ديرالزور - عثمان الخلف
لوحظ منذ بداية العام الجاري تصاعداً في العمليات التي تستهدف تواجد قوات سوريّة الديمقراطيّة " قسد " و مواقع انتشارها في الشرق السوري ، لتتركز على منطقة الجزيرة ، تلك العمليات وضعتها " قسد " في خانة العمل الأمني الذي يُنفذه تنظيم " داعش " ، في إشارة واضحة لعودة نشاطه بشكلٍ ملحوظ في ظل المُتغيرات التي تعيشها سورية عقب سقوط نظام الأسد.
مصادر محليّة ل" هاشتاغ " أشارت لعشرات العمليات التي استهدفت نقاط الميليـ.شيا المدعومة أمريكياً رغم الجهود الأمنية المكثفة التي تنفذها قوات سوريا، مشيرةً إلى أن الثالث من أيار الجاري شهد هجوماً استهدف حاجزاً لقوات سوريا الديمقراطية في بلدة " الطيانة" ، استُخدمت فيه الأسلحة المتوسطة والخفيفة دون تسجيل أية خسائر بشرية ، تبعه بعد يومين هجوماً على موقع عسكري في بلدة " ذيبان " المُجاورة شرقي ديرالزور ، وفي نفس اليوم استهدف هجوم آخر إحدى النقاط العسكرية في بلدة " الشحيل ".
كما طال هجوم نقطة عسكرية في بلدة "الكبر" بريف ديرالزور الشمالي الغربي قُتل فيها 5 عناصر من المنتسبين الجدد من سكنة بلدة " حطلة " التي دخلتها "قسد" وبلدات مجاورة بالريف الشمالي بموجب اتفاق مع نظام الأسد قُبيل سقوطه بيومين ، في حين قضى عنصران من " قسد " باشتباكات في بلدة " البحرة " ، تزامن واستهداف أحد المحلات التجاريّة في بلدة " الحوايج " لامتناعه عن دفع الزكاة ، ناهيك عن تهديدات تعرض لها تجار واصحاب محال .
وأحصت مصادر إعلامية تتبع ل" قسد " مقتل 31 شخصاً نتيجة تلك العمليات منذ بداية العام 2025 بينهم 21 من عناصر قوات سوريا الديمقراطية ، و5 مدنيين، و5 من عناصر التنظيم ، ناهيك عن عشرات الإصابات ، وتنفيذ 12 عملية خلال أيار .
وفي الوقت الذي تربط فيه المصادر المحليّة مسؤولية جهات عشائرية عن تلك الاستهدافات ، دون الإفصاح عن ماهيتها أو الجهات الداعمة لها ، ترى أيضاً بأن الميليـ.شيا وجهت اتهامات مباشرة بمسؤولية التنظيم عن تلك العمليات كسياسة معتمدة من قبلها تهدف لإبقاء الحاجة للحضور الأمريكي الداعم لها في ظل التجاذبات الجارية مع السلطة الانتقاليّة في دمشق وانعدام التوافقات بين الطرفين ، غير أن بعض العمليات لا تُلغي مسؤولية التنظيم عنها - وفق المصادر - إذ أن استهداف محال ومحطات وقود وتهديد أصحابها تحت طائلة مطالبتهم بدفع الزكاة أمرٌ موجود ، لتخلص لحقيقة الاستثمار في تحركات " داعش " ووجوده بات أمراً بيد مختلف القوى المتصارعة بالمنطقة .
يُذكر أن وجود " قسد " لم يتعرض لتهديد حقيقي في مناطق سيطرتها إلا في الفترة مابين نهاية آب من العام 2023 إلى تشرين أول العام الفائت ، حيث شكل اعتقال " أحمد الخبيل " أبو خولة ، قائد مجلس ديرالزور العسكري ، وما تبع ذلك من مواجهات ، فرصة لنظام الأسد والإيرانيين لإطلاق تشكيل( جيش العشائر ) بقيادة كل من " إبراهيم الهفل " شيخ قبيلة " العكيدات " و " نواف راغب البشير" شيخ قبيلة " البكارة " ، والذي تمكن خلال عام من توجيه ضربات قاسية لوجودها ، مع تمكنه حينها من إسقاط قرى وبلدات واسعة وقدرات واضحة للسيطرة ، لكن دون وجود قرار بالتثبيت ، وما حال دون ذلك هو تدخل طيران التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة الأمريكية