تتصاعد التوترات بين “إسرائيل” وإيران إلى مستويات غير مسبوقة، مع استعداد الطرفين لمواجهة عسكرية مباشرة.
وأعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن حكومته مستعدة لمواجهة “كل التهديدات الإيرانية”، مشيراً إلى أن طهران تقف وراء الضربات التي تتعرض لها “إسرائيل” من عدة جبهات، بما في ذلك غزة، لبنان، اليمن، سوريا، والعراق.
وفي خطاب تصعيدي، أكد نتنياهو مضيه في تنفيذ تعهداته بتغيير موازين القوى في الجبهة الشمالية، مشيراً إلى أن هذا هو ما تقوم به “إسرائيل” الآن.
هجوم واسع النطاق
وفقاً لما نقلته هيئة البث الإسرائيلية السبت، قررت الحكومة الإسرائيلية شن هجوم وصفته بـ “القوي والكبير” على إيران، مؤكدة أن الاستعدادات لهذه الضربة تجري بالتنسيق مع الولايات المتحدة.
وأوضحت المصادر أن الجيش الإسرائيلي رفع حالة التأهب في جميع الجبهات، مستعداً للرد على الهجوم الإيراني الذي استهدف “إسرائيل” في وقت سابق.
في تصريحاته، قال نتنياهو: “تعرضنا لأكبر هجوم في التاريخ، ولا يمكن لأي دولة أن تقبل ذلك، ولهذا سنرد”. واتهم إيران بشن هجومين بمئات الصواريخ الباليستية، مؤكداً أن “إسرائيل” لن تقبل بهذه الهجمات المتكررة.
جميع الخيارات مطروحة
نقلت هيئة البث الإسرائيلية عن مسؤولين أمنيين قولهم إن جميع الخيارات متاحة فيما يتعلق بالرد على إيران.
وأوضحوا أن الرد قد يتضمن هجمات مباشرة على طهران أو استهداف مصالحها الإقليمية في الشرق الأوسط. من جانبها، أكدت صحيفة “يسرائيل هيوم” أن “إسرائيل” الآن في مواجهة مباشرة مع إيران، وأن حالة التأهب القصوى تشمل جميع الجبهات.
وبحسب الجيش الإسرائيلي، فإن الرد على إيران قد لا يكون كافيًا لمنع هجوم إيراني آخر، لكنه سيحقق “الردع” اللازم.
كما يتوقع الجيش الإسرائيلي تعاونًا دوليًا يضفي شرعية على أي رد تقوم به “إسرائيل” ضد طهران.
تصريحات الجيش الإسرائيلي
في مؤتمر صحفي، صرح المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي دانيال هاغاري أن “الرد الإسرائيلي سيأتي في الوقت الذي تراه إسرائيل مناسباً”.
وأكد هاغاري أن الهجوم الصاروخي الإيراني استهدف قاعدتين جويتين، لكنه شدد على أن القوات الجوية الإسرائيلية لا تزال تعمل بكامل طاقتها رغم الهجمات.
من جانبه، صرح الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ بأن إيران ووكلاءها يمثلون “تهديداً دائماً لإسرائيل”، وذلك بعد تأكيد الجيش الإسرائيلي أنه يُعدّ لرد على الهجوم الإيراني.
تحركات عسكرية أميركية
في ظل هذه التصاعدات، وصل قائد القيادة الوسطى الأميركية إلى “إسرائيل” لتنسيق الجهود العسكرية، وسط استعدادات الجيش الإسرائيلي للهجوم المتوقع على إيران خلال الأيام القليلة المقبلة.
وتأتي هذه الزيارة في إطار تعزيز التعاون بين “إسرائيل” والولايات المتحدة في مواجهة التهديدات الإيرانية.
التهديد الإيراني بالرد
في المقابل، حذرت إيران من أنها سترد على أي هجوم إسرائيلي.
وأكد وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، خلال زيارته إلى دمشق، أن “لكل عمل رد فعل متناسب ومماثل من إيران، وربما أقوى”.
وأضاف أن إيران سترد بقوة على أي ضربة إسرائيلية، مشيرًا إلى أن “القضية الأكثر أهمية اليوم هي وقف إطلاق النار، خاصة في لبنان وغزة”.
إيران توعدت بأنها سترد بضرب “البنية التحتية لإسرائيل بشكل واسع وشامل” إذا ردت على هجومها الصاروخي الذي شنته يوم الثلاثاء الماضي.
الهجوم الإيراني جاء انتقامًا لمقتل إسماعيل هنية، رئيس المكتب السياسي لحركة “حماس”، في طهران يوم 31 تموز/ يوليو الماضي، وأيضاً لاغتيال الأمين العام لحزب الله اللبناني حسن نصر الله في غارة إسرائيلية يوم 27 أيلول/ الماضي.
تصاعد التوترات
في خضم هذا التوتر، شنت طهران هجوماً صاروخيًا واسعًا على “إسرائيل” يوم الثلاثاء الماضي، وهو ما اعتبرته رداً على مقتل قادة بارزين في حماس وحزب الله.
الهجوم الإيراني استخدم مئات الصواريخ الباليستية، واستهدف قواعد عسكرية ومنشآت حيوية في “إسرائيل”، ما دفع تل أبيب إلى الاستعداد لتوجيه ضربة انتقامية واسعة النطاق.