هاشتاغ-زياد شعبو
موسم كروي جديد يطوي منافساته بما حمل من منغصات اعتاد عليها الشارع الرياضي ومشكلات آخرى متجددة تضع الدوري وكرة القدم السورية أمام المرآة بما فيها من عيوب، فلا الأندية راضية ولا الجماهير راغبة ولا الحكام ولا الاتحاد ولا المدربين ولا أي تفصيل يخص اللعبة يشعر بالرضى تجاه الحالة التي آلت إليها الرياضة الشعبية الأولى في العالم .
أسوأ موسم فنياً وإدارياً
بينما يتفق الجميع على أسوأ موسم يظهر فيه الدوري المحلي، تؤكد الأرقام والأحداث التي رافقت مراحل المسابقة على هذه الخلاصة، فقد حطمت الأندية أرقاماً قياسية في عدد المدربين الذين تناوبوا على الأندية، وفي محصلة تقريبية كان العدد الإجمالي ضعف عدد الأندية في الدوري، بحصة مدربين لكل نادي، وهذه من أهم المشاكل الفجة التي أثرت على المستوى الفني للدوري بشكل عام، فالأسماء نفسها كمدربين تتم مداورتها بين الأندية، عدا عن ذلك؛ وبأهم مخرجات الدوريات في العالم التي تشبهنا فنياً أو الأعلى يكون نجاحها بإنتاج مواهب شابة تلمع في المنافسة لتكون مشروع مستقبل الكرة .
ولكن للأسباب التي ذكرت فإن هذه النسخة لم تكتفِ بانخفاض مستوى اللاعبين المعروفين، إنما أيضاً لم تشهد ولادة نجم وموهبة شابة .
يمتد الحديث ليطال كل تفصيل من النقل التلفزيوني والتسويق الإعلامي داخل الملاعب، مروراً بالتنظيم الإداري للمباريات والبلبلة والفوضى في جدول المسابقة، وصولاً إلى التأخير في تسوية أرضيات الملاعب وليس آخراً ما يتعرض له الحكام المحليين من ضغوط أثرت على سير المباريات وخلق منافسات وتجاذبات بعيدة عن الرياضة في بعض الأوقات، وجر بعضهم لميادين المحاباة بعد تركهم في “بوز المدفع” في أصعب الأوقات.
حافة الهاوية…
في السياق نفسه، يستمر انحدار التصنيف الآسيوي للدوري السوري ليصل للمرتبة 23 من أصل 47 دوري أسيوي مصنف في العام السابق، ولا نسبق تصنيفاً سوى دوريات الجزر الأسيوية كالمالديف ولاوس وماكاو والدول الآخرى التي لا تحظى فيها كرة القدم بأي شعبية تذكر.
قد يتفاجأ البعض، لكن هناك نتيجة بدأت تتبلور في الشارع الرياضي السوري ومفادها أن كرة السلة المحلية أصبحت تحظى باهتمام جماهيري وإعلامي وفني أكثر من كرة القدم، لا بل أن كرة السلة الأنثوية قد تحمل صورة أبهى وأكثر وضوحاً من كرة القدم، بينما لازال يحاول هذا الأتحاد ومن سبقه تكريس كرة القدم الأنثوية دون أي نتائج فنية وتنافسية تذكر.
هذه حالة طبيعية بعدما وصلت إليه المسابقات الكروية المحلية، وهي بالتالي تحتاج فعلاً لخطوات جريئة وكبيرة لاستدراك الكارثة أو على الأقل لإيقاف هذا الانحدار، عبر الاستقصاء عن المشاكل التي ستودي باللعبة الشعبية الأولى …
التشاركية سبيل الإنقاذ
في قائمة الحلول؛ لابد من التشاركية لأن استمرار الحال يعني خروج فئة كبيرة من المجتمع من دورة الحياة الاقتصادية في البلاد، ولهذا تبعات أخرى؛ وأقصد التشاركية بعيداً عن تصفية الحسابات وتوازنات الانتخابات والحساسيات التنافسية التي لا جدوى منها .
بات واضحاً أن المشكلة معقدة جداً، وجهود اتحاد الكرة وحدها لن تصل لبر الأمان دون تشارك الجميع في إعادة التوازن في المرحلة الأولى وصولاً للبناء الحقيقي وإعادة إعمار كرة القدم السورية .
علينا البدء من اليوم وليس غداً، فكرة القدم لعبتنا جميعاً وعلينا أن نتحمل مسؤولية ما أوصلناها إليه.