هاشتاغ _ ديانا جبور
الدعوة لحوار وطني يستجيب لتداعيات الزلزال، أحدث الكوارث السورية، ولّد حالة من التفاؤل رغم السواد الحالك لعموم المشهد السوري.
منبع التفاؤل، أن أي حوار وطني هو مقدمة، أو ركن أساس من أركان عملية سياسية يأمل السوريون أن تجسر الهوات فيما بينهم فتخفف من التخندق والاحتقان الذي يستنزف سوريا، كإمكانات مادية وكهوية وطنية، حاضنة ورافعة.
لكن هل من عناصر ومقدمات تثبت حالة التفاؤل؟ أم أن معاول المتنفذين وقوى الأمر الواقع ستحول المشروع الوطني إلى عمق جديد لهوة نقبع فبها منذ عقد أو يزيد؟
العملية السياسية التي تأخذ سوريا إلى مستقبل أفضل وأكثر إشراقا، تعني فيما تعنيه ، الشفافية، المحاسبة، التشاركية.
فهل يصلح نموذج التعاطي مع كارثة الزلزال أنموذجا يمكن السير والقياس عليه؟
هل تمت محاسبة الفاسدين الذين أودوا بحياة غالية لإخوتنا السوريين ، وبعضهم شكل رحيله إضافة إلى الخسارة الإنسانية لأحبته، خسارة علمية ووطنية فادحة لا تعوض؟
في الشفافية : هل خرجت إلى العلن إحصائيات دقيقة عن الخسائر والمعونات وآليات توزيعها عدديا ونوعيا وجغرافيا( مازلنا استغاثات جوع وفاقة)، والكيفية التي سيتم بها التعويض على المتضررين مستقبلا؟
كم وحدة سكنية جديدة ستُبنى؟ كم منزلا سيتم ترميمه؟ عدد المواشي التي نفقت وكيف سيتم التعويض على مربيها؟.
في التشاركية: لم يستلزم الأمر أكثر من عشرة أيام، صحا خلالها الغافون والغافلون من غيبوبتهم لتبدأ محاصرة الأفراد والجمعيات الصغيرة الذين اندفعوا لانتشال إخوتهم بأقل الإمكانات وأعلى مردود.
ما عجزنا عن إنجازه على مستوى كارثة يفترض أنها تجمع ولا تفرق، هل سنستطيع إتمامه بعد أن تتجزأ الكارثة إلى مجموعة أزمات، جرت العادة أن تكون أرضا خصبة للتنازع وتقاسم المصالح.
يا لخوفي أن نكون أمام فرصة مفوتة جديدة رغم حسن النوايا بسبب فساد عشش وفرخ واستشرى وترسخ.