الأحد, ديسمبر 22, 2024
- إعلان -spot_img

الأكثر قراءة

الرئيسيةالواجهة الرئيسيةتصعيد المنطقة الجنوبية .. طرق الترانزيت والمصالحة مع تركيا

تصعيد المنطقة الجنوبية .. طرق الترانزيت والمصالحة مع تركيا

هاشتاغ- عبد الرحيم أحمد

تزايدت في الآونة الأخيرة الهجمات التي شنتها مجموعات مسلحة بعبوات ناسفة وتفجيرات في المنطقة الجنوبية استهدف أحدها وفد حكومي يضم محافظ درعا وأمين فرع الحزب وقائد الشرطة بالتزامن مع ترتيبات تجري لفتح معبر أبو الزندين بين مناطق السيطرة التركية شمال حلب ومناطق سيطرة الدولة السورية كخطوة أولى على طريق المصالحة بين البلدين. فما هي دوافع هذه الهجمات ومن يقف وراءها؟

فتش عن “إسرائيل”

وفي رده على هذه التساؤلات يقول الخبير العسكري اللواء الدكتور سليم حربا لهاشتاغ: “لا نستطيع فصل ما يجري في فلسطين وغزة والضفة الغربية وجبهات الإسناد من حيث الهدف والمآل عما يجري في سوريا عموماً” مؤكداً أن من يقف وراء هذه التفجيرات “بشكل مباشر هي الخلايا النائمة وبقايا فلول المجموعات الإرهابية التي كانت ومازالت مرتبطة بالكيان الإسرائيلي وتنفذ أجنداته وتعليماته.. بتنسيق وأوامر عمليات من المخابرات الأمريكية وغرفة عملياتها في قاعدة التنف إضافة إلى أوامر عمليات فرنسية وبريطانية وأمريكية لهيئة تحرير الشام (جبهة النصرة) في إدلب.”

يشاركه الرأي المحلل السياسي الدكتور خالد المطرود ويؤكد أن التفجيرات التي وقعت في الآونة الأخيرة هي “علامة وإشارة واضحة” من أعداء سوريا بأنه “ممنوع أن تنتهي الحرب أو أن تستقر الأوضاع في سوريا خاصة في المنطقة الجنوبية باعتبارها ساحة الجيش العربي السوري في الصراع مع الكيان الصهيوني.”

ويضيف في رد على أسئلة هاشتاغ أن كل “التصعيد الذي نراه في المنطقة الجنوبية وغيرها يأتي بأمر عمليات واحد من الجهة المشغّلة لهذه المجموعات ولمصلحة الكيان الصهيوني والولايات المتحدة الأمريكية.”

محاولة لعرقلة التقارب السوري التركي

اللافت في التصعيد الأخير أنه تزامن مع الترتيبات السورية التركية لفتح معبر أبو الزندين شمال حلب لتسيير البضائع وتجارة الترانزيت من تركيا عبر سوريا باتجاه الخليج كخطوة تمهيدية للمصالحة الشاملة بين البلدين.

ويرى المطرود أن المصالحة بين سوريا وتركيا سيكون لها تداعيات كبيرة على المجموعات الإرهابية وسيؤدي إلى “القضاء على هذه المجموعات” لذلك فإن التصعيد في المنطقة الجنوبية وفي بعض المناطق في سوريا هو محاولة من “هذه المجموعات وداعميها لإعاقة أي تقدم أو تطور في العلاقات.”

الأمر ذاته يؤكده الخبير العسكري اللواء حربا فيقول إن “الهدف الرئيسي من هذه الهستيريا لهذه المجموعات الإرهابية” هو إعطاء إيحاء بأن المنطقة الجنوبية ودرعا مازالت “غير آمنة ومحاولة تسويقها أيضاً أنها مازالت خارج سيطرة الدولة” والأهم في ظل التقارب السوري التركي “الإيحاء بأن الطريق إلى معبر نصيب ومن الأردن إلى الخليج غير آمن” باعتبار أن هذا الطريق هو الشريان التجاري والاقتصادي بين تركيا وسوريا والعالم العربي.

وخلاصة القول بالنسبة للدكتور حربا أن “أحد أهم أهداف هذه التفجيرات والعبوات على طريق درعا وصولاً إلى معبر نصيب هو عرقلة الاتفاق السوري التركي.”

إجراءات لفرض الأمن وحماية طرق الترانزيت

استمرار حالة الفوضى الأمنية في المنطقة الجنوبية وعلى الطريق الدولي الذي يربط شمال البلاد بجنوبها مروراً بمعبر نصيب إلى الأردن ودول الخليج، تشكل تحدياً خطيراً لتجارة الترانزيت المرتقبة لذلك لابد من معالجة الوضع بالتزامن مع التسوية مع تركيا.

ويؤكد الدكتور المطرود أن هذه المنطقة “يجب أن تكون آمنة وأمانها يكون بعودة هيبة الدولة إليها من خلال الأمن المجتمعي ومتابعة المصالحات والتسويات والضرب بيد من حديد على كل من يحمل السلاح بشكل غير شرعي.”

ويرى المطرود أن هذا الأمر يمر عبر مسارين: أولاً، استكمال “المصالحات والتسويات” التي بدأتها الدولة و”إعادة تأهيل” من شملته المصالحات والتسويات فكرياً وثقافياً ووطنياً وتأمين فرص عمل لهم “كي لا يعودوا إلى هذه المجموعات المسلحة.”

وثانياً، عبر قيام الدولة “بوضع حد لهذا الانفلات وضرب كل من يحمل السلاح بشكل غير شرعي” إضافة إلى “الدور المجتمعي” لأبناء المنطقة “بفرز أولئك الذين ارتضوا أن يكونوا أداة عند المشروع الصهيوني والأمريكي وكذلك العصابات الإجرامية التي بدأنا نتلمس وجودها لأسباب مالية لمحاسبتها والقضاء عليها.”

وأعرب عن اعتقاده أن الدولة السورية “ستقوم بإجراءات كبيرة” لوضع حد لهذه الهجمات وتأمين طرق التجارة والترانزيت خاصة أن سوريا مقبلة على “مرحلة من الانفراجات” على مستوى العلاقات العربية والدولية.

عمليات أمنية واسعة وتنسيق أمني سوري أردني

يفصّل اللواء حربا في الخطوات المطلوبة لمعالجة الأوضاع في المنطقة الجنوبية فيؤكد ضرورة متابعة “الأداء الرفيع والمتصاعد” للمقاومة في فلسطين وجبهات الإسناد “لاستنزاف الكيان الإسرائيلي وتعميق أزمته وهزيمته باعتبار ذلك مرتبط عضوياً بكل ما يجري داخل سوريا” وكذلك “تنفيذ عمليات أمنية واسعة دورية” في درعا وريفها لاجتثاث الخلايا الإرهابية النائمة و”مراقبة” خطوط التماس مع العدو الإسرائيلي في الجولان السوري المحتل وخصوصاً وادي اليرموك “لمنع تواصل وتوجيه تلك المجموعات من قبل كيان الاحتلال.”

ويضيف بضرورة زيادة  “التنسيق الأمني السوري الأردني على طرفي الحدود لمنع الدخول والخروج والمناورة لهذه المجموعات المسلحة”، وقيام الجيش “بمسح استطلاعي جوي دوري ومستمر” لمنع تحرك بقايا داعش والمجموعات الإرهابية من التنف ومحيطها إلى المنطقة الجنوبية وغيرها.

ويقترح اللواء حربا تسيير دوريات وإجراء مسح هندسي للمتفجرات والعبوات بشكل يومي على هذا الطريق والمحور وتأمين سير القوافل من معبر أبو الزندين إلى معبر نصيب و”إنشاء غرفة عمليات أمنية مشتركة تضم سوريا وتركيا والأردن” بهدف ملاحقة كل المجموعات والقادة والعناصر التي مازالت مرتبطة بالأمريكي والإسرائيلي.

المتضررون من الاتفاق السوري التركي

يعتقد اللواء حربا أن المتضررين من التقارب السوري التركي وعودة العلاقات إلى طبيعتها سيواصلون عرقلة هذا التقارب عبر سلسلة من الممارسات الأمنية والسياسية، ويصنّف 3 جهات متضررة هي الولايات المتحدة الأمريكية وكيان الاحتلال الإسرائيلي والدول التي صدّرت الإرهابيين متعددي الجنسيات إلى سوريا.

فالتسوية بحسب الخبير العسكري اللواء حربا ستؤدي إلى انسحاب تركي من سوريا الأمر الذي سيدفع المحتل الأمريكي إلى الانسحاب أيضاً وبالتالي تفكيك وانهيار المشروع الانفصالي الذي يرعاه في الشمال السوري. كما أن “إٍسرائيل” أكبر المتضررين بعد فشل أدواتها الإرهابية في تحقيق أهدافها وانهيار مخططها لتغيير “هوية وموقع سوريا في محور المقاومة والصراع العربي الإسرائيلي”، وأما الدول المصدرة للإرهابيين متعددي الجنسيات ستكون أمام تحدي عودتهم إليها بما يحملون من فكر إرهابي.

لذلك سيعمل هؤلاء المتضررون والكلام للواء حربا على “عرقلة التقارب السوري التركي ومحاولة تأخير وعرقلة التعافي السوري مع تركيا ومع الدول العربية وحتى الأوروبية بعدما بدأت مؤشرات عودة العلاقات والسفارات العربية والأوروبية إلى دمشق.”

يمكنكم متابعة قناتنا على يوتيوب

مقالات ذات صلة