تتزايد الشكوك وسط مسؤولين أميركيين وإسرائيليين، بشأن إمكانية التوصل إلى اتفاق لوقف الحرب الدائرة في قطاع غزة منذ ما يقارب من عام.
وحسبما أوردت القناة 12 الإسرائيلية، فإن أحد كبار أعضاء فريق التفاوض الإسرائيلي أبلغ أقارب الرهائن الذين تحتجزهم “حماس” في قطاع غزة أن “التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار أمر غير مرجح في المستقبل القريب”.
وقال المفاوض للعائلات: “في الوقت الحالي، يبدو أن الاتفاق لن يحدث. ولا حتى المرحلة الأولى. الطريقة الوحيدة للمضي قدما هي إنهاء الحرب”، وهو أمر ترفضه إسرائيل قبل تحقيق “أهدافها”.
وأضاف موجها حديثه لأسر الرهائن: “استمروا في التحرك لحشد الرأي العام من أجل إنهاء الحرب”.
وفي واشنطن، قال مسؤولون أميركيون إن البيت الأبيض يعيد تقييم استراتيجيته لإطلاق سراح الرهائن ووقف إطلاق النار في غزة.
ويناقش كبار مساعدي الرئيس جو بايدن ما إذا كانت هناك جدوى من تقديم اقتراح جديد مع اتخاذ “إسرائيل” و”حماس” مواقف أكثر صرامة في المفاوضات، حسبما نقل موقع “أكسيوس” الإخباري الأميركي.
وأوضح المصدر أن مستشاري بايدن يعتقدون أن “المقترح الجديد لن يؤدي إلى أي شيء الآن”.
وكان وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكين قال في وقت سابق، إن الولايات المتحدة قد تقدم اقتراحا جديدا ومحدثا في الأيام المقبلة، لكن مسؤولين أميركيين آخرين يقولون إن مثل هذه الخطوة ليست وشيكة.
وذكر أحد المسؤولين في الولايات المتحدة: “إنها فترة صعبة. المسؤولون في البيت الأبيض حزانى ومنزعجون ومحبطون. لا نزال نعمل لكننا لن نقدم أي شيء في وقت قريب. نحن في موقف صعب”.
بدوره، رأى رئيس حكومة الاحتلال الأسبق، إيهود باراك، أنّ “إسرائيل تتعثر بلا استراتيجية ولا خطة عمل” في قطاع غزّة، معتبراً أنّ “إسرائيل أقرب إلى الهزيمة من النصر الكامل”.
ونقلت صحيفة “إسرائيل اليوم” الإسرائيلية، عن باراك قوله إنّ “الواقع صعب، فإسرائيل لم تنتصر لا في 7 تشرين الأول/أكتوبر، ولا في الحرب حتى الآن، بل هي أقرب إلى الهزيمة منها إلى الانتصار”.
وأضاف: “نحن قريبون جدّاً وعلى مسافة خطوة من الهزيمة وليس من الانتصار المطلق، كما أننّا على مسافة من تدهور الوضع إلى حرب شاملة”، مؤكّداً ضرورة “العمل على منع حصول الحرب الشاملة بالتعاون مع واشنطن والدول المعتدلة”.
أمّا في ما يتعلق بالحرب مع لبنان، بيّن باراك أنّ حرباً شاملة مقابل حزب الله اليوم “يمكن لها أن تتوسّع إلى حرب إقليمية”، مؤكّداً أنّ “ذلك خطأ استراتيجي كبير سيكون له ثمن مؤلم وثقيل”.
كذلك، شدّد على ضرورة “القيام بكل ما يلزم لمنع حصول حرب في الشمال، لأن الثمن الذي سندفعه لن يؤدي إلى نتيجة أفضل مما يمكن لأيّ اتفاق تحقيقه”.