عادت الأنباء مجدداً تتحدث عن اتصالات متبادلة بين السعودية و دول الخليج وسورية، في سياق ما اعتُبر بوادر تحسن طفيف في العلاقات التي شهدت توتراً على خلفية أحداث الأزمة السورية في 2011، تراجعت حدته كثيراً في السنوات القليلة الماضية.
وذكرت بثينة شعبان، المستشارة السياسية في رئاسة الجمهورية في تصريحات لإذاعة “شام أف أم” المحلية، أن جهوداً تُبذل لتحسين العلاقات مع السعودية وأنها قد تأتي بنتائج إيجابية قريباً.
وقالت شعبان”إن زيارة وزير السياحة السوري إلى الرياض هذا الأسبوع لم تكن ممكنة في السنوات الماضية وإنها خطوة إيجابية”.
وبشأن رد فعل الجامعة العربية بما يخص نتائج الانتخابات الرئاسية أمس الأربعاء، قالت شعبان “يجب أن تعود الجامعة العربية إلى سورية وليس العكس ولا أعرف كم تمتلك هذه الجامعة من الإرادة الحرة كي تتصرف بالشكل المطلوب تجاه سورية.
وبما يخص غياب التصريحات الرسمية من قبل الإمارات وسلطنة عمان بما يخص الانتخابات قياساً ببرقيات التهنئة من قبل هاتين الدولتين في الفترة الماضية بمناسبة عيد الجلاء والفطر وغيرها، أجابت شعبان “لا يكلف الله نفساً إلا وسعها، وكل بلد هو الأقدر على تقدير ظروفه”.
يأتي ذلك في وقت أوردت صحيفة “الغارديان” البريطانية قبل أسابيع عن مصدر سعودي، أن مسؤولاً سعودياً رفيع المستوى زار دمشق “والتقى رئيس مكتب الأمن الوطني علي مملوك”.
ووفق الصحيفة، أضاف المصدر السعودي، الذي لم تذكر اسمه، أن الزيارة “تم التخطيط لها منذ فترة لكن لم يحدث تقدم”، لكن الأحداث الإقليمية “تغيرت وسهّلت التواصل”، وفقاً للصحيفة التي رجح مصدرها أن استئناف العلاقات بين الرياض ودمشق، قد يبدأ بعد فترة قصيرة من رمضان، أي هذه الأيام.
ومع أن الحكومة السعودية لم تعلق على تلك الأنباء التي جاءت تزامناً مع تقارير لقاءات مسؤولين من الرياض وطهران في بغداد، إلا أن قناة “الحرة” الأميركية، نقلت هي الأخرى عن متحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية، علم واشنطن بتلك التقارير، وأن القناعة قائمة في الولايات المتحدة الأميركية بأن الاستقرار في سوريا والمنطقة بشكل عام، “يمكن تحقيقه فقط من خلال عملية سياسية تمثل إرادة كل السوريين”.
وكان ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، بحث مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في آخر اتصال هاتفي بينهما قبل نحو شهرين، إلى جانب المستجدات الإقليمية والدولية وسبل تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين، كذلك “الوضع في سورية والخليج”.
وفي هذا السياق جاء لقاء ولي العهد بوزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف والمبعوث الخاص للرئيس الروسي لشؤون التسوية السورية ألكسندر لافرينتيف، ليتباحث مع الأخير مستجدات الأوضاع على الساحة السورية.
وقال وزير الخارجية الأمير فيصل بن فرحان خلال مؤتمر صحافي مشترك مع لافروف في الرياض “إن التسوية السورية تتطلب أن يكون الحل سياسياً، وهذا يرجع بالأساس إلى أطراف القضية، ويتطلب التوافق على هذا الحل السياسي”.
وتتجه دول عربية إلى إحياء علاقتها مع سورية ومساعدة البلاد في الرجوع إلى حاضنتها العربية من خلال إنهاء شغور مقعدها في جامعة الدول العربية، بعد نحو عقد من الصراع وتدخل القوى الأجنبية في القرار السوري.
ويربط كثيرون من المراقبين بين عودة سورية إلى محيطها الإقليمي، وانتهاء الانتخابات القائمة حالياً في دمشق.