أكدت مصادر طبية عراقية سقوط 30 قتيل في المواجهات المسلحة التي اندلعت داخل المنطقة الخضراء بالعاصمة بغداد، بعد إعلان زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر الاثنين اعتزال العمل السياسي.
وأفادت مصادر مطلعة عن وجود مفاوضات بين مسؤولين حكوميين وقادة في الإطار التنسيقي والتيار الصدري للتوصل إلى اتفاق يُجنب البلاد الانزلاق نحو دوامة العنف.
وشهد العراق في الساعات الأخيرة تطورات أمنية وسياسية متلاحقة. حيث أخرجت القوات الأمنية بالقوة أنصار الصدر من داخل القصر الحكومي والساحات المحيطة به. وفرضت حظرا للتجول في جميع المحافظات.
وقال رئيس الكتلة الصدرية البرلمانية المستقيلة حسن العذاري في تغريدة على تويتر إن الصدر أعلن الدخول في إضراب عن الطعام حتى يتوقف العنف واستعمال السلاح.
وأفادت وسائل اعلامية محلية بسماع دوي 13 انفجاراً في المنطقة الخضراء بالعاصمة العراقية بغداد.
بدورها، قالت وكالة الأنباء الفرنسية إن 7 قذائف هاون على الأقل سقطت مساء الاثنين في المنطقة الخضراء، التي تضم مقار حكومية وسفارات.
وقال الرئيس العراقي برهم صالح في تغريدة على توتير إن دم جميع العراقيين خط أحمر.
وقالت وسائل إعلام عراقية إن صافرات الإنذار دوّت في السفارة الأميركية في بغداد بعد سقوط قذيفة هاون قربها.
وأكدت إخلاء مقر السفارة الهولندية في المنطقة الخضراء وانتقال موظفيها للسفارة الألمانية.
وقالت وكالة الأنباء العراقية إن رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي وجه بمنع استخدام الرصاص وإطلاق النار على المتظاهرين من أي طرف أمني.
كما وجه بفتح تحقيق عاجل بشأن أحداث المنطقة الخضراء، مطالبا قوات الأمن بحماية المتظاهرين.
وكانت القوات الأمنية العراقية قد أعلنت استعادتها السيطرة الكاملة على مقر القصر الحكومي بعد إخراج أنصار التيار الصدري منه.
واطلقت قوات الأمن النار بشكل كثيف داخل المنطقة الخضراء في بغداد، واستطاعت السيطرة على القصر بعد طرد المتظاهرين منه.
بدورها، أعلنت قيادة العمليات المشتركة العراقية حظر التجول الشامل في جميع المحافظات اعتبارا من الساعة السابعة مساء الاثنين.
وعاهد رئيس هيئة الحشد الشعبي في العراق فالح الفياض العراقيين بأن يكون الحشد خارج الاصطفاف السياسي، وأن يساهم في حماية العملية السياسية.
كما قرر رئيس الحكومة العراقية مصطفى الكاظمي تعليق جلسات مجلس الوزراء إلى إشعار آخر بسبب دخول متظاهرين مقر المجلس، وأعلن حالة الإنذار القصوى في بغداد لكل القوات الأمنية.
وطالب رئيس الوزراء العراقي -خلال ترؤسه اجتماعاً طارئاً للقيادات الأمنية في مقر العمليات المشتركة- القيادات الأمنية بالالتزام التام بحماية أرواح المتظاهرين والحفاظ على الممتلكات العامة والخاصة.
ودعا الكاظمي في بيان المتظاهرين إلى الانسحاب الفوري من المنطقة الخضراء والالتزام بتعليمات القوات الأمنية.
كما طالب مقتدى الصدر بالمساعدة في دعوة المتظاهرين للانسحاب من المؤسسات الحكومية.
وقال رئيس الوزراء العراقي إن تجاوز المتظاهرين على مؤسسات الدولة يعد عملا مداناً وخارجاً عن السياقات القانونية.
وقال رئيس البرلمان العراقي محمد الحلبوسي إن ما شهدته البلاد ينذر بخطر كبير.
فيما دعا رئيس إقليم كردستان العراق مسرور البارزاني الأطراف السياسية كافة إلى ضبط النفس وألا تسمح بانفلات الوضع عن السيطرة أكثر.
أما هوشيار زيباري القيادي في الحرب الديمقراطي الكردستاني ووزير الخارجية الأسبق فقال:
إن ما حصل اليوم (أمس الإثنين) في بغداد كانت نتيجة تراكمية لسياسات ومصالح وقرارات قضائية تعسفية قصيرة النظر.
كما دعا حيدر العبادي رئيس الوزراء السابق ورئيس ائتلاف النصر العراقي إلى التهدئة وضبط النفس وعدم الانجرار خلف الفتن.
بدوره، قال زعيم ائتلاف الوطنية العراقي إياد علاوي إنه لا سبيل لحل الأزمة السياسية إلا بالحوار الوطني.
كما دعا الإطار التنسيقي في العراق التيار الصدري للعودة إلى طاولة الحوار.
ودعا الرئيس العراقي برهم صالح المتظاهرين إلى الانسحاب من المؤسسات الرسمية، وإفساح المجال أمام القوات الأمنية للقيام بواجبها.
وخارج العاصمة، اقتحم أنصار التيار الصدري مكتب مجلس النواب في محافظة كربلاء جنوب البلاد.
كما أظهرت صور محاصرة أنصار التيار الصدري محكمة الاستئناف في محافظة ميسان الاتحادية جنوب شرقي العراق.
وقال مسؤولون أمنيون عراقيون إن أنصار الصدر يغلقون مداخل ميناء أم قصر في محافظة البصرة.
واقتحم أنصار الصدر أيضاً مقر محافظة ديالى شرق العاصمة بغداد. وأظهرت صور بثها ناشطون عشرات منهم وهم يتجولون داخل أروقة مقر المحافظة.
وفي محافظة واسط اقتحم أنصار الصدر مبنى المحافظة وسيطروا عليه بالكامل.
في غضون ذلك، قال ستيفان دوجاريك، المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة، في بيان:
إن جوتيريش يتابع الاحتجاجات في العراق بقلق ويدعو إلى الهدوء وضبط النفس.
كذلك قالت المتحدثة باسم الاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية نبيلة مصرالي عبر حسابها على تويتر:
ان الاتحاد الأوروبي يدعو جميع الأطراف إلى ممارسة ضبط النفس والتزام الهدوء.
ويأتي هذا التصعيد، على خلفية إعلان رئيس التيار الصدري مقتدى الصدر عن اعتزاله العمل السياسي وإغلاق جميع المؤسسات السياسية والإعلامية والاجتماعية المرتبطة به.
والتشديد على أتباعه بعدم استخدام اسمه أو اسم التيار في أي نشاط سياسي أو إعلامي.
وعلى إثر ذلك، أصبحت المنطقة الخضراء والمؤسسات الحكومية في عدد من المحافظات الجنوبية، ميداناً للصدامات بعد ما بدأ الصدريون “ساعة الصفر”.. ليحولوا اعتصامهم إلى عصيان ونفير عام.