يبدو أن مراكز البيانات في طريقها لعكس الاتجاه والتحول من مستهلك إلى منتج للطاقة.
ووفق موقع “ديجيتال إنفورميشن وورلد” المعني بشؤون التقنية، فإن العديد من الحكومات الأوروبية وعمالقة التكنولوجيا تبحث في الوقت الحالي إعادة تدوير الحرارة المفرطة الناتجة عن مراكز البيانات في تدفئة المنازل بالتزامن مع قطع روسيا الغاز عن 13 دولة أوروبية كلياً أو جزئياً.
وذكر الموقع أن القارة العجوز تعد بالفعل موطناً للعديد من مراكز البيانات التي يديرها عمالقة التكنولوجيا في جميع المجالات، وتستهلك هذه المراكز كميات هائلة من الطاقة للحفاظ على برودة أجهزة الكمبيوتر مثل الخوادم الخاصة بهم “عن طريق وحدات التكييف أو أبراج التبريد، بل وحتى المياه”.
وذكر الموقع أن هذا يعني أن الكثير من الحرارة التي تنتجها هذه المراكز تذهب سدى في نهاية المطاف. لكن في الوقت الحالي، بدأ بعض عمالقة التكنولوجيا في استخدام مراكز البيانات لإنتاج الكثير من الحرارة لإبقاء المنازل وبعض المباني مريحة قدر الإمكان.
كما تتصدّر قائمة الشركات التكنولوجية الكبيرة في هذا الصدد، شركة “ميتا” التي تقوم من فترة بالفعل بتحويل الحرارة الزائدة المتولدة من مركز بياناتها المسمى “Odense” في الدنمارك لتدفئة المنازل المحيطة.
وبينما تأمل “ميتا” في توليد حرارة تجعل 11,000 منزل أكثر دفئاً بحلول العام المقبل.. فإن عمالقة التكنولوجيا مثل “أمازون” و”أبل” و”مايكروسوفت” يسيرون على نفس الخطى وقد بدؤوا في التخطيط لإجراءات مماثلة.
وبالمثل، هناك ألفابت المالكة لمحرك البحث الأشهر في العالم “غوغل”، والتي قدمت التزامات مماثلة من خلال هذه الفرص.
كذلك لفت الموقع إلى أنّ ما يقرب من 10 مراكز بيانات مملوكة للهولنديين مرتبطة بأنظمة تدفئة.. يمكن أن ينتهي بها الأمر إلى توليد المزيد من الحرارة للمنازل الموجودة في المنطقة المجاورة.
كما أضاف الموقع أنه بخلاف تدفئة المنازل، فإن إعادة تدوير الحرارة الزائدة من مراكز البيانات. يقلل الطلب على الوقود الأحفوري “النفط والغاز” الذي يستخدم عادة لتدفئة المنازل في جميع أنحاء أوروبا.
وإضافة لتدفئة المنازل، يتم استخدام العديد من مراكز البيانات لتسخين الصوبات الزراعية. التي تمكّن المزارعين من ضبط المحاصيل لموسم الحصاد على مدار العام.