هاشتاغ-زياد شعبو
أخيراً سُحبت قرعة كأس أمم آسيا – قطر 2023 بعد طول انتظار، بسبب جائحة كورونا وانسحاب الصين من استضافة النسخة الثامنة عشرة ولجوء الاتحاد الآسيوي لدولة قطر لتنظيمها.
وجاء منتخبنا الوطني في المجموعة الثانية (B)، رفقة منتخبات أستراليا وأوزبكستان والهند.
سيفتتح منتخبنا مبارياته أمام أوزبكستان؛ المنافس المباشر على بطاقة التأهل الثانية، في الثالث عشر من شهر كانون الثاني/يناير، العام المقبل، ويواجه بعدها المنتخب الأسترالي في الثامن عشر من الشهر نفسه، ليختمم دور المجموعات أمام المنتخب الهندي في الثالث والعشرين من الشهر نفسه ايضاً.
كوبر يشاهد عمله ليكسب مفتاح التأهل!
من حسن الحظ انّ المنافس المباشر في أول اختبار لكوبر هو منتخب سبق وان اطلع على كواليسهِ عن قرب، فقد خاض تجربةً مع الأوزبك لم تكن ناجحة، حيث تعرض للإقالة بعد قرابة سنة من تعيينه، تعرض فيها للخسارة أمام المنتخب الفلسطيني في التصفيات المؤهلة لكأس العالم الماضي وكذلك خروجه من كأس آسيا في دور ال16 امام أستراليا.
وسيواجه مدربنا الحالي مجدداً منتخب أوزبكستان تحت قيادة السلوفيني سريكو كاتانيتش الذي يشهد استقراراً في عمله مع (الذئاب البيضاء)، ويحظى هذا المدرب بفرصة استثمارية تعزز فرصهُ بظهور قوي ومنافس في هذه النسخة، حيث يملك حلولاً جديدة سيستعين فيها من منتخب أوزبكستان للشباب الذي توج بطلاً لكأس آسيا العام الماضي.
المواجهة متقاربة بدنياً بين المنتخبين و تحتاج لاستحضار كوبر لتجربتهِ مع أوزبكستان فيشاهد نفسه مرة أخرى، ليكتشف التغييرات التي أجراها سيركو على عملهِ، فهذه المباراة تعد نظرياً مفتاح التأهل وتجاوز دور المجموعات لأول مرة في تاريخ مشاركاتنا.
أستراليا والتحضير الذهني..
لقاء ما زال يحمل في ذاكرتنا القريبة كسوريين أثاراً عاطفية كبيرة يشاركنا فيها أيضاً كوبر عندما كان يتولى تدريب أوزبكستان، حيث خرج من الدور ال16 في النسخة الماضية من البطولة بركلات الترجيح أمام أستراليا نفسها ليُقال من مهمتهِ بعدها.
لذلك ستحتاج هذه المباراة لتحضير ذهني خاص يبرز رغبتنا في المضي قُدماً في البطولة، فإذا كانت مواجهة أوزبكستان مفتاح التأهل، فإن مواجهة (الكنغر) هي الباب نحو أدوار متقدمة تتحول فيها الآثار العاطفية إلى رغبة وثقة عالية في مشوار الكأس.
الهند فخ المجموعة
في هذه المواجهة تصح عبارة “الأجسام أقرب مما تبدو في المرآة” فلا يجوز أن ننطر لهذه المباراة على أنها في المتناول، فمنتخب (النمور الزرقاء) قد يشكل فخاً لمنتخبات المجموعة وليس لمنتخبنا فقط.
حيث يعتبر المنتخب الهندي من أكثر منتخبات القارة تطوراً. وينفذ خطة وطنية كبرى لاكتشاف المواهب ووضع الكرة الهندية على خارطة كرة القدم العالمية بإشراف آرسين فينغر (مدير التطوير في الاتحاد الدولي) ويتشارك الخطة مع المدير الفني الكراوتي (ايغور ستيماتش) في هدف استراتيجي يصل حتى العام 2047.
ونجحت الهند باستضافة بطولات كبيرة مثل كأس العالم للناشئين تحت 17 عام وكأس العالم للناشئات تحت 17 عام.
وسيحمل المنتخب الهندي أدوات مصقولة بدنياً وفنياً تمارس كرة قدم تمزج بين الأكاديمية و الخبرة ولن يكون من السهل تجاوزه.
فرصة أخيرة لجيل من اللاعبين، وبنفس الوقت قد تكون فرصة كبيرة لجيل جديد كمزيج لابد أن يدار بطريقة خاصة من كوبر، فنحن أمام بطولة قارية مجمعة والتفاصيل النفسية والذهنية أصعب من تأمين متطلبات المعسكرات والوديات.