اجتمع ما يسمى زعيم “جبهة النصرة” “أبو محمد الجولاني” بعدد من أهالي ريف حلب الشمالي والغربي الأسبوع الماضي.
ونقل موقع “العربي الجديد” أمس عن مصدر وصفه بـ”المطلع” قوله إن اللقاء تم في السادس من الشهر الجاري بالقرب من معبر “باب الهوى” الحدودي مع تركيا.
وبحسب المصدر فقد دعا الجولاني إلى أن يكون هناك سلطة واحدة في الشمال السوري، لافتاً إلى وجود فارق في الأوضاع بين إدلب ومناطق سيطرة الفصائل المدعومة تركياً في الشمال، معتبراً أن تلك المناطق تعاني من الفوضى الأمنية بسبب تعدد القوى المسيطرة عليها.
وزعم الجولاني أن أهالي مناطق الشمال يطالبون “النصرة” بالدخول إلى مناطقهم بدلاً من الفصائل المدعومة تركياً، وقال أن “النصرة” مستعدة للتوحد مع الفصائل لخلق ما سمّاها بالحالة الاندماجية الواحدة على حد تعبيره.
وبدا حديث “الجولاني” وكأنه تلميح لإمكانية تمدد “النصرة” شمالاً على حساب الفصائل المدعومة تركياً، في مسعى للتفرد بحكم مناطق ريف حلب الشمالي على غرار ما فعلت “النصرة” في إدلب حين أنهت تدريجياً نفوذ الفصائل الأخرى.
هذا، وكشفت مصادر لـ”الوطن” أن الجولاني أصبح في الآونة الأخيرة يعلن صراحة إلى جلّاسه أن لديه رغبة، بل بات يعمل، لتعميم تجربته في “حكم” إدلب، بجناحيه العسكري والسياسي المتمثل بما تسمى “حكومة الإنقاذ”، إلى مناطق حلب التي تسيطر عليها المجموعات الممولة من النظام التركي من عفرين إلى إعزاز وصولاً إلى جرابلس والباب.
وأشارت المصادر إلى أن الجولاني بات يعتقد أنه صار مقبولاً لدى الدوائر الغربية بعد محاولات تعويمه الحثيثة والمتكررة من النظام التركي، على الرغم من أنه ما زال مدرجاً مع تنظيمه على قائمة الإرهاب الأممية ومع أن الإدارة الأميركية الجديدة ما زالت ترفض إزالته من القائمة.
وروت المصادر عن متزعم الفرع السوري لـ”القاعدة” في أحد لقاءاته مع “ناشطين” محليين أن النظام التركي لا يمانع بتوسيع دائرة “حكمه” من إدلب إلى المناطق التي يحتلها النظام التركي في حلب، بدءاً من عفرين، ولذلك، بدأ بنسج خيوط العلاقات اللازمة لذلك منذ فترة ليست بالقصيرة.
ونوهت إلى أن هيمنة الجولاني على عفرين يمنح “النصرة” موارد مالية كبيرة، يساعدها على ذلك سيطرتها على “معبر الغزاوية” الذي يربط إدلب وريف حلب الغربي بعفرين وبقية المناطق المحتلة في ريفي حلب الشمالي والشمالي الشرقي.
ولفتت إلى أن النظام التركي قد يمنح الجولاني و”النصرة” “جائزة ترضية” بالسيطرة على عفرين مقابل الانسحاب من محيط M4 بعد تعثر جهود وضعه في الخدمة لأكثر من عام ونصف العام.
وقالت المصادر: خلال الأشهر الأخيرة توسطت مجموعات “الشعيطات” التي يقاتل إرهابيوها تحت إمرة الجولاني في إدلب وتحت راية “تحرير الشام”، لإقامة تحالف مع الإرهابي محمد الجاسم الملقب بـ”أبو عمشة” وهو متزعم ميليشيات “السلطان سليمان شاه” أو ما يعرف بـ”العمشات”.
وأضافت: نجحت الجهود وعن طريق “شرعيي و”أمنيي النصرة”، مثل “أبو ماريا القحطاني” و”مظهر الويسي” اللذين قاما بجولات مكوكية بين الطرفين، في نسج علاقة مصالح على مستوى عال بين الفريقين قد تتكلل قريباً باتخاذ قرار بدخول الجولاني على خط توطيد نفوذه في عفرين.