كشفت المديرية العامة لشؤون المخدرات والمؤثرات العقلية التابعة لوزارة الداخلية في العراق، أنها اعتقلت 10 آلاف شخص متهم ٍ بتجارة وتهريب المخدرات خلال 8 أشهر فقط.
كما أشارت إلى أن مجابهة هذه الآفة “توسعت من العمل الأمني إلى الاستخباري”.
وقال المتحدث باسم المديرية حسين التميمي لوكالة الأنباء العراقية: “نفذت الوزارة عمليات استباقية بحق المتاجرين والمروجين ومتعاطي المخدرات والمؤثرات العقلية”.
ولفتت إلى أنه ” تشكيل فريق عمل وتتبع شبكة المخدرات بالتنسيق مع الأجهزة الأمنية الاستخبارية الأخرى، ومن بينها خلية الصقور الاستخبارية”.
إقرأ أيضا: في عملية أمنية خارج الحدود.. الاستخبارات العراقية تحبط مخططاً لـ”داعش”
وأفاد التميمي بتحول عمل مكافحة المخدرات من العمل الشرطوي إلى العمل الاستخباري، لذلك تم تكثيف عمليات الضبط بالجرم المشهود وعمليات دحر المتاجرين بالمخدرات.
وأضاف: “إذا تمت مقارنة كميات المواد المخدرة المضبوطة في النصف الأول من عام 2023، مع ما ضبط بعامي 2021 و2022، فإن العمل تضاعف وأسفر عن ضبط كميات أكبر تقدر بضعف السنوات السابقة، وهناك تقويض لجريمة المخدرات في العراق”.
خطر داهم
في هذا الصدد، قال مدير المركز العراقي للدراسات الاستراتيجية، غازي حسين، في لقاء مع موقع “سكاي نيوز عربية”:
– “انتشار المخدرات في العراق وعدد من دول المنطقة، يشكل ظاهرة خطيرة للغاية”.
ويشير لتطور قدرات الإنتاج والترويج من قبل مافيات الاتجار بالمواد المخدرة، فمثلاً قبل أيام كشفنا مصنعاً كاملاً لإنتاج حبوب الكبتاغون في محافظة المثنى جنوبي البلاد”.
إقرأ أيضا: القوات العراقية تعلن إحباط هجوم لـ “داعش” في كركوك
– “تتم أيضاً زراعة الحشيش وغيره من مواد مخدرة في بعض مناطق العراق”.
وما يزيد الأمر تعقيداً هو زيادة نشاط شبكات التهريب، من أفغانستان مروراً بإيران فالعراق، ومن ثم نحو بقية دول المنطقة، وبالعكس”.
– “نحن أمام خطر توسع عمل شبكات ومافيات الإنتاج والتهريب محليا وإقليميا، والتي تحاول جعل العراق محطة أساسية لهذه التجارة القذرة”.
– “مع الأسف فإن استهلاك المخدرات أصبح كبيراً جداً في العراق، خاصةً بين الفئات العمرية الصغيرة، والتي تدمر مستقبل الشباب.
كما أشار إلى أنها “تبدد طاقاتهم وتشل إمكانياتهم العقلية والجسدية، فالمخدرات لا تقل خطورة عن الإرهاب“.
تعاون إقليمي ودولي
يعتبر تعزيز الجهد الاستخباري مهماً جداً في سياق محاولات العراق لكبح جماح هذا الخطر، خاصة عبر التنسيق مع الأجهزة المعنية بمكافحة المخدرات، لا سيما في الدول العربية والمجاورة، لمراقبة وملاحقة مافيات وعصابات التهريب والاتجار، والتي هي في بعضها دولية الطابع.
إقرأ أيضا: العراق: اجتماعات لتحصين الحدود ومنع عمليات التهريب
ويفرض هذا توسيع نطاق التعاون في مكافحة المخدرات، لا سيما مع دول الاتحاد الأوروبي ومختلف المنظمات والهيئات الدولية المعنية.
أرقام ونسب مخيفة
تشير إحصائيات مجلس القضاء الأعلى في العراق لعام 2021، إلى أن نسبة الإدمان على المخدرات قد تصل إلى 50 في المائة من فئة الشباب.
إضافة إلى أن النسبة الأكبر للتعاطي تصل إلى 70 في المائة، داخل المناطق والأحياء الفقيرة التي تكثر فيها البطالة.
وينص قانون مكافحة المخدرات والمؤثرات العقلية في العراق، رقم 50 الصادر عام 2017، على عقوبات صارمة تصل لحد الإعدام، كما ما في المادة 27 منه، وللسجن المؤبد، وفق المادة 28 من القانون.
إقرأ أيضا: مقترح أمني عراقي بإرسال قوات من الجيش إلى الحدود مع تركيا.. هل تحدث المواجهة؟
وبحسب الإحصائيات فإن أكثر أصناف المواد المخدرة تعاطياً في العراق، هي الكريستال الأبيض والحشيش وحبوب الكبتاغون، ومعظمها تدخل البلاد من الخارج.