة، لكن بالنسبة للرئيس التركي، الأمر مختلف.
وذكر أن أردوغان براغماتي وسيحاول إعادة إنتاج الحرب في سوريا مجدداً بعد المفاوضات الحالية، لاسيما وأنه يستمد قوته من الأزمات لا الحلول، بحسب تعبيره.
ولفت دميهرمان إلى أن أردوغان يستطيع تقديم الوعود دون أن ينفّذها، مثلما فعل في أستانة وسوتشي خلال المباحثات المتعلقة بالأزمة السورية.
ومن وجهة نظره، فإن المعارضة التركية، لاسيما حزب الشعب الجمهوري، عليه لعب دورٍ إيجابي في مسألة عودة العلاقات بين سوريا وتركيا.
واستبعد المحلل التركي أن يُعقد أي لقاءٍ قريب بين الرئيس السوري بشار الأسد ونظيره التركي، رغم المساعي المتواصلة بين الجانبين لعودة العلاقات.