وقعت الهيئة العامة للمنافذ البحرية والبرية في سوريا يوم 15 أيار/ مايو 2025م مذكرة تفاهم بقيمة 800 مليون دولار مع شركة "موانئ دبي العالمية"، ستطور الشركة الإماراتية بموجبها محطة حاويات متعددة الأغراض وتشغلها في ميناء طرطوس.
تتضمن مذكرة التفاهم استثماراً شاملاً في تطوير وإدارة وتشغيل محطة متعددة الأغراض في ميناء طرطوس، بهدف رفع كفاءة الميناء وزيادة طاقته التشغيلية، وفق بيان صادر عن "الهيئة العامة للمنافذ البرية والبحرية السورية".
كما اتفق الجانبان على التعاون في تأسيس مناطق صناعية ومناطق حرة، إضافة إلى موانئ جافة ومحطات عبور للبضائع في عدد من المناطق الاستراتيجية داخل سوريا.
الشركة المستثمرة
شركة موانئ دبي هي شركة عالمية لدعم وتطوير الأعمال والخدمات اللوجستية بعمليات تشمل الموانئ والمحطات والمجمعات الصناعية والخدمات اللوجستية والمناطق الاقتصادية والخدمات البحرية والمراسي.
تأسست موانئ دبي العالمية في العام 2005م، وتضم حالياً 82 محطة بحرية وبرية في 40 دولة، وتدير الشركة قرابة 70 مليون حاوية على متن 70 ألف سفينة سنوياً، وهذا يمثل نحو 10% من حركة الحاويات العالمية.
ثاني أكبر صفقة
تعد هذه الصفقة الكبرى التي تبرمها الحكومة السورية الجديدة، وتأتي بعد إعلان شركة "CMA CGM" الفرنسية، ثالث أكبر شركة شحن حاويات عبر البحر في العالم، أنها ستتولى تطوير وتشغيل ميناء اللاذقية بقيمة 230 مليون يورو، بعد توقيعها عقداً مع الهيئة العامة للمنافذ البرية والبحرية.
إنهاء السيطرة الروسية
في شهر كانون الثاني/يناير 2025م أنهت السلطات السورية الجديدة عقد استثمار متعلق بإدارة ميناء طرطوس كانت مدته 45 عاماً، تم إبرامه مع شركة "ستروي ترانس غاز" الروسية في عام 2019م، وكان العقد ينص على أن الجانب الروسي سيدير الميناء في تلك الفترة، ويستثمر أكثر من 500 مليون دولار في تحديثه.
وبموجب عقد الاستثمار مع روسيا ستبلغ إيرادات الخزينة السورية السنوية من العقد 84 مليون دولار، وهذا يمثّل 25% من إيرادات المرفأ الكلية، وهذا يعني أنّ هذه الإيرادات تبلغ أكثر من 320 مليون دولار سنوياً، حصة الشركة الروسية منها ستزيد على 230 مليون دولار سنوياً، أي أنها ستكون قد استعادت ما أنفقته في غضون سنتين أو ثلاث سنوات من العمل فقط.
علاقة رفع العقوبات بالصفقة
لم يكن للإمارات العربية المتحدة أن توقع مذكرة التفاهم لاستثمار مرفأ طرطوس لولا أن الإدارة الأمريكية قد بدأت بتعليق العقوبات الاقتصادية على سوريا مع إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترمب ذلك التعليق يوم 13/أيار/2025م، وهذا يدل على أن عملية تعليق العقوبات ستمضي قدماً في اتجاهها، وهذا دفع الحكومة الإماراتية إلى اتخاذ تلك الخطوة.
ماذا نعرف عن مرفأ طرطوس؟
أُحدثت الشركة العامة لمرفأ طرطوس بموجب المرسوم التشريعي رقم 314 لعام 1969م، الذي حدد نشاطه في استثمار المرفأ وما ينشأ فيه من أحواض مائية وأرصفة ومخازن ومستودعات وقاعات بيع ومنافع، وما يُؤمن من خدمات للسفن والركاب والبضائع، وتمارس الشركة عملها وفق أحكام القانون رقم 2 لعام 2005م.
من صمم مرفأ طرطوس؟
صممت المرفأ شركة "كامب ساكس" الدانمراكية المتخصصة بتصميم المرافئ، وبدأت بناؤه في 1/5/1960 مجموعة شركات عربية وأجنبية، فجاء وفق أحدث التصاميم التي تلبي حاجة خدمة البواخر في التحميل، والتفريغ، والتخزين، وتم إكمال المرحلة الأساسية في عام 1966م، وتم بدء استثماره استثماراً محدوداً منذ 5/7/1966، إذ إنه كان عبارة عن رصيف واحد بطول 500م مع عدد محدود من الآليات والمستودعات والساحات الترابية.
ميزات المرفأ
يمتلك المرفأ ميزات فنية ليكون من المرافئ العالمية المتطورة؛ إذ إنه يشغل مساحة 3 ملايين متر مربع، تتمثل في:
-المساحة البحرية (1.2 مليون متر مربع).
-مساحة الساحات والأرصفة والمستودعات والطرق والمباني (1.8 مليون متر مربع).
-عرض قناة الدخول 200م وعمقها 14.5 متراً.
-طول المكسر الرئيسي 2650 متراً.
-طول المكسر الثانوي 1620 متراً.
