استضاف استديو "هاشتاغ"، الفنان السوري جمال سليمان عبر "تاغ مع أمجد" في لقاء، ناقش قلة حضوره الإعلامي وهل استغنى عن الظهور عبر الوسائل الإعلامية التقليدية من خلال التعبير عن أفكاره بالبث المباشر عبر وسائل التواصل الاجتماعي، كما تناول اللقاء آخر التطورات على الساحة السورية، بعد سقوط نظام الأسد ومتطلبات الفترة القادمة، بالإضافة إلى هواجس المواطن السوري.
برر الفنان جمال سليمان قلة حضوره الإعلامي ولقاءاته، قائلا: "هذا شيء طبيعي.. يعني من غير المنطق إنك تكون دائما على الوسائل الإعلامية"، موضحا: "أنا مالي معلق ولا لي محلل سياسي ومالي خبير استراتيجي وما لي ناقد فني بنفس الوقت لاطلع كل شوي علق على الفن وعلى الأعمال وعلى المسلسلات".
الكذب أحسن من نصف الحقيقه.. نصف الحقيقه بتخدع
"الحكي مو بكتره"
واسترسل: "أنا ما بطلع بالإعلام غير لما ببقى حاسس انه أنا حابب احكي يعني ... أحيانا بمر بمراحل فترات بحس انه ما خرج احكي مو وقت الحكي أنا غير جاهز لأني قول شيء.. يعني نفسيا مالي جاهز ما عندي أراء واضحه أعبر عنها". وتابع الفنان جمال سليمان: "الحكي مو بكتره.. الحكي بقيمته"،
وأوضح: "النقطه الثانيه كمان أنا بتحرج صرت اطلع يعني ما عم ألاقي نفسي بكثير من البرامج" موضحا: "لأنه لما احكي بموضوع أنا من النوع اللي بعرف نفسي انه لما بفوت ببقى ما احكي بشغله فأنا بسترسل كثير".
كما أبدى استيائه من أسلوب المعدّين والعاملين خلف الكواليس الذين يركزون على الإيقاع خلال الحوار أو اللقاء، موضحا: "أنا ما بدي اخضع لهذا (الشر) لأن بيبقى في فكرة بحس انه عندي مسؤوليه أوصلها للناس لحتى الناس تفهمها لأنه احيانا نصف الحقيقه أسوأ من الكذب".
وأضاف: "الكذب أحسن من نصف الحقيقه.. نصف الحقيقه بتخدع أما إذا واحد كذب في ناس رح تشتري الكذبه"، وبيّن: "عندما تقول نصف الحقيقه فأنت بتحير اللي بحب الكذب وبتحير اللي بحب الحقيقه.. فممكن تأويلها بطرق مختلفه".
وبينما عبّر عن ارتياحه في اللقاءات الفنية، اشتكى جمال سليمان من عدم دراية بعض المحاورين بالموضوع الذي يتناوله اللقاء وبالضيف الذي يستضيفونه وتوجهاته في اللقاءات السياسية. واستدرك: "تلاقي حالك مظلوم بأسئلة غريبه.. فبتقعد فتره اللقاء كلياتها وأنت عم تحاول إنك تعدل مسار اللقاء.. حتى يصير لقاء منطقي.. لأنه هي الأسئلة لازم تنسل لشخص اخر مو الك لأنه بس هو ما بيعرفك أو الاعداد ما بيعرفك".
معظم السوريين تعبوا من الخوف... بدهم سوريا بلا خوف
"سوريا بلا خوف"
بالشأن السوري، كشف جمال سليمان عن هويته الوطنية، موضحا أنه ينتمي إلى "الاكثرية السورية"، التي تريد سوريا وطن موحد لجميع السوريين تحترمهم جميعا، بصرف النظر عن طائفتهم ومنبتهم العرقي وأن يكونوا متساوين أمام القانون في الحقوق والواجبات ومشاركين في صنع القرار.
وأوضح: "من حقنا إبداء الرأي.. من حقنا المساهمة في صناعه مستقبلنا والقرارات المتعلقه به.. فأنا هذا الشيء ما تغير عندي.. المفترض انه ما لازم يتغير لأنه هي أشياء يعني متفق عليها".
وجوابا على سؤال حول رغبته بالترشح لرئاسة الجمهورية، قال سليمان، إنه " من حق كل سوري وسورية يرشحوا أنفسهم لأي منصب سواء رئيس جمهوريه أو رئيس وزراء أو رئيس برلمان"، وتابع: من حق كل سوري الطموح لأن يكون رياضي شهير.. فنان شهير... مهندس عظيم... الخ".
وأشار إلى أنه "عند تم القضاء على التجربه الديمقراطيه الوليده في سوريا صار محرّم على السوري أن يطمح في أن يحتوي منصب سياسي"، مشيرا إلى أن الأمه اللي ما فيها هذا الحراك لا خير فيها لأنه بتصفي المناصب السياسيه محتكرة".
وأوضح سليمان أن الاستبداد هو عدم إتاحة الفرصة أمام للناس كي تتنافس تحت سقف القانون بشكل ديمقراطي وفقا لكفاءتها.
وتطرّق سليمان إلى أسباب قيام "الثورة السورية" مشيرا إلى أنها "قامت من أجل ذلك.. نعم هذه الثورة قامت لأن حقوق الشعب السوري بكل أطيافه مهضومة حتى اللي صمت هو جزء من الثورة حتى اللي كان صامت أنا بعتبره جزء من الثورة"، موضحا أن الكثيرين ابتعدوا عن الحراك ولم يقفوا ضد نظام الأسد نتيجة أوضاعهم المعيشية وظروف حياتهم، ولكنهم كانوا متعاطفين مع الثورة، وشدد على أن من وقف ضد الثورة هو فقط "الشبيح" الذي قاتل بجانب النظام المخلوع.
وبالنسبة للذين لم يقاتلوا إلى جانب النظام المخلوع، شدد جمال سليمان على ضرورة التأكيد على حقوقهم في المواطنة وخلق المناخ المناسب لمشاركتهم بصنع القرار وصناعة المصير كمواطنين سوريين وجزء من الوطن والمجتمع.
وأشار سليمان إلى أن مستقبل سوريا لا يزال مجهولا لمعظم الشعب السوري، متمنيا "يكون بكره هو الأفضل وجامع لكل السوريين ويكون في فرصه لكل السوريين بمختلف أطيافهم الدينيه والاجتماعيه والمذهبيه والعرقيه والسياسيه".
وتمنى سليمان أن يساهم السوريون بإعادة الهويه الوطنيه السوريه التي تعرضت إلى تشويه كبير جدا، وأن يساهموا بإنشاء نظام سياسي وتتاح لهم الفرصه لبناء بلدهم بالشكل الذي يحقق السعادة والاستقرار والسلام.
وختم جمال سليمان اللقاء بالإشارة إلى أن 80% من السوريين يسعون إلى تحقيق المواطنة وأن تسود أجواء المحبة، بعيدا عن جرائم القتل والسرقة والنهب والتسلط، وأشار إلى أن معظم السوريين "تعبوا من الخوف... بدهم سوريا بلا خوف".