اتفقت هولندا وألمانيا على التنقيب عن حقول غاز جديدة في بحر الشمال في مشروع مشترك، في إطار الجهود الأوروبية لتأمين إمدادات الطاقة محلياً.
يأتي الاتفاق بعد قرار روسي بقطع الإمدادات عن شركة غاس تيرا الهولندية لرفضها الدفع بالروبل.
مشروع مشترك
أعلنت الحكومة الهولندية، أمس، أنّ نائب وزير التعدين ،هانز فييلبريف، قد أصدر تراخيص للجانب الهولندي، وأن العمل جار على إجراءات معجلة من أجل إصدار التراخيص المطلوبة في ألمانيا.
من المتوقع استخراج الغاز بحلول عام 2024 من خلال منصة سيتم تشغيلها عن طريق محطة طاقة تعمل على الرياح.
يشمل المشروع التنقيب عن الغاز على بعد 19 كيلومتراً بالقرب من السواحل الهولندية والألمانية.
ولا يعد المشروع جديدًا، لكنه أصبح ضرورياً بعد أن قررت روسيا قطع الإمدادات عن هولندا بدايةً من أول أمس الثلاثاء.
مخاوف بيئية
كانت ولاية ساكسونيا السفلى الألمانية قررت العام الماضي عدم إصدار تراخيص للتنقيب قرب جزيرتي شيرمونيكوغ وبوركام لأسباب تتعلق بالبيئة.
ومازالت المخاوف المتعلقة بهذا الصدد قائمة لدى منظمات بيئية هولندية.
بالرغم من ذلك، صرحت وزارة الاقتصاد والمناخ الهولندية، أن الولاية الألمانية اتخذت الآن قراراً مغايراً بسبب الحرب الروسية الأوكرانية.
وأضافت أن “الحكومة تدعم استخراج الغاز من بحر الشمال بهدف، الحصول على كميات غاز كافية لتدفئة منازلنا”.
الإمداد الروسي.. متوقّف!
أعلنت شركة غازبروم الروسية، الإثنين، الماضي، وقف إمدادات الغاز إلى شركة الطاقة الهولندية المملوكة جزئياً للدولة، غاس تيرا، بسبب رفضها الدفع بالروبل مقابل الغاز.
وأفادت غاس تيرا إنه بتلك الخطوة ستفقد هولندا نحو ملياري متر مكعب من الغاز الآن وحتى تشرين الأول/ أكتوبر.
وأعلنت الشركة الروسية كذلك قطع تدفقات الغاز عن شركة أورستد في الدانمارك، وشركة شل إينرجي، بعد أن امتنعتا عن الدفع بالروبل.
وكانت قد قطعت موسكو بالفعل إمدادات الغاز إلى بولندا وبلغاريا وفنلندا وهولندا بعد أن رفضوا الاستجابة لمطالبها لفتح حسابات بالروبل لدى بنك روسي لتسوية المدفوعات.
العقوبات الغربية.. قاسية
فرض الغرب عقوبات اقتصادية قاسية على روسيا رداً على الحرب الروسية الأوكرانية، شملت حظر الولايات المتحدة وبريطانيا استيراد النفط ويبحث كذلك الاتحاد الأوروبي حالياً القيام بخطوة مشابهة.
ولذلك، طلبت موسكو منذ أشهر من عملائها من “الدول غير الصديقة”، مثل أعضاء الاتحاد الأوروبي، الدفع مقابل صادرات الغاز بالروبل، في محاولة لتفادي العقوبات المالية الغربية ضد بنكها المركزي.