أثارت الهجمات الأخيرة التي تسببت في انفجار آلاف أجهزة الاتصال اللاسلكي (البيجر) التي يستخدمها “حزب الله” في لبنان، تساؤلات حول تورط “الوحدة 8200” التابعة للجيش الإسرائيلي في تنفيذها.
وعلى الرغم من غياب التعليق الرسمي الإسرائيلي حول العملية، فإن الهجوم يكشف عن مدى قدرة “إسرائيل” على تنفيذ عمليات استخباراتية إلكترونية متقدمة.
الوحدة 8200.. قوة سرية متقدمة
تعتبر الوحدة 8200 أحد أعمدة الحرب السيبرانية الإسرائيلية، وهي وحدة مختصة بالحرب الإلكترونية والاستخبارات في الجيش الإسرائيلي.
وغالباً ما تُقارن بوكالة الأمن القومي الأميركية من حيث الدور والمهمات التي تضطلع بها.
ويعود تاريخ الوحدة إلى سنوات تأسيس “إسرائيل”، حيث لعبت دوراً محورياً في فك الرموز والشفرات.
ومن أبرز العمليات التي يُنسب للوحدة القيام بها هو هجوم “ستاكس نت” الفيروسي بين عامي 2005 و2010، والذي عطل البرنامج النووي الإيراني.
بالإضافة إلى ذلك، لعبت دوراً في هجوم سيبراني عام 2017 استهدف شركة الاتصالات اللبنانية “أوجيرو”.
اختيار دقيق وتكنولوجيا متقدمة
تتميز الوحدة بانتقاء أفرادها من خيرة الشباب الإسرائيليين، ويتم تدريبهم على المهام السيبرانية المعقدة باستخدام أحدث تقنيات الذكاء الاصطناعي.
وتعمل الوحدة على تجميع وتحليل بيانات كبيرة، مما يسمح لها بتنفيذ عمليات معقدة ضد الفصائل الفلسطينية، وخصوم إقليميين مثل إيران وحزب الله.
بالإضافة إلى الأنشطة السيبرانية، تتكامل الوحدة مع القوات العسكرية في الميدان أثناء الحروب، حيث تلعب دوراً مباشراً في تحديد الأهداف وتقديم الدعم الاستخباراتي.
انتقادات وإخفاقات
رغم نجاحاتها، تعرضت الوحدة لانتقادات في أعقاب الإخفاق في منع هجوم السابع من تشرين الأول/ أكتوبر على “إسرائيل”.
كما أثار بعض الأفراد السابقين في الوحدة في عام 2014 جدلاً واسعاً عندما نشروا رسالة تنتقد التجسس “غير الأخلاقي” على الفلسطينيين.