نشرت وكالة “بلومبرغ” تقريراً مطولاً عن السعودية، مقارنةً إياها بالصين في مجال الاستثمار والنمو الاقتصادي.
وأوضح التقرير كيف أن السعودية أصبحت مغناطيساً لرجال الأعمال والمستشارين الماليين والمستثمرين الأجانب، الذين يبحثون عن فرص جديدة في أكبر سوق ناشئة في الشرق الأوسط.
وبحسب التقرير، فإن السعودية تشهد تحولاً تاريخياً في اقتصادها، بفضل خطة ولي العهد محمد بن سلمان. التي تهدف إلى تنويع مصادر الدخل والحد من الاعتماد على النفط.
وتتضمن الخطة مشاريع ضخمة في مجالات الطاقة والسياحة والترفيه والتكنولوجيا والصحة والتجارة، بتكلفة تتجاوز عدة تريليونات من الدولارات.
وقال التقرير إن الرياض أصبحت مدينة حيوية ومزدهرة، تضج بالنشاط والحركة.. حيث يمكن رؤية مجموعات من المستشارين الماليين الذين يرتدون البدلات الغربية في فنادقها الفخمة.
وفي الآونة الأخيرة، انضم إليهم عدد متزايد من المستثمرين الأجانب، الذين يريدون الاستفادة من الفرص الواعدة في السوق السعودية.
كما أشار التقرير إلى أن السعودية، التي انضمت إلى مؤشر MSCI للأسواق الناشئة في عام 2019.. لم تلفت الانتباه بعد كما تستحق، مقارنة بدول أخرى في المؤشر، مثل الصين والهند والبرازيل.
أقرأ المزيد: السعودية تقترض 11 مليار دولار من 14 مؤسسة تمويل دولية
وأوضح أن السعودية لم تستقطب سوى جزء بسيط من رأس المال الأجنبي الذي يتدفق إلى الأسواق الناشئة، والذي يقدر بمئات المليارات من الدولارات.
ونقل التقرير عن فيرغوس أرغيل، مدير صندوق EFG New Capital للأسواق الناشئة، قوله:
“تبدو السعودية الآن وكأنها الصين في العقد الأول من القرن العشرين”.
كما أضاف أن السعودية لا تزال “ممثلة بشكل ناقص للغاية” في محافظ المستثمرين.. رغم أنها استقطبت أكثر من 3 مليارات دولار من التدفقات الأجنبية هذا العام.
وتوقع أن يزداد الاهتمام بالسوق السعودية مع مواصلة الإصلاحات والمبادرات التي تهدف إلى تحسين بيئة الأعمال وتعزيز الشفافية والحوكمة والابتكار، وقال: “هذه قصة نمو كبيرة في الأسواق الناشئة”.
وأبرز التقرير أن البورصة السعودية هي الأكبر والأكثر سيولة في المنطقة، وتضم شركات عملاقة في مختلف القطاعات، من بينها أرامكو، أكبر منتج للنفط في العالم، الذي طرح جزءاً من أسهمه في البورصة في عام 2019، في أكبر طرح عام أولي في التاريخ.
كما أشار إلى أن البورصة تشهد تنويعاً في تركيبتها، حيث تم إدراج شركات جديدة في مجالات الرعاية الصحية والتجزئة والطاقة.. مما يوسع خيارات المستثمرين ويعكس التحول الاقتصادي في البلاد.
وذكر أن شركة طيران ناس، أحدى شركات الطيران منخفضة التكلفة، تخطط للإدراج في البورصة في العام المقبل.
وختم التقرير بالقول إن السعودية رفعت وزنها في مؤشر MSCI للأسواق الناشئة إلى نحو 4.1%.. مقارنة بـ 1.5% عندما تم إدراجها لأول مرة في المؤشر.