هاشتاغ- رأي- ديانا جبور
بدلا من النقد والتعبير عن الاختلاف، أو دحض ما أدلى به الفنان الكبير دريد لحام في حواره الإذاعي الأخير ، ساد نوعٌ من الشتم والسخرية وأحكام الإلغاء، ومختصرها “من أنت؟” حتى تتجرأ وتدعي أنك كنت تكتب مع الماغوط وتنسب النجاح لشراكتكما..
بدايةً؛ أود التأكيد أن دفاعي عن الفنان الكبير دريد لحام لا يعني أنني لا أعرف القيمة الاستثنائية للماغوط كشاعر وكاتب درامي أو حتى كاتب زوايا صحفية، أجد نفسي مضطرة لهذا التوضيح مع حالة الاصفاف العامودية للناس العاديين على حدٍّ سواء مع المهتمين والمختصين، كما لو أننا جميعاً قادة فيالق مقاتلة في قلب معركة حامية الوطيس، ولابد معها أن تختار الوقوف إلى أي الفريقين المتقاتلين..
بالعودة إلى دريد لحام؛ هو لم يستغل غياب الماغوط وينسب لنفسه أمراً يخالف إرادة الراحل الكبير، فقد تشارك الاثنان على مهمة الكتابة كما توضح شارات وأفيشات الأعمال المسرحية، كما التلفزيونية والسينمائية، والأهم أنهما كررا هذا التعاون، ما يعني أن الماغوط كان قابلاً ومعترفاً بإسهام دريد لحام ..
ولمن خانته الذاكرة فقد كتب الاثنان حسب الشارات وليس اجتهاداً أو تقولاً كلاً من : وين الغلط، ووادي المسك ( تلفزيونياً)، والحدود ( سينمائياً) أما في المسرح فقد ظهر اسم الاثنين على كل من: ضيعة تشرين، غربة، وكاسك يا وطن..
أعرف دريد لحام وقد كرر أمامي أكثر من مرة أن افتراقهما الإبداعي أضر بكليهما، إذ عجز الاثنان عن تحصيل النجاح نفسه عندما اشتغل كل واحد منهما بشكل إفرادي، كما الحال مع صانع المطر لدريد لحام وخارج السرب للماغوط ..
لاشك أن دريد لحام ارتكب خطأً عندما تجاهل النصف الثاني للحقيقة خلال الحوار، أي عجزه عن تحقيق النجاح السابق عندما كتب لوحده.. لكن الخطأ غير الخطيئة..
حتى لو كانت خطيئة، دعونا نترك المجال لمن ارتكبها أن يوضح قبل أن نصدر حكم الإعدام رجماً وسبّاً واستهزاءً..
ما بالنا نقتل قاماتنا .. ليس لدينا الكثير.. أما من بقي منهم على قيد الحياة فلن نعدّ أكثر من أصابع اليدين.. ومسألة بقائهم على قيد الحياة واستمتاعهم بما أنجزوه ليس ذنبهم ولكنه من حسن حظنا.
مع كل ما نمر به .. لنعترف أننا ضعفاء .. وإرداء أي قامة قتيلاً ثم الرقص على جثته، لن يحوّلنا إلى أبطال.