تم النشر في: 2017-03-21 15:09:00
هاشتاغ سيريا _ خاص
لم يعد العيد كما كان منذ أن ارخت الحرب جناحها الظالم على بلد الياسمين ثمة شيء أدخل الغصة إلى القلوب ولم يعد المشهد اعتياديا كباقي مشاهد الوطن المجروح.
تتجول في شوارع دمشق اليوم وبعد ست سنوات من الحرب تجدها خالية شاحبة يسودها هدوء حذر وسط تساقط القذائف منذ الصباح الباكر وأصوات اشتباكات التي علت في شرق العاصمة .
بيوت عاصمة الياسمين اختلطت فيها المشاعر فهناك عائلات قررت الاحتفال واجتماع الأسرة لتزرع الفرح في قلب الأمهات وتقديم الهدايا وتقبيل يد السيدة القوية الواثقة الحازمة، أم الرجال وأخت الرجال التي تنتظر عودة ابنها المرابط على جبهات العاصمة .
وإن طرقت أبواب منزل آخر وجدت الحزن عنوانه وقد اكتفى أبناؤه بقبلة على جبين أمهم التي جفت دموعها على ابنها الشهيد ، ورغم حزنها لكنها لاتزال صابرة .
منزل آخر مر عليه العيد مرور الكرام فأي عيد سيمر على أمهات المفقودين والمخطوفين اللواتي لم تجف دمعتهن وهن ينتظرن عودة أبنائهن ، وأي كلام يداوي جروحهن ويطفئ النار في قلوبهم المنتظرة بلهفة .
بيوت أخرى احتفلت بصمت خوفاً من أن يوجعوا قلوب الأيتام والثكالى .
حراس البلاد مازالوا يقاتلون على الجبهات بعيداً عن أمهاتهن اللواتي ينتظرن عودتهن بفارغ الصبر ويتتبعن أخبارهن ويحبسن الأنفاس بين كل خبر يتحدث عن هجوم هنا وحصار منطقة هناك .