هاشتاغ – أيهم أسد
يعتبر مكعب “الروبك” الثلاثي الأبعاد الذي وضعه أستاذ العمارة المجري “إرنو روبيك” عام 1974 أحد الألغاز الميكانيكية القابلة للحل في نهاية المطاف وذلك عندما يصبح لون كل وجه من وجوه المكعب ذاته، أي عندما تصبح القطع التسعة المكونة لأسطح المكعب بذات اللون.
وباستخدام التدريب المستمر وتطوير المهارات المستمر والتصميم والصبر يمكن لأي شخص في نهاية المطاف أن يقوم بحل لغز المكعب، أي بتوحيد لون أسطح المكعب.
هل يمكن لنا إسقاط لغز مكعب “الروبك” على الاقتصاد؟
بالطبع يمكن لنا فعل ذلك، ويمكن لنا تشبيه الأجزاء التسعة من على كل سطح من أسطح المكعب بأحد الموارد الاقتصادية الموجودة في الاقتصاد، وبالتالي فإن الموارد موزعة على السطح الاقتصادي بعشوائية وعدم تجانس أو أنها أصبحت بذلك الشكل نتيجة لحدث معين وما تحتاجه هو إعادة ترتيب لتظهر بشكلها المترابط؟
أي أن ما يحتاجه أي اقتصاد هو حل لغز الموارد الموجودة فيه ومعنى ذلك أنه يحتاج لتنظيم واستغلال وإدارة تلك الموارد.
وهنا نواجه حالتين اثنتين:
الحالة الأولى: وجود يد ما تمسك بالمكعب – الاقتصاد لكنها تستمر في خربطة أجزاءه وإعادة خلط ألوانه وبالتالي هي تحاول بعثرة الموارد أكثر.
الحالة الثانية: وجود يد ما تمسك بالمكعب – الاقتصاد من أجل أن تقوم بترتيبه مجدداً وتوحيد ألوان أسطحه، وبالتالي هي يد تحاول تنظيم الموارد الاقتصادية المبعثرة.
يشبه الاقتصاد السوري اليوم مكعب “الروبك” تماماً، هو اقتصاد رغم كل ما مر عليه من ظروف ونكبات وأزمات مازال يملك من الموارد الكثير لكن في الوقت ذاته فإن مشكلاته ما زالت تتعقد بشكل كبير أيضاً، أي أن أوجه المكعب/الموارد فيه مازالت متناثرة وعشوائية وفوضوية.
إنه لغز الموارد في الاقتصاد السوري…
فلو نظرنا إلى الأسطح المختلفة المكونة للمكعب والتي يمكن مماثلتها بالجغرافية السورية لوجدنا أن كل حيز جغرافي فيه موارد متنوعة ومختلفة الألوان، لكن ما ينقصها حرفياً هو يد “الإدارة”، أي تلك اليد التي من واجبها إعادة ترتيب ألوان الأوجه، أي إعادة تفعيل موارد الجغرافية السورية وترتيبها وتنظمها.
وكتحصيل حاصل فإن تلك اليد تحتاج إلى العمل بمثابرة وبجد وبرؤيا إن رغبت في حل لغز الموارد، أي أنها تحتاج إلى تخطيط وسياسات وتشبيك وتنفيذ.
وبفعل ذلك على مساحة الجغرافية السورية كلها نكون قد فككنا لغز “الروبك” السوري.
ما زال مكعب “روبك” الاقتصاد السوري حتى الآن في شكله اللامتجانس… وما زلنا ننتظر ذلك التجانس الذي طال أمده.