أطلقت منظمة "كيدز رايتس" لحقوق الطفل تحذيرًا عالميًا من تفاقم أزمة الصحة النفسية عند الأطفال والمراهقين، ووصفت الوضع بأنه "بلغ نقطة حرجة" بسبب التوسع غير المنضبط لوسائل التواصل الاجتماعي.
جاء ذلك في تقرير جديد أُصدر أمس الأربعاء بالتعاون مع جامعة "إيراسموس" في روتردام، سلط الضوء على تدهور الصحة النفسية للأطفال في مختلف أنحاء العالم، وسط غياب استجابات فعالة وشاملة من الحكومات والمؤسسات.
أرقام مقلقة عالميًا
كشفت البحوث أن أكثر من 14% من المراهقين الذين تتراوح أعمارهم بين 10 و19 عامًا يعانون مشكلات نفسية مزمنة أو حادة، تشمل القلق، الاكتئاب، اضطرابات الأكل والسلوك، والشعور بالوحدة المزمنة.
كما بيّن التقرير أن معدل الانتحار العالمي في الفئة العمرية من 15 إلى 19 عامًا بلغ 6 حالات لكل 100 ألف شاب/شابة، ليصبح أحد الأسباب الرئيسية للوفاة في هذه المرحلة العمرية الحساسة.
"جرس إنذار لا يمكن تجاهله"
في بيان رسمي، قال مؤسس ورئيس المنظمة، مارك دولارت، "تقرير هذا العام هو جرس إنذار لا يمكننا تجاهله بعد الآن. لقد وصلت أزمة الصحة النفسية و/أو الرفاه لأطفالنا إلى نقطة تحول، تفاقمت بسبب التوسع غير المنضبط لمنصات التواصل الاجتماعي، التي تعطي الأولوية للتفاعل على سلامة الأطفال".
وأضاف دولارت أن المنصات الرقمية تُشكّل بيئة يومية مليئة بالضغوط النفسية، من المقارنات الاجتماعية المستمرة إلى التنمر الرقمي والإفراط في استخدام الشاشات، وهذا يضرّ بتطور الطفل النفسي والعاطفي.
وسائل التواصل في قفص الاتهام
بحسب التقرير، تبيّن أن الإفراط في استخدام الأطفال والمراهقين وسائل التواصل يربط ربطاً وثيقاً بزيادة نسب:
- العزلة الاجتماعية وضعف مهارات التواصل الواقعي.
- انخفاض احترام الذات وارتفاع معدلات الاكتئاب.
- اضطرابات النوم ونمط الحياة غير الصحي.
- التعرض المستمر للتنمر والمضامين الضارة.
ويحذر خبراء المنظمة من أن كثيرًا من المنصات الرقمية "صُممت لتحفيز الإدمان على الاستخدام"، من دون مراعاة كافية للأثر النفسي بعيد الأمد في فئة عمرية هشة.
دعوة عالمية للتحرك
في ضوء هذه النتائج، دعت منظمة "كيدز رايتس" إلى:
- تطوير تشريعات لحماية الأطفال رقميًا.
- فرض قيود على خوارزميات التفاعل التي تُغذي المحتوى المثير والمحفوف بالمخاطر.
- دمج خدمات الصحة النفسية في المدارس والمؤسسات التربوية.
- توفير موارد ودعم نفسي مخصص للمراهقين وأسرهم.
وبينما تتزايد الدعوات للحد من تأثير وسائل التواصل، يلفت التقرير الانتباه إلى أن صحة الأطفال النفسية لم تُمنح بعد الأولوية المناسبة على الأجندات العالمية، على الرغم من كونها ركيزة أساسية لمستقبل المجتمعات.